يطالب مقتدى الصدر من الشيخ حارث الضاري اصدار فتوى بعدم جواز قتل الشيعة، والتنديد بالقاعدة.
الشيخ حارث الضاري بدوره يطالب الدول العربية بعدم التعامل مع حكومة المالكي على اساس انها غير شرعية.
لا أعرف ما العلاقة بين تصريح الصدر وتصريح الضاري.
ما أراه ان الصدر اكثر دقة وتحديدا وموضوعية من الشيخ الضاري.
بل ازيد على ذلك واقول ان مطالب الصدر باصدار فتوى بعدم قتل الشيعة او التعامل مع القاعدة هي مطالب مشروعة، بل ولا بد من تنفيذها. واذا كان من احد يجب ان تفرض عليه المقاطعة من قبل الدول العربية، حسب ما يطالب به الضاري، فان الضاري نفسه يجب ان يقاطع من الجميع الى ان يصدر الفتوى.
بل ان الفتوى يجب ان تصدر ليس من الضاري وحده، بل من كل علماء المسلمين السنة في العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه.
لكني ارى الجميع في حالة صمت.. كما لو كان الشيعة كائنات تستحق الحرق.
اعرف ان الموضوع ليس بحاجة الى فتوى، اذ كيف تصدر فتوى بوجوب الصلاة وهي مفروضة على كل مسلم. وبالمثل كيف تصدر فتوى بعدم جواز قتل الشيعة المسلمين، ودماء كل مسلم معصومة في الاساس؟
ان كان هذا الاعتراف مطلوب من زعيم شيعي بحجم مقتدى الصدر، بما له من قوة ونفوذ في الساحة العراقية، فيجب على الضاري ان يصدر الفتوى. وان يعلن وقوفه ضد القاعدة ايضا. فليس ذلك مطلب الصدر وحده، بل مطلب كل عاقل، والقول بغير ذلك لا علاقة له بمنطق او عقل او اسلام.
مسلسل القتل الطائفي مستمر. هي حرب هوية دينية اذا. والوحيد القادر على ايقاف حرب كهذه ليست امريكا، ولا السعودية، ولا كل دول الخليج والعالم، بل رجال الدين هم القادرون على ذلك. فاذا ما امتنع احد عن اصدار فتوى تحرم سفك الدم، فيجب على هذا الأحد ان يرحل.
واختم هنا بالقول ان الفتوى لا يجب ان تنحصر في السنة او الشيعة، بل في تحريم دم كل انسان بري لا ذنب له، سواء اكان شيعيا او سنيا، مسيحيا او يهوديا.
واكرر القول ان القادر على ذلك ليست الآلة العسكرية الأميريكية، ولا الوساطة العربية، بل رجال الدين في العالم الاسلامي كله، لا العراق وحدها.
لكنهم صامتون..
كعادتهم عند الحاجة لهم.. صامتون!
[email protected]