ما ترى كان احساس المسلمين في مشارق الارض ومغاربها يوم وطأت اقدام رأس الكنيسة الكاثوليكية حرم الجامع الازرق في تركيا؟
هل غضبوا؟
هل فرحوا؟
ماذا عملوا..؟
لا شيء.
واستغرب هذا اللاشيء الذي أتى حتى على لسان كبار رجال الدين الاسلامي.
كنت اود لو اسمع كلمة ترحيب واحدة من شخصية دينية اسلامية على الموقف النبيل المتسامح بحق الذي اقدم عليه البابا بنديكتس السادس عشر يوم قرر خلع نعليه، ودخل الى الجامع الازرق في تركيا ووضع يديه في هيأة صلاة اسلامية.
كنت اتمنى ان اسمع ولو كلمة ترحيب او شكر واحدة بحق رأس الكنيسة المسيحية على ما عبر عنه من احترام للاسلام والمسلمين.
اين هم اؤلئك الذين هاجموه وانتقدوه يوم ادلي بتصريح ارتآه البعض اهانة للاسلام؟ اين هم من موقف البابا الراقي في تركيا من الاسلام؟
للأسف هم لا يتصيدون سوى الاخطاء ليبرزوا كالمدافعين عن الله. الله ليس في حاجة لهم. الرسول عليه السلام ليس في حاجة لهم كي يدافعوا عنه ايضا.
وقبل ان اختم اريد ان اسأل:
هل من الممكن لرمز اسلامي، يقابل في مكانته وموقعه الحبر الاعظم بنديكتس السادس عشر، اقول هل يمكن لرمز اسلامي كهذا ان يملك الجرأة ليدخل الفاتيكان، ويصلب يديه، او يظهر احترامه وخشوعه للصلاة المسيحية كما فعل البابا مع صلاة المسلمين؟
الجواب لا..
أولا، لأن العالم الاسلامي على اتساعه وكثرة ابناءه، لا يتفق على شخصية زعيم اسلامي واحد. فللسنة اكثر من شخص. وللشيعة اكثر من شخص. بمعنى انه لا يوجد في الواقع شخص واحد يمكن ان يكون رمزا دينيا اسلاميا ولو للسنة وحدهم او للشيعة وحدهم.
ثانيا، انه لو وجد رجل كهذا او رمز كهذا، لغلبت عليه سطوة المتعصبين من حوله، الذين يرون في مصافحة المسيحي شيء من كفر، ناهيك عن زيارة الكنيسة ولو فعلها عمر بن الخطاب من قبل.
للبابا بنديكتس السادس عشر اقف احتراما على موقفه الآخير الذي ابداه للمسلمين.
ولمن يقول انه فعل ذلك كي يصحح ما بدر منه من قبل، فلا يزيده ذلك سوى تقديرا مني ان احترم مشاعر المسلمين، وتفهم غضبتهم.
ليتنا بمثل وجرأته، وانفتاحه على الآخرين.
[email protected]