كما هي العادة عند أول منعطفات الهزيمة لعلع الصوت العالي و العويل الثوري المنافق!، و تلبس أهل النفاق ملابسا ليست لهم، وطفحت سوق الشعارات بخطابات سقيمة و عقيمة لا تعبر عن الحقيقة بقدر ما تعبر عن العدمية و الفوضى وطلب الشهرة ولو على أنقاض الأوطان ومعاناة الشعوب، و ما يفعله (السيدان) حسن نصر الله في لبنان وحليفه مقتدى الصدر في العراق من مشاريع لتدمير الوحدة الوطنية، و العمل الحثيث لمصلحة أطراف إقليمية أخرى معروفة هوياتها وإتجاهاتها هي ممارسات لا تعبر عن مصلحة الشعبين اللبناني و العراقي قدر تعبيرهما المباشر عن مصلحة الأطراف المشتركة في تعويق العملية الديمقراطية وفي إستمرار حالات التوتر و التصعيد المؤدية بحكم الضرورة لإشعال الحروب الأهلية و الطائفية في زمن باتت فيه أنظمة الفاشية و الموت و الدمار على شاكلتي نظام دمشق و طهران في ذمة التاريخ ؟ نعلم أن كلامنا سيفسر على ألف معنى ومعنى ولكننا نعلم أيضا و الشعوب تعلم إن الأضرار التي تكبدتها شعوب المنطقة من عنتريات أهل العمائم السياسية المقدسة هي أكبر من أن تختصر في مقالات، فالشعب اللبناني الصابر ما زال يلحس جراحه من مؤثرات ومصائب حرب الصيف الماضي التي دمرت البنية التحتية اللبنانية وعمقت حالة الإنقسام الوطني، وأفقدت اللبنانيين الأمل و زرعت التشاؤم وخيبة الأمل وأجهضت حلم القيامة اللبنانية الجديدة بعد التحرر من الهيمنة و الإحتلال البغيض للنظام السوري الذي تراجع مدحورا و مرعوبا دون أن يتخلى عن بيوض الأفاعي السامة التي خلفها ورائه في التربة اللبنانية من عناصر مخابراتية من القتلة تزرع الموت و الدمار ومن أحزاب طائفية تتدثر زورا بالخطابات القومية و الوطنية المزيفة وتمارس أدورا تقسيمية رهيبة لتفتيت حالة التلاحم الوطني اللبنانية الخالدة التي تجسدت بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري وصحبه و الذين تبعوهم من قوافل الشهداء وحيث لا تزال القائمة مفتوحة!، و الغريب أن (حزب خدا) الإيراني بطبعته العربية لم يخجل أو يرعوي من مصائبه الثقيلة التي تسبب بها ليدفع الشعب اللبناني الثمن بل أضاف لذلك نغمته التقسيمية و الإنقلابية الجديدة الهادفة لخلط الأوراق وإنقاذ ماء وجه النظام السوري و التشويش على قضية المحكمة الدولية بهدف إنقاذ القتلة ومن يأويهم في دمشق و غيرها ؟ وجميعها الأعيب مكشوفة وسمجة كشفت على الطبيعة حقيقة مواقف أهل الشعارات من الباحثين عن مصالح شخصية وطائفية على حساب هموم ودماء ومعاناة الملايين، و ما يفعله نصر الله وحليفه الجديد الجنرال الذي كان ذات يوم من أشد خصوم نظام دمشق الذي هدد بضربها بالصواريخ قبل أن يتهدم قصر بعبدا على رأسه بالصواريخ السورية!! هو البروفة الأولى في سيناريو الحرب الأهلية المستجدة، فالبعث السوري قد حسم أمره وقرر تنفيذ وعده الإرهابي بتدمير لبنان على رأس شعبه! وهو نفس الهدف الذي يعمل من أجله مقتدى الصغير وجيشه المهدوي في بغداد و الذي يتلقى العون و التدريب و الدعم من حزب (خدا) اللبناني ومن يقفون خلفه، وحيث ذهب بعيدا في رسم سيناريوهات الحرب الأهلية القائمة فعلا في العراق و التي ستشهد توسعا و تصعيدا دراماتيكيا فيما لو لم يتدارك نوري المالكي أمره و يواجه تنفيذ مهمة سحب سلاح الميليشيات الصدرية و البدرية وغيرها وفرض هيبة الدولة وهي المهمة الممنوعة ليس في بغداد بل في بيروت أيضا فسلاح حزب الله هو الوقود الفعلي للحرب الأهلية اللبنانية لا سمح الله، لقد تبينت حقيقة أوكار الشر التي تغذي القوى الطائفية المتلبسة بالخطاب الوطني و القومي الغوغائي وباتت مواجهتها مسألة مصيرية لحفظ الأوطان ووحدتها الوطنية ومواجهة مشاريع الفاشية البعثية و الطائفية التي تحاول القيامة اليوم على أنقاض الشعوب وصراعاتها، ما يفعله (نصر الله) و (الصدر) هو حلقة واحدة ومتكاملة في مسلسل تخريبي شامل أعد في مطابخ الفاشيين والطائفيين من أجل إجهاض حرية الشعبين اللبناني و العراقي، ومن أجل تخريب المعبد على رؤوس الجميع بسبب إفلاس الرؤى و المنطلقات وإنكشاف حقيقة التواطؤ المكشوف و المعيب مع أنظمة التخلف و الموت، إنها معركة المستقبل التي لن يكسبها الفاشيون و الطائفيون مهما تداخلت الأوراق و الملفات، كما أنها رياح الحرية التي ستكنس كل أهل الدجل وحملة خناجر الغدر وتجار الدين و الطائفية، ثقتنا كبيرة بأن تتمكن قوى الحرية في لبنان و العراق من كسب المعركة وحسم الخيارات التاريخية ففي ذلك الضمانة الوحيدة لهزيمة المشروع الطائفي/ البعثي الفاشي... وقد علمنا التاريخ أن الأحرار لا يهزمون وأن أهل الدجل في طريقهم للزوال.

[email protected]