1 ـ العتمة
قال، وهو يحدِّق بالعتمة:
ـ إذا إسرائيل تُشعِل بي النار، وأنتَ لا تهرع لمساعدتي وحسب، بل أيضاً تحاول أن تعيق حركة مَنْ يهرع لنجدتي، فلا تأمل منّي، حتى ولو الشفقة عليك، إذا أحد ما يلقيك في الأسيد.
***
2 ـ quot;مدهش ومثيرquot;
قال:
ـ أولى أن نطلق عليهم إسم جماعة quot;مدهش ومثيرquot;، فهم ما أن يقع حادث، حتى مفردتا quot;مدهشquot; وquot;مثيرquot; تتكررا على ألسنتهم صباحاً، ظهراً ومساءً. فالدهشة تصيبهم، وتعقبها الإثارة. فهل إذا اغتيل شخص، أنت تقول أنّه عزيز عليك، وأوّل ما تسمع بالنبأ تقول أنّ هذا أمر مدهش ثمّ تقول أن هذا شيء مثير!؟ إلا اللهم إذا الشخص، أنت لا تعزّه، فهو غير عزيز عليك، وأنت تقول أي شيء يزربه لسانك؟.
وسألَه زميلُه:
ـ مَنْ هم هؤلاء الذين تريد أن تطلق عليهم إسم جماعة quot;مدهش ومثيرquot;؟!.
فأجاب:
ـ إنّهم جماعة باطن الأرض وديناميت ماء البحر.
قال زميلُه:
ـ الآن فهمت، فأنتَ تقصد جماعة زرقاء اليمامة الذين رأوا مقبرة جماعيّة بالعين المجرّدة من مسافة 150 سنة ضوئيّة.
فقال:
ـ باسم الله الرحمن الرحيم. قلْ: باسم الله الرحمن الرحيم.
***
3 ـ البوم
قال:
ـ هذا ما تختلقه البوم!.
فسألَه:
ـ مَنْ تقصد؟.
فأجاب:
ـ أقصد أمّ الزلازل.
وسأله:
ـ ومَنْ هي أمّ الزلازل؟.
وأجاب:
ـ البوم ذاتها!.
***
4 ـ صخرة سعودي
سأله عن موضوع مقالته المقبلة فأجاب:
ـ لا أعرف بالدقّة، فالموضوعات كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر موضوع ديموقراطيّة السعودي المتّهم بأنّه غير ديموقراطي، وديكتاتوريّة الديموقراطي الذي يتباكى، لا يبكي، على الديموقراطيّة.
وأردف، وفي فمه ماء:
ـ كيف quot;إيلافquot;، وصاحبها سعودي الهوى والهويّة، لا تتوانى عن نشر أي موضوع لي، مهما كان اتّجاهه السياسي، ومن دون إنقاص حرف، وكيف آخرون يتشدّقون بالحريّة والديموقراطيّة، وهم الذين يطلبون، حتى إذا أرسلتُ لهم المادّة، ما إلاّ يردّون قائلين، والرعب يتآكل قلوبهم، أو وقد انكشف الزيف: quot;إنّ مقالتك أيّها الصديق الغالي ممتازة، وسننشرها في العدد المقبل من الجريدة، وفقط إذا تسمح أن نشطب ذلك السطر، وتلك الفقرةquot;!، هكذا من دون أي توضيح، وإذا استفسرتُ استفسار العارف، لا ألقى ردّاً، وتُنشَر المقالة في العدد المقبل فعلاً، وأنا أقرأها، وإذا ذاك السطر وتلك الفقرة قد طارا (في سماء الحريّة والديمقراطيّة الظافرتين)!؟.
وانتهى قائلاً للسائل:
ـ لا تغرّنّك الأقوال أيّها الصديق، فهي هوائيّة، وانظر في الأفعال، فهي صخرة الحقيقة.


[email protected]