حينما نتتبع الوضع بالعالم منذ نشوء الجمهورية الاسلامية حتى الان، نرى ان لهذه الجمهورية يدا بالكثير من الخيبات والتراجعات التي اصابت عالمنا العربي خاصة، فقيامها كان قد بدأ قبل انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية التي كانت صديق العرب الاول في حروبهم ضد اسرائيل، وهي ليست بعيدة عن الدفع بهذا الانهيار نحو الهاوية، بالتالي كان هذا موقفا غريبا سياسيا اذ كان من المفترض ان تقف مع صديق صديقها كما يقول الامام علي في مقولته الشهيرة:
اصدقاؤك ثلاثة.. واعداؤك ثلاثة: فاصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك.. واعداؤك: عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك

ان الامر الملفت للنظر ان جمهورية الاسلام هذه منذ نشوئها حتى الان تستخدم اساليب غريبة عجيبة حينما تضمر عدوانا لسواها - وكلامي هذا لاينفي عدوان صدم حسين عليها في حربه ضدها وبدءه الحرب مدفوعا من الامريكيين وقتها- لكنني بصدد الحديث عما يجري اليوم من محاولة ايران تبييض يدي هتلر من المحارق ضد اليهود والتي هي احدى اساليب ايران الغريبة في السياسة، فكما تحارب ايران اسرائيل عبر لبنان دون سواها لامر لايعلمه الا الله والموغلين في العلم من اصحاب الحوزات والعمائم المتزوجين غالبا بعدد يقارب او يبلغ الاربع من الجواري القانتات، وليثيروا عجبنا من سياستهم ومواقفهم مع لبنان ولماذا يضحى بلبنان دون سواها ممن احتلت اراضيهم والجميع عرب؟ ولنتيه باسئلة غير منتهية منها:

ترى هل لان لبنان اكثرية مسيحية وهو بلد منفتح على الديمقراطية والحرية اكثر من سواه لهذا لابد وان يخرب نظامه ويقوضه ليحل محله نظاما يشبه اي نظام عربي آخر واقرب الى النظام الجمهوري الاسلامي الذي يتمثل بايران؟ ام ماذا يضمرون؟ وهل هم حقا سياسيون ام رجال دين ورجال حوزات لاعلاقة لهم بالسياسة اقتسموا الكراسي ظلما وعدوانا ليقعدوا على قلب شعب عانى من سنوات الديكتاتورية طويلا؟ وحين ثار من اجل فسحة من الحرية والحياة، لم يجدها عند حكومة رجال الدين وتشددهم القاتل فصار الايرانيون مثل العراقيين لاجئين لكل بقاع الدنيا..
واسئلة اليوم بخصوص مؤتمر تكذيب المحارق اليهودية اكبر من كل الاسئلة التي سبقتها، اذ ماهي فائدة تكذيب المحارق؟ وفي هذا الوقت بالذات؟ ثم هل ان تكذيب المحارق اليهودية يقوض دولة اسرائيل كما تريد الجمهورية الاسلامية؟

انه امر مضحك حقا ان تعقد ايران مؤتمرا بائسا لتدافع به عن واحد من اعتى الفاشيين بالعالم، هتلر الذي لازالت الناس في اوروبا يحفظون وجوه ضحاياه من اليهود وغيرهم ولازالوا يضعون الورد على مقابرهم، بل لازالوا يحتفظون باسماء وصور بعض الهاربين من المحارق والذين آووهم ببيوتهم زمن النازية، وقد حدثني احد الاوروبيين البالغ من العمر 76 عاما قبل عدة اعوام عن مأساة اليهود الهاربين من المحارق وعن كيفية لجوئهم الى بيتهم والهلع الذي كان يسيطر على الناس ..
ماذا تريد ايران من هذا التكذيب وبماذا ينفع؟
وماهذه المهزلة التي تقوم بها والتي ستعطي المجرمين ومغيبي الحقائق دفعا وقوة للمضي بادعاءاتهم ضد الابرياء من البشر ليستمر انتهاك حقوق الانسان على ايدي الظالمين؟
ان تكذيب ايران للمحارق اليهودية يذكرنا بقهرنا نحن ابناء العراق حيث تكذب المقابر الجماعية ويحاول الكثير من الاخوة الاعراب او الاخوة الاعداء تنزيه وتبرئة صدام حسين منها ولازالت عظام احبابنا مع ملابسهم ومقتنياتهم ترقد بحيرة ِ سؤال البريء: لماذا؟ وما الذي فعلنا؟
لازالت نساء العراق تتشح بالسواد حزنا على عشرات الالاف بل الملايين من المفقودين والمعدومين والمقبورين والمغدورين ليخرج لنا اخ عدو كمصطفى بكري يدافع عن القائد الضرورة ويعتبر دماء العراقيين على مدى ثلاثة عقود كذبة لا اكثر..
وان كانت الجمهورية الاسلامية لاتتقي الله بدماء الابرياء من اليهود، تطبيقا للدين الاسلامي الذي يقر نصرة الملهوف والبريء والمظلوم مهما كان دينه، فهل نلوم من يظلمنا بتكذيبه دماءنا ومقابرنا واحزاننا وخرائبنا ويطالب بالحرية لصدام حسين؟