كنت اتصفح بعض المواقع الاعلامية العربية على الشبكة. فطالعت خبرا عن وفاة الممثلة المصرية ماجدة الخطيب.
ما لفت انتباهي هو حجم التعليقات والردود التي وردت على الخبر.
غالبيتها اتت مشفوعة بدعاء الرحمة لهذه الممثلة. لكن بين هذه الغالبية أقلية، او اكثر بقليل، أخرجت بقرار منها ماجدة الخطيب من رحمة الله، وأرسلتها في طرفة عين الى جهنم.
استغرب كيف ما يزال هناك من يكفر الموتى، ولو ماتوا على دين بوذى. فلسنا آلهة تقرر مصير من يموت، او الى اين يذهب.
لسنا حتى أهل علم قادر على ان يخبرنا عن خطى الآخرين بعد ان يغادرونا. ولا حتى تلمس خطانا نحن.. مسلمون كنا او أهل صليب او عبدة اصنام.
اضيف وأقول ان الذين اقفلوا ابواب الجنة لبعض الناس واعطوا مفاتيحها للبعض الآخر، أقول ان اؤلئك ما يزالون اضعف من ان يستوعبوا القيمة الإلاهية في كل نفس بشرية. ففي كل انسان روح من الله. وقيمة كهذه لا تقود إلا لسمو البشر في كل افعالها.
وما قدمته الفقيدة، تغمدها الله برحمته، من اعمال فنية لا يخرج عن القاعدة فيما قدمته من عطاء، لأنه نتاج نفس بشرية.
الفن بقيمته الراقية لا يقل أهمية وفضيلة عما يقدمه الاساتذة في المدارس والجامعات، ولا ما يقدمه رجال الدين للعامة.
الممثل يجسد دورا نرى من خلاله ما تؤدي اليه الفضيلة.
كما هو الاستاذ الذي يشرح لنا الفرق بين الخطأ والصواب.
وكما هو الشيخ الذي يرشدنا اين هو الحلال واين يكون الحرام.
لكل رسالته. والفن رسالة تقود الى الخير لا الشر.
كل شيء في الدنيا يرشد الانسان الى حيث يريد هو ان يذهب، لا حيث نطلب منه ان نذهب. وهذا ما يفعله الفن في عالمنا، عندما نريده ان يقود مجتمعنا للأفضل ويرشدنا الى الطريق الصحيح.
من اجل ذلك وجب تقدير عظمة الفن بتعدد ضروبه. ومن اجل ذلك وجب الترحم على ابناءه، والدعاء لهم بالخير والرحمة وقد غابوا عنا. ان لم يكن جراء الرسالة العظيمة التي قدموها لنا، فمن اجل روح الله الساكنة فيهم ورحمته التي لا تنقطع عن احد.

[email protected]