يبدو ان السيد ة حكومة laquo;التنظيفraquo; الجاف التى تحكم مصر، قد نسيت فى بيانها الذى القته منذ ايام، فى مجلس الشعب، ان تشير الى ان السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يتابعون حادث غرق العبارة laquo;السلام 98raquo;، وان التحقيقات جارية لمعرفة المواطن laquo;البانمىraquo; الذي تسبب فى غرق العبارة، وهذا السهو تداركه تلفزيوننا laquo; الاهبلraquo; فور ان تجرأت جثث ضحايا العبارة ووصلت الى المياه الاقليمية المصرية، فسرعة الاعلان عن برقيات العزاء التى تلقاها الرئيس فاقت اى انباء عن تلك الجثث، ولماذا لم تتمتع باى حس وطنى إذ أنها سمحت لنفسها بالغرق فى يوم مباراة المنتخب الوطنى مع الكونغو، فضلا عن انها جثث مزعجة، فأمامها الاسبوع بطوله ولم تختر سوى يوم اجازة-الجمعة- لتزعج الاستاذ laquo;نظيفraquo; وهو يحاول-يا حبة عينى ndash; ان يستريح لساعات قليلة، ان الرجل يقطع يوميا رحلة طويلة من مملكة laquo;جاردينياraquo; التى يسكنها على الحدود بين مصر ومدينة 6 اكتوبر، وهى رحلة طويلة، ونظرا الى ان شركات الطيران فى المملكة معطلة فى يوم الجمعة، فلم يتمكن سيادته من الحصول على تذكرة سفر الى الشقيقة مصر ليواسيها فى ضحايا العبارة المزعجة، لكن سيادته ndash; كما اعلنت السرايا الصفرا فى ماسبيرو- يتابع الحادث اولا بأول، وعلى مواطنى laquo; بنما laquo; الذين غرقت بهم العبارة الانتظار داخل الشعاب المرجانية فى اعماق البحر الاحمر والاستمتاع بمشاهدتها مجانا، مع الحذر من المساس بها، حتى لا تزعل منهم quot;طنطquot; البيئة، وان كان سيادته ينصحهم بالموت شهداء، مع ضروة الدعاء لحكومة laquo;بنماraquo; التى تحكم مصر، لانها منحتهم تأشيرة الى الجنة بسعر تاشيرة السفر الى السعودية.

ان الحديث عن الحكومة والشركات متعددة الجنسيات التى تحكم مصر وتقتل مواطنيها، اصبح امرا عاديا، فأنت ترى وزراء متعددوا الجنسيات فى حكومتنا، واحدهم سمعت بأذنى قدر استعطافه ليقبل ركوب طائرته وياتى الى بلده الثانى مصر، مع وعد بأن يستبدل ركوب شعبها بطائرته، وان لم تناسبه المطية الجديدة فالحكومة مستعدة لتوفير مطايا\ وزارات اخرى ليختار سيادته المناسب منها ليركبه، وكان ذلك اثناء تشكيل حكومة |نظيفquot; وان، واستمر سيادة المواطن الضيف وزيرا فى حكومة laquo;نظيفواندى-توraquo;.

اذن يبدو الحديث عن ان العبارة المنكوبة، ترفع علم quot;بنماquot; نوعا من المسخرة السائدة عن الحد، وربما كان الامر مقدمة، للحديث عن الوزراء الذين يرفعون اعلام دولا اجنبية ويحكمون مصر، عند المطالبة بمحاسبتهم.
ولعل تكرار حديث قناة |السرايا الصفراquot; من ماسبيرو، عن علم بنما، جعلنى اسارع الان بتوجيه الشكر الى مصر رئيسا وحكومة وشعبا، على سرعة استجابتها لإنقاذ ونقل جثث ضحايا العبارة البنمية التى غرقت وعليها عدد من المواطنين المصريين الاجانب.
ان البجاحة التى يتصرف بها النظام فى مصر، من دون ادنى شعور بالمسؤلية، امر يشير الى خطورة هذا النظام على مصر، نظرا لأنها بجاحة الجهل والضعف، وليست بجاحة الامساك بزمام الامور، فهذا نظام لم يعد قادرا على رؤية ما يغرق داخل مياهه الاقليمية، واصبح كل ركن فيه، بالكاد يحمى مجاله الجوي، فالاستاذ نظيف لايعرف مكان غرق العبارة التى غرقت فى المياة الاقليمية لدولة صديقة تدعى مصر، نظرا الى بعد المسافة بينها وبين مملكة laquo;جاردينياraquo; القريبة من ارخبيل الكبار فى محيط مدينة السادس من اكتوبر، وكذلك الاستاذ منصور اوبل شيفروليه-مصر وزير النقل والمواصلات فى الحكومة التى ترفع علم بنما وتحكم مصر، انتقل الى ميناء سفاجا، بعد اكثر من نصف يوم على غرق العبارة نظرا الى عدم عثوره على جواز سفره ورفض السلطات السفاجية اعطائه تأشيرة دخول الى اراضيها.
اننا لا ندين اشخاصا فى حكومة بنما المصرية، فهم أضعف من تحمل اية مسؤلية، انهم مجرد موظفين وصلوا الى وظائفهم عن طريق اعلانات (مطلوب وزير.. يجيد اقناع المواطنيين بمسؤلية حكومة بنما عن غرق مصر)، اى وزراء هؤلاء الذين ينتظرون ورود اسمائهم فى كل تشكيل وزارى، كما كنا ننتظر اسماء الناجحين فى الثانوية العامة التى كانت تبثها الاذاعة، والجملة الشهيرة، مدرسة المساعى الحميدة ndash; او المشكورة ndash; لم ينجح احد، ويبدأ بكاء الساقطين فى الامتحان، ويحتار الحاصلون على خمسين بالمائة، فهم لن يدخلوا الجامعة، لكنهم الان يمكن ان يدخلوا الجامعة المفتوحة، والحكومة المفتوحة، التى لاتشترط المجموع، وتشترط فقط قدرتك على دفع مصروفاتها، ويفضل ان تكون صاحب معارض سيارات او شركات سياحية او طبية، وياحبذا لو كانت شركة انتاج quot;مرقة دجاجquot; ستكون ساعتها وزير فاين.. فاين فودز.. حيث ستنجح الحكومة فى اغراق الناس فى الشوربة، وتلسعهم بها لكى ينفخوا فى الزبادى.
اننا امام نظام لايعرف سوى انه مستمر فى الحكم، كيف؟ لايهم. سواء بحرق الناس فى القطارات والمسارح، او بإغراقهم فى عبارات السلام.. سلام الشجعان !. انه نظام يعمل كأن الشعب مات امس، وان وزراءه سيموتون غدا، وانه بفضل علم بنما سيعيش ابدا.
عندما غرق الاحبة فى هذه العبارة ndash; صدقونى ndash; لم يكن اى مسؤل فى مصر يعلم اى شئ عنها، فهم مجرد تابعون او متابعون لما يحدث حولهم، وعند كل حادث او حديث تسمع النشيد الوطنى :.. الرئيس يتابع او امر بمتابعة.. سواء تعلق الامر بقتل الناس فى البحر الاحمر، او بالسلاح الاسرائيلى على الحدود مع غزة، او فيما يتعلق باى قضية تشغل العالم، ويشعرك تلفزيون السرايا الصفرا من ماسبيرو اننا فى الجنة، ولاتوجد اية مشاكل،..

انه نظام (آلموت) وهى قلعة شهيرة، اتخذها الحسن بن الصباح فى عام 1092 ميلادية، ليؤسس لمملكة الحشاشين، وكان قد احاط القلعة ndash; التي يعنى اسمها عش النسر ndash; بالحدائق المملؤة بالجوارى وجداول المياة، واستقدم شبابا، دربهم على الاخلاص له كزعيم للمذهب الاسماعيلى، ووعدهم بان يدخلهم الجنة إن هم ماتوا فى سبيل تمكينه من حكم ايران والقضاء على اعداء الدين وفى مقدمتهم الوزير نظام الملك، وليؤكد وعده لهم بالجنة، اختار عددا منهم، ودس لهم بذور quot;القنبquot; التى يصنع منها الحشيش، وبعد ان يغيبوا عن الوعى، ينقلهم الى حدائقه، فيصحوا الشبان وسط الجوارى والخمر وانهار اللبن والعسل، ويستمتعون حثى الثمالة من الخمر والحشيش، ويعيدهم شيخ الجبل الحسن بن الصباح الى القلعة مؤكدا لهم انهم كانوا فى الجنة، وسط الحور العين، وسيعودون اليها إن اطاعوه، وينشر العائدون من جنة الحشاش، خبرها وسط اقرانهم فيزداد الشوق اليها، ويتعجلون الموت في سبيل شيخ الجبل حامل مفتاحها، وكان بن الصباح ndash; كما فى كل عصر ndash; يستعين بشيوخ يفسرون الدين والقانون حسب هواه، وهم يتبادلون بينهم انه كافر مجنون، لكنهم كانوا يخشون الجيش المسلح الذى يطيعه وفدائيوه الشبان الموعودون بالجنة.
ان اكبر مشكلة يعانى منها النظام الان، تتمثل فى سيطرة اميركا على منابع نبات laquo; القنب laquo; الذى كان يزرعه ويبيعه الاخوة فى طالبان بافغانستان، لذلك ارتفعت اسعار الحشيش، ولم تعد قادرة على ان تسطلنا، وافقنا بعد ان ضاع الطريق، ولم تجد حكومتنا سوى اسم quot;بنماquot; لتحشره فى كارثة العبارة، واكتفت بالحديث عن (علم) بنما من دون مخدراتها الشهيرة، ولاادرى هل هو نوع من (السطل) او (الاستسطال) تمارسه علينا الحكومة، عندما تصمم على الحديث عنا بإعتبارنا مصريون، انكم يا سادة رفعتوا فوقنا علم بنما، حتى لا يمكن محاكمتكم فى مصر على الجرائم التى ترتكبونها فى حقها، فإن كان المتحدث الرسمى ونظمى فهمى.. مسطول، فليكن المستمع ndash; ولو لمرةndash; laquo;فايقraquo;.
[email protected]