نحن مسلمون..
ويفترض ان يعطينا الاسلام لذة الدنيا والآخرة.
لكن طريقة ايماننا باتت مصدر ألم بدل ان تصبح مصدر لذة.
اصبح اسلامنا يقودنا الى الهاوية بدل ان يقودنا الى القمة.
من المسؤول..؟
طريقة ايماننا هي المسؤولة. وكلنا واجب عليه ان يعيد النظر في اسلامه.
اعلنا على انفسنا حربا كونية بسبب اجتهادات انفعالية تحت غطاء الدين. حتى المدافعين رأوا الوجه الآخر لبربريتنا.
نحن بدل ان نحمي اسلامنا، خلقنا حوله الاعداء. خلقنا حوله كل ما في الارض من كره واعداء.
هو ليس خطأ الاسلام، المسلمون هم المخطئون.
نحن من يضر عقيدته بيديه.. ولا علاقة للصهيونية والصليبية بالأمر.
اليوم.. تحديدا اليوم، انكشف حجم الهوة الكبيرة بين الاسلام والمسلمين. باتت الهوة اكبر من تصورنا. ما عاد لأحد علاقة بالآخر. ما عاد المسلمون هم الاسلام. وما عاد الاسلام هو المسلمون.
عقيدتنا التي حاربنا العالم دفاعا عنها فيما مضى، نستغلها اليوم لخصومات شخصية على الارجح. لمغانم دنيوية على ابعد تقدير.
لو عاد صحابي، من عهد الرسول عليه السلام، الى قيد الحياة، لما عرف أي دين هو الذي نؤمن به اليوم.
اشعلنا حربا ضد انفسنا باسم الاسلام. دمرنا افغانستان باسم الاسلام. مزقنا العراق باسم السلام. حتى لبنان الصغير، ممزق باسم الاسلام. وها نحن اليوم نحارب العالم من اجل رسوم لا تستلزم حتى مظاهرة واحدة، فما بات منا احد الا وتمزق.
المتعاطفون مع المسلمين، ما عادوا كذلك امام تطرفنا. ربما هي رسالة تخبرنا ان الدين ليس سلعة نتاجر بها. فنعادى هذا ونحارب ذاك باسم الله والرسول.
لنبعد الدين عن انفعالاتنا، كي يبقى هو نقيا، ونبقى نحن على الحياد.
ليعد العقلاء الى بيوتهم. وليصمتوا، فللبيت رب يحميه.
لندع اسلامنا ينعم بهدوء المؤمنين، اولئك الذين يعرفون كيف يدافعوا عنه بالعقل والمحبة.
لندع الاسلام للمتعبدين. اما الغوغاء، والثوار، وحملة البنادق، فلا حاجة لنا باسلامهم.
ولندع شؤون السياسة للمختصين بها. يعالجون علاقتنا بالآخر بعيدا عن فوهات المدافع.
هل هي دعوة للعلمانية؟
اقول لو كانت العلمانية بفصل الدين عن الاستغلال، فنعم.
لو كانت تجعل صورة اسلامنا افضل، فنعم.
لو كانت تجعلنا اكثر قوة، فنعم.
هل تسمون تلك علمانية؟
اطلقوا عليها التسمية التي تريدون. المهم هو النتيجة.

[email protected]