رأسا، وقبل أن ينضج الرغيف (النووي)، هدد الدكتور (محمود أحمدي نجاد) بمحو (إسرائيل) من الخارطة. إسرائيل بدورها تمتلك هذا الرغيف الناضج منذ زمن، ولكنها ndash; الحق أحق أن يقال ndash; لم تهدد أعداءها الأصيلين (!) الفلسطينيين والعرب الذين تماهوا في القضية الفلسطينية بدروشة أو لأغراض إبتزازية مثل أن يعدوا شعوبهم بـ (بُلهنية) العيش ndash; اخترنا الكلمة لوقعها (الحماسي) ndash; ما أن يتم تحرير (فلسطين)! وكأنه (دوري) غربي طويل يضم (دويلة) اسرائيل وسيحسم برشوة الحكام (وليكونوا سنغافوريين) ويتوج أي عاهل (وليكن أمير قطر) بطلا للدوري ومن ضيق إلى ضيق فرج.
اليوم يزور وفد حركة حماس السعودية معلنا (فلا حياء في الدين) أنه يطلب الإسناد السياسي والإقتصادي السعودي، علما بأن هذه أول زيارة (لمطلق حماسي) للمملكة منذ عام 1998 م. لأسباب (إرهابية)!
لن تمحو هذه الزيارة أن أول ما سعت إليه حماس هو المباركة الإيرانية وأن نجادي بمناسبة حماسه المنقطع النظير للحرب والمحو والإلغاء تحدى أمريكا ودعا (بوش) الى الحلبة، لأنه يعرف أن (بوش) أيضا خدع الشعب الإمريكي وهو يقرر أن تغيير نظام (صدام حسين) هو الطريق لتغيير جذري في الثقافة والمجتمع العربيين، مع أنني أستغرب أن تهتم إدارة لا تولي للثقافة اهتماما بتغيير يمس الثقافة والذي حصل أن السيد (بوش) تلقى تصريحات (شتائم بالحقيقة) من أول (رامسفيلد) الى آخر (جوني أبي زيد) وماعدا السيدة التي تحاول أن تبدو حديدية (كوندي) فإن الجميع يفضلون الهروب من العراق بعد أن ألقوا طرف ثيابه في الجحيم. وإن كان جوني أبي زيد يقول (إن الانسحاب لا يعني عدم العودة) وعدم العودة هو أمر نهائي ولا يحتمل التبصير والتنجيم.
المهم الآن أن الفوضى الخلاقة لا ولن تخدم الليبرالية التي ينشدها الشعب العربي بسبب أن الأطراف التي دخلت على الخط هي أطراف غير مستساغة في عملية تغيير وعملية قبض على الحرية.
لماذا تسير الأمور هكذا من سيء الى أسوأ؟!
هل هو القدر العربي؟
مالذي دهى الفلسطينيين لكي يتمرحلوا بـ (حماس)؟ بل ماالذي كشف عنه فوز حماس وجعجعتها بأنها جاءت عن طريق الأصوات؟! أو لم تكن (الديموقراطية) رجسا من عمل الغرب؟! ألا يدل هذا على أن الإسلامويين (دوجمائيون) و (ذرائعيون) والغاية لديهم تبرر الوسيلة؟! أي (ميكيافيليين) أيضا؟!
علينا ان نتوقع الاسوا مادام الرغيف الايراني في طور النضوج. ونتذكر شيئا مهما وإن كان مرا، أن أسرائيل تملك رغيفها ولم تهدد به على الإطلاق!
نعم: على الإطلاق!
- آخر تحديث :
التعليقات