سأقول للذين يلقون باللوم على حزب الله فيما يحدث في لبنان: أنتم مخطئون.
سأقول للسعودية انت مخطئة، ولمصر انت مخطئة، وللأردن ان مخطئة.
ليس الخطأ هو في القاء اللوم على حزب الله، بل الخطأ هو في الانصراف الى توجيه اللوم دون تقديم المساعدة لشعب اعزل، سقط الكثير من ابناءه ظلما وعدوانا.
أنا ضد القتل. وضد الخطف. سواء جاء من اسرائيل او من حزب الله. لكن ان اخطأ حزب الله في اشعال فتيل الحرب، ولست اظنه وحده المسؤول، فالخطا كل الخطأ ان لا تتدخل الدول العربية لوقف العدوان على شعب اعزل.
ليس هو وقت اللوم اذا.. فحتى لو اخطأ حزب الله، فلا يعني ذلك ان لا نساعد لبنان، لأن
الحرب هي على كل الشعب، لا حزب الله وحده.
لو كان القتال بين جيش نظامي وجيش ثوري لقلنا هي مواجهة عسكرية بين عسكريين.
لو كان المستهدف حزب الله وحده، لقلنا انه يتحمل نتيجة خطأه ويجب ان يسلم بالواقع.
لكن المستهدف اليوم هو شعب اعزل بأكمله. وليس من العدل ان يقاتل جيشا نظاميا شعبا اعزلا، ثم نقول ان حزب الله هو السبب دون ان نتدخل لانقاذ هذا الشعب. هذا هو الخطأ الحقيقي. بل هذه هي الخطيئة الكبرى.
ليس هو وقت اللوم، انه وقت نثبت فيه للعالم ان الذين يقتلون في لبنان ليسوا بحيوانات بل بشر. وليسوا بالغرباء عنا، بل لحمنا ودمنا: شيعة وسنة ومسيحيين.
اكثر من نصف الدول الاوروبية انتقدت اسرائيل على تعسفها في استخدام القوة.
بعض الدول الاوروبية سحبت سفراءها.
وبعضها الآخر اتخذ موقفا اكثر قوة.
فماذا تقول الدول العربية التي انتقدت حزب الله امام الدول الغربية التي انتقدت اسرائيل؟
الفاتيكان ذاته انتقد اسرائيل.
حتى اصدقاؤها انتقدوها..
والشيطان نفسه فعل الشيء ذاته.
كان من الافضل للدول العربية التي انتقدت حزب الله ان تكتفي بتقديم الدعم الانساني لو شائت. أو كان يمكن ان تكون اقل حدة في رأيها، على الاقل من باب المواساة لشعب أرهقته الآلام.
اللبنانيون لا يقتلون اليوم تحت القصف الاسرائيلي، فذلك امر قد اعتادوا عليه.
هم اليوم يقتلون قهرا من الصمت، وذاك ايضا اعتادوا عليه، لكن ليس بهذه الدرجة من الجفاء.
مرة اخرى اقول ليس مهما ان ننتقد احدا، او أن نقف متفرجين بحجة ان حزب الله قد اخطأ، المهم ان نمنع العدوان عن شعبنا. فليس حزب الله وحده من يعاقب، بل كلنا اليوم نعاقب. وظلم ذوي القربى اشد وطأة من كل غارات اسرائيل.
[email protected]