ليست إسرائيل ملاكا ولم تكنه يوما ما، ولكن الصارخ اليوم أن استفزازات حماس الصبيانية قصد بها عرقلة لحل السلمي وإحراج عباس وتبرير عدم الالتزام بالاتفاقات السابقة. لا تجهل حماس أن مفرقاتها لن تستعيد شبرا فلسطينيا ولن تجبر إسرائيل على إطلاق السجناء لأن طريق ذلك هو المفوضات السلمية التي لا تؤمن بها حماس أو الجهاد. النتيجة هي المزيد والمزيد من الضربات الإسرائيلية والمزيد من معاناة المواطنين الفلسطينيين وعائلاتهم.

أما حزب الله فإن استفزازاته الجديدة داخل إسرائيل نفسها لن تخدم لا القضية الفلسطينية ولا الشعب اللبناني بل جلبت وتجلب أهوالا جديدة، كما نجد اليوم من الضربات الإسرائيلية على لبنان الذي يدفع الحساب عن مغامرات حزب الله. ولا شك أن غرض كل من حماس وحزب الله هو خدمة الحسابات الإيرانية والسورية، فهما مجرد أداتين بيد النظامين. النظام السوري الذي يعجز عن إطلاق رصاصة واحدة من الجولان يمارس بطولاته القومية الزائفة على حساب لبنان، وانتقاما لانسحاب جيشها وفضيحة اغتيال الحريري والنظام الإيراني صار يصعد من تدخله في شؤون العراق ولبنان وفلسطين ضمن مناورات الالتفاف على العزلة الدولية بسبب سباقها النووي.

أجل حكومة لبنان مسؤولية عن مغامرات حزب الله ما دامت هي التي تحكم رسميا وليس حزب الله وإن استمرار سماح الحكومة اللبنانية لحزب الله بالتصرف كدولة داخل دولة وجيش مواز للقوات الرسمية يحمّل هذه الحكومة ورئيس الدولة مسؤولية كاملة يجب أن يحسبوا عواقبها حرصا على شعب لبنان وخدمة لمصالحه الحيوية.

إن مفرقعات حزب الله وحماس ستثير كالعادة تصفيق الغوغاء والمخدوعين والقومجية والإسلاميين، وسيندفعون للتأييد ويدينون من ينتقدون هذه المغامرات الصبيانية تجاه دولة أقوى آلاف المرات من قوى حماس وحزب الله ولبنان وسوريا . إن الإسلاميين الفلسطينيين يواصلون طريق الرفض والمغامرة لقطع طرق الحل السلمية العادل والاستمرار في رفع شعار كل فلسطين وإلا فلا ولا! وهذا مجرد شعار صار فارغا وعقيم الجدوى، ومعروف رفض حماس وعرفات لأفضل اتفاق تم التوصل له في أواخر التسعينيات بفضل الولايات المتحدة، وعمليات حماس عشية الانتخابات الإسرائيلية مما سمح لشارون بالفوز على حساب دعاة الحل السلمي العادل في حزب العمل.

لن يبقى لحماس أي مبرر للبقاء ما لم تظل النار مشتعلة وسهولة استغلال المشاعر في الشارعين الفلسطيني والعربي جريا وراء أوهام دك إسرائيل وإلقاء اليهود في البحر وتحريرquot;كامل التراب الفلسطينيquot;.

فيا لبؤس السياسة، ويا أسفنا لمصير الشعبين الفلسطيني واللبناني على أيدي تنظيماتهما الإسلامية المسيرة من الخارج.