أحد القراء يشبه حزب الله بالسيارة quot;الهيكل الخارجي لبناني والشاصي ايراني والمكينة سوريةquot;، وحزب الله لم ينكر يوما علاقته بسوريا وايران، ولا يفوت فرصة لشكرهما على دعمهما للمقاومة اللبنانية في الجنوب، والتي تحقق لهما الانتقام من عدوتهما اسرائيل لكن مع حفظ جبهاتهم ومدنهم بمأمن، لكن المشكلة في نظري أن حزب الله والسيد حسن نصر الله وبشخصيته الكاريزمائية قد أدمنا المقاومة المسلحة-في حديثه لغسان بن جدو قال أن بعض عناصر حزب الله قلقون من أن تكون هذه آخر معركة فيفوتهم شرف الشهادة - رغم أنه كان الأجدر به بعدما حظي بشرف تحرير الجنوب وهو الشرف الذي يحفظه له اللبنانيون، أن يلتفت الى مقاومة وجهاد من نوع آخر ينتشل الجنوب من فقره ويبنيه ويدعم اقتصاده، أحدهم كان يصرخ على الشاشة البارحة quot;نحن نستطيع أن نعيش بلا ماء بلا كهرباء بلا خبز لكننا لم ولن نعيش بلا كرامة quot;وأجزم أنه صادق ويعني كل حرف يقوله، لكن مفهوم الكرامة يختلف من انسان الى آخر ولا يحق لجهة واحدة أن تفرض مفهوم (الكرامة) كما تراه على الجميع حيث الكرامة تكون مرادفا للموت والدمار والدخول في صراعات غير متكافئة ومن ثم... الصمود!!، اللبنانيون الذين سويت منازلهم التي بنوها بعرقهم في الأرض وشردوا من بيوتهم و تكدسوا في الحدائق والمدارس وأصبحوا يتسولون الدواء والخبز في سبيل حرب وحشية بلا أي معنى، أتصور أن لديهم أو على الأقل البعض منهم مفهوما آخر( للكرامة) يقتضي أن أحيا مع أولادي في بيتي بأمن وحياة طبيعية تضمن لهم اشباع الحد الأدنى من احتياجاتهم دون انتظار هيئات الاغاثة وهبات المتطوعين، صحيح أن هذه الحرب كشفت عن الوجه القبيح لاسرائيل المصفحة بالترسانة النووية والمشحونة بالحقد الأسود وبفيتو أميركي يفلتها من أي عقوبة حيث شاهدنا أطفالهم يوقعون القنابل التي ستسقط على رؤوس أترابهم وحيث تقصف الحقائق باستهداف الاعلاميين والمراسلين والصحفيين، ويدعمها أيضا تمويل أميركي لها بالصواريخ والقنابل التي ستتفجر على رؤوس أطفالنا، ثم يتساءل بعدها المفكرون والكتاب الأميركيون بدهشة واستغراب quot;لماذا يكرهنا العالم ؟quot;للأسف الجميع تآمر على لبنان الجميل الذي وجد نفسه-كالعادة - في معركة ليست معركته وحسابات أكبرمنه، لكن كل ما نتمناه هو ألا يكون كل ما حدث للبنان بلا معنى وللاشيء وأن نسعى جميعا أن يتحول كل هذا الدمار الى مخاض جديد له ليعيد بناء نفسه على أسس طبيعية تضمن له حريته وسيادته واستقلاله.
[email protected]