أثار مقالي الأخير عن طبيعة الأديان الذي نُشر في موقع إيلاف ردود فعلٍ كثيرة اتهمني بعضها بالتحيز لدين دون آخر بينما اتهمني البعض الآخر بالتحامل على الأديان كلها وخلطها بالطوائف التي ليست من الأديان. وكما قلت في مرة سابقة فإن تعقيب القراء، مهما كان هجومياً على الكاتب أو أفكاره فهو نافذة للكاتب يطل من خلالها على أذهان قرائة ويحاول معرفة وقع كتاباته عليهم. وقبل أن أرد على بعض التعقيبات أود أن أضع أمام القارئ بعض النقاط التي لا أعتقد أن عليها خلافاً يُذكر:
bull;الأديان، بطبيعتها الغيبية، تستغل خوف الإنسان من المجهول وتصور له العالم الآخر الذي يتمتع فيه بسعادة سرمدية أن رضى عنه الإله، أو بعذاب دائم إن كان من الذين غضب عليهم الإله
bull;الأديان كتذاكر اليانصيب التي تُوزع على الأطفال عند ميلادهم. فهي عملية صُدفة لا أكثر ولا أقل. فليس هناك من طفل اختار دينه. كل طفل يعتنق ما وجد عليه آباءه
bull;الإنسان الذي ينمو في بيئة دينية بعينها يصعب عليه أن يغيرها لأن طبيعة التربية الدينية تغسل عقل الطفل وتعلمه أن دينه هو الدين الوحيد الصحيح وما عداه كذب
bull;الشخص الذي تربى على دين بعينه لا يخامره أي شك في أنه على هُدى وأن ما يقوله دينه هو عين قول الإله. وبالتالي لا يتصور هذا الإنسان الذي قضى كل عمره يعبد هذا الإله ويتوسل إليه، أن يكون اعتقاده خاطئاً لأن ذلك يطعن في مستوى ذكائه إذا ثبت أنه كان يعبد ديناً أو إلهاً مخطئاً
bull;بمجرد أن ينتقد أي إنسان دين الإنسان الذي يحاوره، يندفع العقل الغريزي وفي حالة overdrive ليدفع التهم المنسوبة إلى دينه، لأن العقل الغريزي يعوزه المنطق والحجة
bull;كل الذين يعتنقون الأديان في عالم اليوم لم يروا أو يسمعوا الرسالة الدينه من فم النبي الذي أتى بها. كل ما نعرفه عن ديننا أتى لنا عن طريق رجالات الدين. وعليه كل ما يقوله أو يفعله رجالات ذلك الدين يُعتبر من أصول الدين، إلا إذا فعله أو قاله شخص واحد مثلاً وكان غالبية رجال ذلك الدين ضده

ولا أظن أن هناك من يجادل في هذه النقاط التي سوف أستعين بها في التعقيب على القراء الكرام الذين عقبوا على المقال المذكور. ولنبدأ بتعقيب السيد quot;أمير باكيquot; الذي يقول: (كل الأديان دخلت عليها تعديلات، ولكن تعاليم الله نأخذها من الله ذاته ومن الثوابت التي لا يختلف عليها اثنان). وأنا اتفق معه أن كل الأديان دخلت عليها تعديلات، ولكن أن نأخذ تعاليم الله من الله ذاته، فهذا طلب المحال. كيف نأخذ التعاليم من الله وهو لا يظهر لنا ولا يحدثنا منذ أن مات رسله وأنبياؤه؟ لا شك سوف يقول السيد أمير: نأخذ تعاليم الله من الكتب المقدسة التي تمثل الثوابت في كل دين. ولكن كل كتب الأديان المقدسة لم تُكتب في حياة الأنبياء وإنما كُتبت بعدهم بعشرات بل مئات السنين، نسبة لعدم توفر الرجال الذين كان بمقدورهم الكتابة في تلك الأزمان السحيقة. فالتوراة كُتبت حوالي عام خمسمائة قبل الميلاد بينا ظهر موسى (إذا كان فعلاً هناك شخصية حقيقية اسمها موسى) حوالي عام 1300 قبل الميلاد. فهناك حوالي سبعمائة عام بين نز;ل التوراة وكتابتها. فهل من المعقول أن تظل تعاليم الله منقولة شفهياً كل هذه السنين دون تعيير أو تبديل. وأول إنجيل كُتبَ حوالي عام خمسة وخمسين ميلادية أي حوالي عشرين عاماً بعد صلب المسيح. ونفس الشيء ينطبق على القرآن. فكل الذي وصل إلينا من تعاليم الله تحوم حوله الشبهات، ووصل إلينا عن طريق رجال الدين الذين هم بشر تتحكم فيهم الغرائز كما تتحكم فينا ومنهم من يبيع تعاليم الله من أجل حفنة دولارات. وليس هناك من ثوابت في أي دين لا يختلف عليها اثنان. ويقول السيد أمير كذلك (فالله قوي لا يحتاج لحزب باسمه أو جيش بشري) ولكن الدين اليهودي والدين الإسلامي يقولان غير ذلك. فالدين الإسلامي يحث اتباعه للقتال باسم الله وفي حزبه ويقول القرآن quot;إن حزب الله هم الغالبونquot;. والتوراة تقول إن الله ينزل من عليائه ليحارب مع حزبه وشعبه المختار، بل ويقودهم في المعارك. ومع أن العهد الجديد لا يقول بذلك صراحةً فإنّ ممثلي الله في الأرض مثل القس كالفن قد كونوا جيوشاً لله تصطاد المارقين على دينه، وفعلوا ذلك حسب تعاليم الله، كما قال كالفن، ولم يعارضه أحد في وقتها. فمن يستطيع أن يعارض ممثل الله في أرضه ومحاكم التفتيش في كل مدينة تبحث عن المعارضين؟ ثم ماذا عن البابا quot;أيربانquot; الذي بارك جيوش الله المسيحية في مسيرتها نحو القدس وطالبهم بتحرير الأرض المقدسة من تدنيس المسلمين لها؟ ثم يقول السيد أمير قولاً ربما تعلمه وهو صغير، يقول (الله رحيم فنجده يُشرق شمسه ويمطر مطره على الصالحين والطالحين). فإذا كان الله يمطر مطره على الصالحين وعلى الطالحين، لماذا يتكرر الجفاف في شرق إفريقيا كل عام ويموت آلاف الأفارقة سنوياً وماذا عن التصحر الذي زاد اتشاره في السنوات الأخيرة وطال عدة أقطار كانت أراضيها زراعية؟ هل هؤلاء القوم ليسوا من عباد الله الصالحين أو حتى الطالحين؟ فليس هناك أي دليل أن الله هو الذي ينزل الأمطار. الإنسان أصبح بمقدوره أن يفعل ذلك. فكل الأقوال التي أتى بها السيد أمير هي أقوال وصلتنا عن طريق رجال الدين وليس هناك أي دليل على صدقها، إنما نرددها من عقلنا الغريزي الجمعي.
أما السيد دقدق يقول بعد أن شكرني على المقال (ولكن لي معك اختلاف في القياس فأنت اتخذت من أفعال البشر مقياس للحكم على الدين وهذا هو الخطأ فيجب أخذ أي عقيدة من كتابها وليس من اتباعها وإذا كانت تعاليم هذه العقيدة تخالف العقل والمنطق البشري فهي ليست من الإله الحقيقي أصل كل الخير). أولاً أنا لم أتخذ أفعال الشخص العادي في الشارع وإنما ذكرت أفعال الأنبياء الذين شنوا الحروب والأنبياء الجد الذين أتوا بكتب زعموا أنها من عند الله، مثل كتاب المورمون، ثم قاموا بأفعال شنيعة من قتل معارضيهم إلى زواج القاصرات. فإذا كان الذين يمثلون الدين أو العقيدة يقومون بهذه الأفعال فلا بد أنها من أصل الدين، وإذا لم تكن من أصل الدين وقام بها من يدعو لذلك الدين، فإن ما يقوله كتابه ليس ذا أهمية حتى وإن قال كما قال السيد المسيح quot; من ضربك على خدك الأيسر فأدر له الآخرquot; أو ما معناه. أما قوله: (إذا كانت تعاليم العقيدة تخالف العقل والمنطق البشري فهي ليست من الإله) فقول لا أظن أن المؤمنين بأي دين يقبلونه. فكل الأديان تحتوي على تعاليم تخالف العقل، بل أغلبها يخالف العقل. فهي إذاً ليست من الله. الإسلام واليهودية أغلب تعاليمهما تخالف العقل. وإذا أخذنا مثالاً واحداً من المسيحية مثل تعميد الطفل أو حرمانه من دخول مملكة السماء إذا لم يُعمّد. هل هذا الفعل يتفق مع العقل؟ كيف يحرم إله عادل طفلاً من دخول مملكة السماء لأن والديه لم يعمداه؟
أما السيد mhamad37 فيقول (تبدأ الفقرة بكلمة (الأديان) وتتبعها بالكلام عن الطائفة. هنا حضرتك لا تكتب بصدق وتريد أن تتهم (الدين) بخطايا (الطائفة) واعتقد بأن هذا لا يجوز.) وكنت أتمنى لو شرح لنا السيد الفرق بين الدين والطائفة. فلو أخذنا المورمون كمثال، قال مؤسسها أن ملاكاً جاءه من عند الله وأرشده إلى مكان يجد فيه كتاباً ذهبياً فيه وصايا الله للبشر. هل يختلف هذا القول عما قال به موسى عندما زعم أن الله واعده على جبل بسيناء ليعطيه الألواح؟ فما الذي جعل ما جاء به موسى ديناً وما جاء به السيد quot;إسميثquot; طائفة؟ لا فرق عندي ولا عند المورمون. فهم يعتقدون كما يعتقد اليهود أن نبيهم صادق وأنه أتى لهم بكلام الله. هل لا بد أن تعترف الكنيسة الكاثوليكية بهم حتى تصبح معتقداتهم ديناً؟ وهل رأى أحد المسلمين جبريل وهو ينزل على محمد بالوحي؟ أم أنهم رؤوا quot;رجلاً على هيئة دُحيةquot;؟ فلماذا يصدق المسلمون نبيهم بأنه أتاه الوحي من الله ولا يصدق المرمون نبيهم؟ ثم يقول (وعندما تظهر فتاوى من القرضاوي الدارس في الأزهر تحلل القتل فما دخل الكنيسة المسيحية في ذلك؟؟؟) وأعتقد أن السيد لو درس تاريخ المسيحية في العصور الوسطي لرأى فتاوى تبيح القتل أكثر من فتاوى الشيخ القرضاوي. فرجال الدين يأولون النصوص إما لمصلحتهم الشخصية أو لمصلحة الملوك والحكام. فكم من بابا في روما أفتى بقتل المسيحيين الفرنسيين الذين انشقوا عن البابوية الرومانية. وكم من فتوى أصدرها البابوات في روما لشن الحروب الصليبية وكم من فتوى أصدرها القس كالفن تبيح قتل العلماء الزنادقة في نظره. ولولا خوفي من الإطالة لأتيت للسيد بعدة أمثلة من تلك الفتاوى. ثم قال السيد م حمد (لو تأخذ السيد المسيح عليه السلام فإنه ابن الله بالروح ولو تاخذ محمد فإن أبوه هو عبد الله وأبو موسى أكيد مذكور فما المشكلة في هذا؟ ومن الذي أسس الكنيسة الكاثوليكية حتى تقول حضرتك بأن مؤسسها مجهول الأب؟) أما كون المسيح ابن الله فإن الإسلام لا يعترف بذلك والعقل غير الديني يشكك فيه كذلك. فما الحكمة في أن يجعل الله مريم تحبل بدون أن يمسها رجل وهو قد قرر مسبقاً أنه سوف يعطي المسيح من المعجزات ما يُقنع حتى أشد الناس عداوة للأديان لو رؤوا تلك المعجزات بأعينهم. فالذي يرى المسيح قد أحيي الموتي وشفي المرضى ومشي على الماء ولم يقتنع بنبوة المسيح، هل سوف تقنعه مريم عندما تقول إنها حبلت بالمسيح دون أن يمسها رجل؟ وهل هناك من رأى الله ينفخ في فرج مريم حتى يشهد إن مريم حبلت به من روح الله؟ أما محمد فكان يتيماً فقيرا، وموسى اسم أبيه quot;عمرامquot; غير أن التوراة لا تذكر عنه شيئاً غير أنه تزوج عمته وأنجبت له هارون أولاً ثم موسى. ولكن هل كان عمرام ميتاً وقت ولادته أم لا فلم تذكره التوراة أبداً. وكوريش أبوه غير معروف وإسميث لا تذكر كتب المورمون عن أبيه شيئاً. فكتب الأديان غير مهتمة بآباء الأنبياء إطلاقاُ، أما الإسلام فقد أدخل بعضهم النار. فأب النبي محمد في النار حسب أحاديثهم، وأب النبي إبراهيم في النار. وعندما قلت إن الكنيسة الكاثوليكية من أغنى المؤسسات الدينية والكنيسة البروتستانتية لا تقل ثراء، سألني السي ميم حمد (من أين لك كل هذا يا أستاذنا؟ ) ولا أدري إذا كان السيد إياه يعيش في الغرب أم لا. ولكن في الغرب فإن الكنيسة، مهما كان نوعها لا بد أن تكشف لمصلحة الضرائب دخلها ومنصرفاتها كل عام، وكشوفات هذه المؤسسات مفتوحة لكل من يسأل وتكتب عنها الصحف باستمرار. ثم قال ( أنا أعرف بعض الكنائس من خلال الاختلاط أو الدراسة البسيطة عنهم أو مشاهدتهم والتأمل في أمورهم، أوضح لك ولكل شخص يقرأ بأن الكنيسة البروتستانتية غنية أولاً بالروح وأن المنتمين إليها يدفعون من جيوبهم ولو يوجد ناس أغنياء أو مليونيرات يحبون هذه الكنيسة وأفعالها فإنهم يدفعون بسخاء لها لأنها كنيسة تبشر بالمسيح). وهذا هو عين القصيد. هؤلاء الأغنياء الذين يدفعون للكنيسة التي تدعو للمسيح يفعلون ذلك كنوع من شراء بوليصة تأمين للآخرة. فلو صح وجود آخرة فيأملون أن يشفع لهم المسيح ويدخلهم ملكوت السموات. لماذا لا يدفعون هذه التبرعات لحماية البيئة أو للمتسولين الذين لا يملكون ثمن وجبة واحدة؟ وقال لي السيد ميم حمد (ارجع إلى الوثنية لو أحببت ولكن لماذا تهاجم معتقدي). فأنا أصلي وثني أي لا ديني ولكن أظنه من حقي أن أنتقد الأديان التي قٌتل الملايين باسمها، دون أن يعتبر أتباعها إني أهاجمهم. من حقي أن أقول رأيي وللقارئ الحق، كل الحق في الرد عليّ وتبيان خطئي إن ظن أني خاطئ فيما ذهبت إليه.
أما السيدة/ الآنسة هيام فتقول (لا أعتقد يا د. كامل أنك أنت نفسك مقتنعاً فعلاً بأن الدين المسيحي مثله مثل الأديان الأخرى تسبب في مآسي وحروب للبشر. فأولاً الدين المسيحي الذي يقول (أحبوا أعدايكم) و (لا تقاموا الشر بالشر بل أغلبوا الشر بالخير) و (أحب لقريبك كنفسك) و (من قال إنه يحب الله ولا يحب أخيه فهو كاذبا) وغيرها من الآيات المماثلة والمقصود بها ليس المسيحيين فقط ولكن كل البشر). كل هذه الآيات موجودة كذلك في القرآن ولكن أي رجل دين مسلم يستطيع أن يأتي بعشرات الآيات التي تحث على قتل غير المسلم. والمشكلة في الأديان أنها كالزئبق يصعب المسك به باليد لأنه يتهرب بين الأصابع. فأي شيء تريده في أي دين من الأديان فسوف تجد من يأتي لك بنص يأوله ليخدم الغرض الذي يريد، فمثلاً عندما أراد البابا quot;إيربان الثانيquot; Urban II بدء الحروب الصليبية، خطب في جمع كبير من الناس في وسط فرنسا يوم 27 نوفمبر عام 1095 وقال (إن إخوانكم الذين يعيشون في الشرق يحتاجون مساعدتكم العاجلة. فكما سمع بعضكم أن الأتراك والعرب قد هاجموهم وهزموهم في رومانيا وفي سبعة معارك وقد احتلوا أكثر وأكثر من أراضيهم. وعليه أطلب منكم، بل يطلب الرب منكم، بصفتكم طلائع المسيح، أن تنشروا هذا الطلب في جميع البلاد وبين كل الرجال من المشاة والفرسان، الفقراء والأغنياء، ليحطموا ذلك الجنس اللئيم من البشر ويطردوه من أرض أصدقائنا ) وأصدر البابا صكوكاً تمنح كل من شارك في الحروب الصليبية غفران خطاياه كلها (History of the expeditions to Jerusalem). فالقتل والدمار باسم الإله حدث في كل الديانات والملل. والبابا أيربان قال لهم إن الله يطلب منهم. فهل يستطيع المسيحيون ألا يصدقوا البابا؟ وتقول هيام ( لا يمكن لأي إنسان أن يدعي ndash;صدقاً أو كذباً- أنه ارتكب جرمه أو حربه من أجل الله أو استناداً إلى تعليم الإنجيل). فماذا نقول عن البابا إيربان؟ أليس البابا أعلى سلطة كنسية في العالم وأليس هو معصوم كالأئمة الشيعة وكالأنبياء؟ فكيف يكذب على الله ويمنح صكوكاً تعد الناس بغفران ذنوبهم إذا قتلوا الأتراك والعرب؟
والسيد Nosha يقول (مقالة حضرتك جميلة لكن جملتك الأخيرة صعبة بعض الشيء سحق الأديان ليس هو الحل. فالإنسان بداخله فراغ لا يملأه سوى اتحاده بخالقه). وأنا أقول خالقي هو الطبيعة وأنا أتحد مع الطبيعة ولا أحتاج أي دين. وهناك الآن حوالي 220 مليون شخص في العالم لا يعترفون بوجود إله (Robert J Sawyer, Calculating God). ويستمر السيد نوشا فيقول ( الحل هو في إعمال العقل وحده. فأنا لا أومن بإله يطلب مني أن أقتل حيوان أو حتى حشرة لأجله فإن كان يريد أن ينهي حياة مخلوق فليفعل ذلك بنفسه). وهذا عين ما أطالب أنا به. ولكن المشكلة تكمن في أن العقل والدين لا يجتمعان، فإما أن نتبع العقل أو الدين.
والسيدة أم وديع تسألني (لماذا لا تتكلم عن بعض الزعامات الدينية التي تركت آثاراً جيدة وحققت خدمة كثيرة للبشر، مثلاً الأم تريزا ..ألم تكن شخصية دينية؟ ألم تحصل على جائزة نوبل للسلام؟ وهناك أمثلة كثيرة لا أود الدخول في تفاصيلها). والحقيقة أنه ليست هناك أي زعامات دينية خلفت شيئاً جميلاً للبشر. ولا اعتقد أن السيدة أم وديع تستطيع أن تأتي بمثال آخر غير الأم تريزا من بين بلايين المسيحيين منذ ظهور المسيحية حتى الآن. تماما كما يحاول المسلمون ذلك ولا يجدون غير عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز على مدى ألف وأربعمائة سنة. أما جائزة نوبل للسلام فقد حصل عليها شمعون بيريز والمرحوم الرئيس المؤمن أنور السادات، فماذا خلفوا للبشر؟
والسيد جورج مايكل يقول (أرى أن الكاتب صب جام غضبه من الأديان على اليهودية والمسيحية بطوائفها المختلفة كالكاثوليكية والبروتستانتية وأراد أن يثبت أن المرمون هم مسيحيون كما أفرد في أكثر من نصف مقاله ثم تلا ذلك بالشيعة ولم يتكلم عن السنة من قريب أو بعيد ..؟ فهل قصد ذلك أم أني لم استطع قراءة مقاله؟) ويبدو أن السيد جورج هنا لا يختلف عن السنة الذين ذكرهم، فهم لا يعترفون بأن الشيعة مسلمون ولا البهائيين ولا الأحمدية ولا غيرهم. والسيد جورج يرفض أن يعترف أن المورمون مسيحيون رغم أن كتابهم لا يختلف عن العهد الجديد إلا في أشياء بسيطة. أما قوله إني حاولت أن اتفادى الحديث عن السنة فقول مردود لأن أغلب كتاباتي عن السنة والإسلام.
وأعتذر للقراء الذين عقبوا بالثناء والتأييد عن عدم ذكر أسمائهم خشية الإطالة على القارئ