quot;ندعو الى الرجوع الى مجلس الأمن صارخين بأننا ظننا ان القرار 1701 هو بمثابة نهاية حرب اسرائيل على لبنان، فاذا باسرائيل تنوي تفسيره بأنه بداية حرب مستمرة تحوّل لبنان غزة أخرى... وهي في ذلك تلتقي، على غير تنسيق حتماً، مع التصرف السوري والايراني، علماً بما يكمن بين الاثنين من تباين يزيد تعقيد حسابات اللاعبين على quot;الساحة اللبنانيةquot; (quot;مرة أخرى: الساحة!!quot; غسان تويني النهار 21 آب، 2006.)

صح النوم أستاذ غسان. quot;ظنناquot;!! بعد كل هذه التجارب والاختبارات التي لك شخصيًّا في مقارعة إسرائيل لا سيَّما في استصدار القرار 425 الممتاز في نصَّه وروحه، وquot;تظنquot; أنَّ القرار 1701، الابن الشرعي للقرار 1559، هو نهاية الحرب وليس بدايتها!

quot;ظنناquot; هذه تساوي quot;انتظرناهم من الشرق فجاءونا من الغربquot; وإذا كانت نتيجة الظن بالقرار 1701 هي هذه، فكيف كانت لتكون لو مرَّ القرار في نسخته الأولى التي عرفت بمسوَّدة مشروع القرار الفرنسي-الأميركي! والذي أيَّده بعض زملائك في 14 آذار. وإذا كانت هذه نتيجة الظن بهذا القرار من أحد أركان quot;الأكثريَّةquot; فكيف هي عند quot;الأقليَّةquot; التي ما فتئت تحذِّر من كلِّ السياسة الإسرائيلية المتبرقعة بالأغطية الأميركية ndash; الفرنسية ndash; البريطانية!

quot;ظنناquot; بعد أن سمعنا إسرائيل تلمّح ثمَّ تعلن في أكثر من مناسبة أنَّ القرار 1559 هو قرارها. quot;ظنناquot; بعد أن رأينا إسرائيل تفتخر أن quot;جون بولتونquot; هو العضو السادس السري في وفدها إلى الأمم المتحدة. quot;ظنناquot; بعد أن شاهدنا فلسطين والعراق يغرقان في دماء أبنائهما نتيجة السياسات الأميركية - الإسرائيلية في العراق وفلسطين على مدى سنوات وعقود. quot;ظنناquot; بعد أن quot;كرَّمناquot; جون بولتون في الولايات المتحدة، بعد أن quot;تغديناquot; إلى مائدة كودوليزا رايس في عوكر، وبعد أن quot;طبلنا وزمرناquot; للسياسة الأميركية القادمة لتحريرنا ونشر الديمقراطية في ربوع لبناننا الغالي.

quot;ظنناquot; بعد أن أتعبنا بل quot;أهلكناquot; سماحة حسن نصر الله في جلسات الحوار في شرح البديهي عن نوايا إسرائيل وضرورة المقاومة للبنان، أن إسرائيل لا نوايا عدوانية لها. وquot;ظنناquot; - حتى بعد أن كشفنا نوايا إسرائيل في عدوانها المدمر - أنها لا quot;تستهدفناquot; بل تستهدف حزب الله. وquot;ظنناquot; أن الجنوبيين غير لبنانيين بل إيرانيُّون وسوريِّون فطالبناهم quot;بالانسحابquot; من الجنوب. وquot;ظنناquot; بعد أن اتهمنا المقاومة بالمغامرة والتآمر على لبنان تنفيذًا لأجندة سورية - إيرانية. وquot;ظنناquot; بعد أن quot;ظنناquot; أن إسرائيل ستسحق المقاومة خلال أيام. وquot;ظنناquot; حين تبدت لنا بشائر الانتصار على إسرائيل، فسألنا quot;إلى من سيهدى النصر؟quot; وquot;ظنناquot; بعد أن هُزمت إسرائيل في الجولة الأولى أن لا حاجة للمقاومة، فطالبنا بسحب سلاحها ودماء الشهداء طرية على الأرض والإسرائيلي ما يزال في لبنان.

أخطر ما في هذه ألـ quot;ظنناquot; أنها صدرت عن الأستاذ غسان تويني. فلو صدرت عن مبتدئ في السياسة أو عن هاوٍ أو عن حاقد موتور أو عن quot;غشيم ومدَّعٍquot; لما عتبنا ولما ظننا. ولكنَّها إذ تصدر عن عميد الصحافيين العرب، ورئيس تحرير quot;النهارquot; ونائب ووزير وسفير سابقٍ إلى الأمم المتَّحدة له صولاته وجولاته مع إسرائيل ومع السياسات الأميركية ومع التفكير العربي التقليدي الذي طالما وصفه quot;بالخشبيquot;، فإنها تدعو إلى الكثير من القلق.
والله إذا كان بعض الظن إثمًا فهذه ألـ quot;ظنناquot; هي الإثم كلُّه.