خبر توقفت عنده ملياً، يظهر مدى ترسّخ الفضيلة في نفوس العديد من فتيات اليوم، اللواتي يتهمهن البعض بالميوعة والشبق الجنسي وتأليه المادة، بغض النظر عن بلدانهن، وأديانهن، ولغاتهن.
والخبر يقول:
ألقت صبية رومانية بنفسها من الطابق الحادي عشر، لأن بعض مواطني بلدها يحتجزونها في شقة بغية إجبارها، تحت التهديد والضرب، على ممارسة الدعارة.
لقد جاءت ابنة الثانية والعشرين ربيعاً الى اسبانيا بعد أن وعدوها بعمل ثابت وقانوني، فإذا بها تقع بين مخالب وأنياب وحوش بشرية لا يهمهم سوى الربح الحرام، ولو سخروا لذلك جسد فتاة طاهرة.
ولكن أنى لهم ذلك، وهذه الرومانية البطلة أبت أن تحول طهرها الى عهر من أجل حفنة من الدولارات، أو من أجل التخلص من تهديدهم وتعذيبهم لها.
ألم تهمس أمها في أذنها يوماً: أخلاق الفتاة زينتها؟.
ألم تقرأ بتمعن زائد هذه العبارة: ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟.
لذلك عانقت الانتحار بابتسامة ملائكية، وكأنها تريد الشهادة الحقيقية من أجل الشرف، التي توصل صاحبتها الى الجنة دون جواز سفر أو واسطة من قديس أو نبي.
هذه هي التربية المثالية، التي يجب أن ننمي أجيالنا الصاعدة عليها، قبل أن تجرفهم الأنانية، وتذلهم المادة، وتتقاذفهم أيدي الرذائل.
لقد صفعت بطلتنا الرومانية كل من يتهم الفتاة الغربية بالميوعة، والاستهتار، وأنها تمارس الجنس كالحيوانات، وأثبتت لكل ذي بصيرة أن التربية البيتية هي الأساس، وأن الأخلاق الحميدة تنمو مع الطفل كما تنمو أعضاء جسده.
كما أنها شطبت بقفزة واحدة من الطابق الحادي عشر جميع الدراسات التي بينت أن الجيل الصاعد جيل مادة فقط.. وأن الأخلاق الحميدة تحصيل حاصل. فلو كانت تبغي المادة لجمعتها بالأكياس، ولو كانت تمارس الجنس كالحيوانات لمارسته دون تهديد او تعذيب.. أو انتحار.. أو موت.
مناعة الفتاة تأتي عن طريق التربية والتنشأة الجيّدة والتعليم، وليس عن طريق الحجب، والزرب، والضرب، وزرع الأمية.
الانسان الفاضل ليس من يبتعد عن الناس كي يحمي فضيلته، بل من يعيش بينهم، دون أن يشكك به أو أن تتلاشى فضائله.
لقد قيل يوماً: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين أرضعاك. فاسمحوا لي أن أهدي هذا القول لشهيدة الشرف، وأن أضيف إليه: مباركة أنت يا ابنة رومانيا، فلقد أصبحت قبلة أنظار ملايين الفتيات اللواتي يرددن مع الشاعر:
عيشة بالذل لا أرضى بها
وجهنم بالعز أفضل منزل
حاشا والله.. لك ولهن ولكل الشريفات في العالم.. ربوع الجنة.