حادث القرصنة الذي أقدمت عليه قوات البحرية الإيرانية ضد دورية القوات البريطانية في (شط العرب) الذي يحلو للنظام الإيراني تسميته (آروند رود)!! ليس بالأمر الجديد في سلسلة عمليات التخريب الممنهج و أسلوب الضرب تحت الحزام و إستثمار الخزين الستراتيجي و الإحتياطي (المضموم) من حلفائه في العراق و الذين يهيمنون اليوم على مساحات تحرك مهمة في العمق العراقي، فالنظام الإيراني المأزوم و المتورط حتى أذنيه في ملفات أكبر منه بحاجة لمواقف بطولية و لو كانت مزيفة من اجل محاولة الإفلات من المصير الذي ينتظره وهو مصير بات النظام الإيراني المأزوم يتعجل حدوثه غير آبه بتضحيات و مصالح و مستقبل الشعوب الإيرانية التي تعاني من القمع و الدكتاتورية و التدهور المريع في الحالة المعيشية، فحروب النظام الكارتونية ليست موجهة أساسا سوى نحو تلك الشعوب المغلوبة على أمرها التي تعيش تحت ظل نظام أوليغاركي قمعي متطرف بعيد كل البعد عن سماحة الإسلام، و بات مصدرا من مصادر التوتر و تصدير الإرهاب الطائفي لدول الجوار إضافة إلى بروز النزعة الشاهانية المنقرضة وهي أحلام العظمة و الرغبة العارمة في تبني دور شرطي الخليج العربي بل الشرق الأوسط تحت ظلال العمائم الثقيلة التي تحاول جاهدة بل تؤسس لقيام مشاريع و كانتونات طائفية تابعة لها في العراق و بعض دول الإقليم!! وهي أحلام العصافير التي يصر نظام الولي الفقيه الفارسي على تحقيقها و لو دمرت كل المنطقة بالنفايات النووية و المشعة!! فالخطاب الكهنوتي المتشدد و الأساطير المؤسسة له هي كل حصيلة هذا النظام الذي أفلس بالكامل و يعيش على الشعارات الساذجة التي إنتهى عمرها الإفتراضي و ما عادت تقنع أحدا.
ما يقوم به نظام آيات الله الإيراني المأزوم اليوم هو تعبير حقيقي عن كل معاني الفشل و عن الحيرة و التخبط الناجمة عن سقوط و تدهور بل و إضمحلال المشروع الإيراني الطائفي في العراق و الذي يراد من خلاله تغيير الصورة الستراتيجية للأوضاع في عموم منطقة الخليج العربي و الشرق الأوسط، و ما حركات البطولة و الإستعراض التي يقدم عليها هذا النظام في حركات الشد و الجذب مع القوى الدولية في المنطقة إلا محاولة للإفلات من تسديد العديد من الفواتير المتأخر دفعها، فدور النظام الإيراني في دعم مراكز و قوى و تيارات الإرهاب في العراق قد باتت أكثر من مفضوحة، و قيام قوات التحالف في العراق بإعتقال و كشف الحلقات التجسسية و التخريبية لمخابرات الحرس الثوري و جهاز (إطلاعات) في كردستان أو منطقة عبد العزيز الحكيم الخضراء! و إعتقال العديد من عملاء النظام الإيراني وهرب الغالبية منهم من قيادات جيش المهدي أو أعضاء البرلمان العراقي المحروس مثل إرهابيو الأعمال الإرهابية في الكويت صوب إيران يلتمسون النجدة و النصرة و الأمان هي أمور قد كشفت و عرت تماما كل الدعايات الإيرانية المستترة و أثبتت أن أيادي العدالة الطويلة قادرة على ملاحقة الإرهاب و أهله ولو كانوا في أحضان الولي الفقيه الدافئة!!.
و حادث القرصنة الإيرانية في مياه شط العرب العراقية و التي تنازل عن نصفها نظام المشنوق التكريتي البائد يظل شاهدا على عمق التوغل الإيراني في المياه العراقية و إختراق السيادة الوطنية للعراق كما يدل دلالة واضحة على أن النظام الإيراني قد فعل خططه الدفاعية ضمن إطار المواجهة القادمة بجعل البصرة و شمال الخليج العربي بمثابة خط الدفاع الأول في حربها الوقائية، وهو سيناريو مرعب سيحيل أحلام التنمية و التقدم و إعادة البناء في جنوب العراق المدمر لهشيم تذروه الرياح، فنظام طهران قد قطع تذكرة اللاعودة في خيار المساهمة في تدمير العراق و المنطقة، وقيامه بأسر القوات البريطانية من مياه العراق الإقليمية ليس مجرد عملية قرصنة إعتيادية بل أنها تطبيق أحمق لمخطط تدمير العراق، فالبريطانيون في البصرة يقومون بمهمتهم الأممية في إيقاف عمليات التهريب للأسلحة و للمخربين و للنفط المسروق، و الإيرانيون يريدونها فوضى عارمة تخلط الأوراق و تجعل العراق بأسره ورقة بيد النظام الإيراني في صراعه ضد الغرب، وحكومة العراق عاجزة عن الفعل و الكلام المباح لأن أطرافا فاعلة منها هي في الحقيقة جزء من النظام الإيراني ذاته خلقها و نفخ فيها من روحه!! وهي بالتالي لا تتجرأ على ولي الأمر الفقيه! و لا يمكن أن تخون ولائها الفكري و الآيديولوجي و الشخصي!!، وسيادة العراق قد أضحت في تلاشي فعلي أمام حرب البقاء الإيرانية، لقد دعا وزير الخارجية العراقي (زيباري) و بشكل خجول النظام الإيراني لأطلاق أسراه البريطانيين!! و لكنه لم يدع مطلقا نظام طهران لإحترام سيادة المياه العراقية!! فجيوش إيران وفيالقها المدربة تسرح و تمرح في عموم العراق و لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها... لا نقول للحكومة العراقية وهي خجلة ووجلة سوى: و الله حالة... و الله طرطرة....! أما قراصنة آيات الله فلن يكتفوا بما عملوه و سيعملوه بل أنهم يرتبون جيدا لسيناريو الحريق العراقي الكبير... و الأيام بيننا...!.

[email protected]