كثيرون هم من أخذوا على عاتقهم مسؤولية تحرير المرأة وفي المؤتمر الذي عقد مؤخرا في باريس في تاريخ 27 -28 ابريل المنصرم تحت عنوان الفكر التجديدي في الإسلام تحدثت الدكتورة محبوبة عن نضالها الدءوب كي تنال المرأة حقوقهاوتحصل على مساواة مع الرجل في الإرث وفي تولي المناصب وفي سائر الأحكام وكان الحضور بين معارض و مؤيد .
السيد (إ- م) كان من المؤيدين بقوة للسيدة الدكتورة محبوبة ولكنه أضاف أن المرأة لن تأخذ حقها من الرجل إلا إذا ارتدت قفاز ها ونزلت إلى حلبة الملاكمة لتأخذ حقها من الرجل بقوة الساعد وعضلات المصارع وأيد السيد( أ- م) رأيه بقصة طريفة من صميم واقعه
السيد( إ- م) يقيم وأسرته في قرية نائية من المغرب العربي.
ذات صباح يمم أبوه شطر سوق القرية وهو يسوق قطيع الخراف التي كدحت أمه لعام أو أكثر في العناية بها وإطعامها وتربيتها وبعد سويعات عاد الرجل وجيبه عامر بالنقود ووجهه فياض بالسعادة لما أصاب في بيع الخراف وما حقق من ربح عظيم وذلك قبيل عيد الأضحى بأيام وبينما كان الشاب (إ- م) يذاكر في غرفته سمع الحوار الدائر بين أبيه وأمه
سألت الأم زوجها كيف تبيع الخراف وأنت تعلم أنهم لي وأنا من اعتنى بهم ورباهم ؟
بدا السؤال للزوج نكتة مفاجأة فانفجر ضاحكا وسألها بدوره :
إذا كانت الخراف هي ملكك وأنت ملك من يا بنت العقاب ؟؟
وإذا كانت هذه الملهاة لم يخف على راويها السيد (إ-م)ما تحوي من مأساة فبقيت في ذاكرته حتى يرويها أمام الحضور في ذلك المؤتمر الساعي للتجديد في الفكر الإسلامي بمثابة الشاهد على ظلم المرأة ومحرضا للحاضرات من النساء كي يأخذن حقوقهن من الرجل بقوة وبأس أولي العزم فإن ما تلا ذلك من حوار بيني وبينه قد اختتم (الملهاة-المأساة) على نحو أطرف
سألني السيد (إ- م) بعد انقضاء المؤتمر :أستاذة نادية متى ستزورينا في المغرب؟
أجبته ضاحكة : حسنا سأزور والدتك وليس والدك.
تغير وجه الشاب المدافع عن حقوق المرأة فجأة ولاح الغضب في عينيه الحادتين وهتف والغيرة على أبيه تعقد ظلالها على حاجبيه المقطبين :
ولكن أبي في غاية التقوى، إنه لا يملك نفسه من البكاء حين يرى صورة الكعبة!!!!!
وإذا كان دفاع الزوجة عن حقوقها قد أثار عاصفة من الضحك لدى الزوج أما رؤية الحجار الصم لمبنى الكعبة قد أثار عوامل الخشوع ودفع به للبكاء فنحن أمام وثنية حقيقية تخلو من نوازع التقوى خلوا مفزعا .
وقد نغفر للأب ذلك بحكم تقدم السن و خضوعه لعوامل التقاليد الموروثة والقديمة والتي هي أقرب للجاهلية منها لروح الإسلام الحقيقيية والتي ينبغي أن تخضع ليس للتجديد ولكن للتصويب المعتمد على روح القرآن والسنة .
أما حكم المدافع عن حقوق المرأة الشاب(إ- م) الحاضر لمؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي فإن ذلك الحكم يدفع بنا إلى مهاوي التشاؤم حقا فيما نأمل من تجديد لا معنى له لأنه لم يتحرر فعلا من المفاهيم الإسلامية القديمة الخاطئة
ما نحن بحاجة إليه في الفكر الإسلامي حقا هو التصويب وليس التجديد.
ومع أن الله سبحانه هو الذي أضحك وأبكى إلا أن هذه القصة كانت من المضحك المبكي وذلك عندما يصبح ظلم الإنسان و(هنا المرأة )مضحكا للشاب (إ- م) وأبيه ويكون رؤية الكعبة مبكيا كعلامة بينة الخشوع .
وقبل أي رحلة يقوم بها المرء فإنه يعمد إلى اختصار رسالته في جمل هي الأهم بالنسبة له فكيف إذا كانت الرحلة هي الموت وكيف إذا كانت الرسالة هي القرآن والموصي هو خير خلق الله؟؟ ولقد اختصر الرسول توصياته للمسلمين في خطبة الوداع بأن استوصوا بالنساء خيرا
إنه لم يوصي النساء بأن استوصين بأنفسكن خيرا كما هي كانت نصيحة السيد المسلم(إ- م)للنساء
و في الحقيقة أن القضية هنا هي إزالة اللبس بين التقوى والوثنية وليس من هو المسؤل عن رفع الظلم عن المرأة. هل المرأة وحدها؟ كما أفاد السيد (إ ndash; م) في قصته أم هي مشتركة إلى حد ما إذا أردنا الإنصاف ،لأن الرجل في الآخر هو تربية امرأة.
وظلم المرأة والدفاع عنها قضية ليست إسلامية بل هي عالمية و في كل الدول الراقية هنالك منظمات للدفاع عن المرأة و مؤسسات خاصة وخطوط هاتف ودراسات جدية لحماية المرأة من ظلم الرجل ربما يعود ذلك إلى تكوين المرأة الأضعف عضليا والأرق نفسيا حتى تكون مؤهلة لأداء مهمة تربية الأطفال وبذل الحب والحنان والتضحية. هذا الواقع هو الذي يدفع الرجل أحيانا لاستغلاله وقد يكون هذا الأمر عاديا بالنسبة لأي رجل لا يدعي التقوى ولكن عندما يصدر الموضوع تحت عناوين اسلامية فالقضية تصبح مبكية فقط وليست مضحكة على الإطلاق.
والإسلام قد أعطى الرجل امتياز إصدار حكم الطلاق فيستطيع بأي لحظة غضب ينسى فيها عطاء الزوجة وتفانيها وبذلها الشباب والصحة للعناية به أن يقول لها أنت طالق أو أن يلوح تهديدا بما يملك من امتيازات فيهدد مباشرة أو غير مباشرة بما يملك من صلاحيات .وقد يفعل ذلك أكثر الناس تقى أو بتعبير (إ- م) أكثرهم مقدرة على ذرف الدموع على مشهد الكعبة !
ولكن أين هي وصية نبيهم من ذلك ؟
الأمثلة في ذاكرتي كثيرة على أزواج بكائين للغاية على مشهد الكعبة وضحاكين ملء الشدقين على ظلم زوجاتهم ولكن لن ننسى بأن من يضحك أخيرا يضحك طويلا:
فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون .على الأرائك ينظرون .هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون.