قبل أكثر من ثلاث عقود وقف أحد أبناء المرحوم سليمان فرنجية، رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق ليقول إني أنزل إلى جنوب لبنان لاقضي حاجتين، الاولى: أنظف حذائي، والثانية: أفرغ طاقتي الجنسية عندما تلح عليّ!!
كان ذلك في تصريح له في مجلة الدستور اللبنانية لصاحبها علي بلوط في وقتها، يبدو أن عدي صدام حسين كان قد قرا هذا التصريح الخطير في وقتها، فتأثر به، فكتب سلسلة مقالات عن (بنات مدينة صدام، الثورة سابقا، الصدر لاحقا) ليخبر العالم، إن (بنت هذه المدينة) تخرج صباحا لتخدم في بيوت (بغدادية)، وما تعود ليلا إلاّ وهي تحمل حاجتين، الاولى: بقايا القدور والصحون، والثانية: بداية جنين حرام!!، وإذا ما أردت أ ن تقرا عن زنا المحارم في العراق، أقصد الادب الروائي الذي يعالج هذه القضية، فلم يكن غير جنوب لبنان أو مدينة (الصدر!) مثالا تطبيقيا نموذجيا لذلك...
نساء العمارة والناصرية والبصرة والديوانية، باختصار، مدن اللطم والقيمة والثياب الخضر، في الريف حيث الانهار الصغيرة هنا وهناك، لا ترعوي المرأة وهي متزوجة من رفع ثيابها حتى السرة الجنوبية ـ نسبة إلى جنوب العراق ــ حينما تعبر النهر المشؤوم، تكشف تماما عن فخذيها، عري شبه كامل، (وسركال الأقطاعي) النذل يتلذذ برؤية الفخذين الممسودين بحليب الجاموس حيث النعومةالتي يفتقدها فخذا أنعم جسد برجوازي!
لا ننسى...
إن (السركال) طالما يكون من أبناء المدينة....
ولكن من أي مدينة؟
المدينة الحاكمة...
في بغداد... بغداد المنكوبة... على القرب من باب المعظم... هناك زقاق ضيق... قذر... إسمه الشعبي (عقد النجفي)، ترى ما هو السر في هذه التسمية؟
عقد قحاب!
من الغرائب إن اسم الزقاق ا لرسمي لا يمت بصلة لهذه التسمية من قريب أو بعيد، وتدور قصص مدهشة حول تاريخ الاسم الشعبي، وعلاقته بأقدس بقعة يسكنها شيعة العراق...!
أقرا في كتاب وقع بيدي جديدا عنوانه (مصحف فاطمة وعقائد الشيعة) تاليف إيهاب محمّد كامل، طبع سنة 2006، توزعه مكتبات القاهرة (... في إيران.. وجدنا هناك إعارة الفروج....)، هذا رغم أني لا أؤمن بوجود هذا المصحف التافه، وقد كتبت في (إيلاف / معشوقتي الجسدية الساخنة) ما يفند وجود مثل هذا المصحف.
كنت أسمع في شبابي إن حمامات إيران مختلطة، فهالني الامر، سافرت خصيصا لذلك، فما وجدت غير رجال غلاظ في حمامات الرجال، سالت عن تلك الحمامات المختلطة، فتعرضت لمحاولة قتل بشعة،رجعت إلى فندق (طوس) وأنا ألعن الذي خدعني....
المومس القادمة من جنوب العراق، قادمة خوفا من خنجر إبيها الظالم لانها ترفض الزواج من رجل دين قذر، مهما كان اسمها في دفتر النفوس (الجنسية في التعبير العراقي) يغيب على الالسن ويُستبدل بإسم (كاظمية)، حتى لو كان أسمها (شهلاء) من أغنى منطقة في بغداد!!!
سوف تبقى اللعنة تلاحق ابن بطوطة لانه وصف أهل النجف بإنهم من المشتغلين بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن بأحسن الاصوات...
لا أريد أن أتحدث عن بيوت الطين الشيعية في البحرين حيث تزدحم على ضيقها المشين بأكثر من عائلة وعائلتين ورغم ذلك يشحذون أرجلهم بقوة خارج المألوف ليطوفوا شوارع المنامة ردا على زيارة مسؤول أمريكي للبلد رافعين شعارات: لبيك يا فلسطين...
نعم!
هناك في العراق، عراق العروبة،عراق الشعر العربي بإمتياز ، عراق الكاظم العربي وأبي حنيفة الفارسي منْ ألقى نفسه في أحضان إيران الفارسية... ربما هي قبلته!
نعم!
هناك في البحرين، حيث الشيعة أكثرية، تشخص صورة لولي الفقيه علي خامنئ ـ الذي ما أحببته أبدا ـ معلقة على أبواب تلك البيوت الطينية، صورة زيتية كبيرة مثيرة، تنم عن قوة وكبرياء وتحدي...
العلوي السوري يسمي التاجر الحلبي (خالي)!
أحقا هو خاله؟
الجواب نقراه في قصة سليم اللوزي (المهاجرون)، هناك يمكن إكتشاف السر في هذه المفارقة الكبيرة، المفارقة التي خلقت كل هذه المأساة، مأساة دمشق منذ تلك الفتوى الرهيبة في زمن سليم ياوز!
الشيعة ليسوا ملاكا، فيهم الخير وفيهم السافل، ولكن عقدة كليهما واحدة، و لعلها الوحيدة التي تجمع بين مؤمنهم وسافلهم!
المسلم الشيعي تطارده أسماء وتسميات قامعة، هذه الأسماء والتسميات نحتت تاريخا، تاريخا مؤلما، لا أريد هنا أن أبرئ الدولة ا لصفوية التي وصفها الخميني يوما من الايام بالدولة الفاسدة، وشتم مؤسسها الشاه إسماعيل الصفوي شتيمة أثارت حتي بني قومه من الفرس! لست كاتبا من هذا الطراز، ولا أريد أن أنزه الدولة الفاطمية من علاقا ت مع عدو ديني تقليدي في ذلك التاريخ، ولا أعلل ذلك أو أقابل ذلك بعمل مشابه من الآخر، لست كاتبا تبريريا، ولكن أريد أ ن أنبه إن هذه (الأيرنة) من قبل بعض الشيعة العرب تستحق الدراسة والقراءة....
وإلاّ هل هناك ظاهرة بهذه المستوى تتأتي من فراغ؟
لقد حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بالاعدام على الكاتب الإسلامي السني سيد قطب بالاعدام، فيبرق السيد محسن الحكيم برقية إ ستنكار شديدة اللهجة (إن كتابه يشفع لامة فكيف بشخص، ولكن عندما يصف أبن طاغية جسد (أنثى مدينة مدينة الثورة / صدام / الصدر...) بإنّه مخلوق كأستجابة خالصة لشهوة برجوازية (سنية!) لا نسمع سوى الصمت، نعم، الصمت هو الذي كان مسموعا، فهل يعني هذا رضا مبطّن؟
الذي فتح فارس عرب الكوفة، مهما قيل عن أصلهم اليمني والحجازي، والذي فجر الثورة العباسية عرب خراسان، والعرب الخراسانية هم العرب الذين هجرهم زياد ابن أبيه من الكوفة والبصرة، والذي ادبالخوارج هناك هم جند الفتح...
و... إ يران لم تكن شيعية إلا في وقت متأخر...
فما هو السبب إذن؟
لقد قال مرّة أحد الحكام العرب، إن كل شيعي هو عميل لإيران! لست في مقام مناقشة التهمة، ولكن هل بهذه السهولة يختزل تاريخ طائفة كان وما زال لها أدوارها التاريخية في خدمة الإسلام والمسلمين؟ لست مع حزب الله في طروحاته، وهو الحزب الذي قال لي مرة: إ ترك بيروت، ليست هي أرضك، ولكن هل نختصر تاريخ حزب الله كله في العملية الأخيرة؟
هل قرأنا خيار الشيعة العراقيين يوم كان الانكليز يطرحون مشكلة الحكم في العراق؟
كان اختيارهم: ملك عربي من الاسرة الهاشمية؟
هل قرأنا تاريخ الاحزاب القومية العربية؟
من هم قادتها؟
لا أريد أن استرسل، اعتقد إ ن القصد اصبح واضحا....
هل ينتبه الأخ الأكبر؟
إذن سوف نخلق عالما لا مثيل له!
سنكون قادة الدنيا من جديد...