الحرب في لينان... ما هي هويتها... نكهتها... حقيقتها... هل حرب سنية شيعية، أم حرب بين إمريكا وإيران، أم حرب بين المقاومة والمساومة، أم حرب بين إسرائيل وحزب الله، أم حرب بين الجبل والساحل، أم حرب بين سوريا والسعودية، أم حرب بين طهران والرياض، أم حرب بين المسلمين والمسيحين، أم حرب بين الشرعية والانقلابية....؟
تتوالى الاسئلة حول ما هية وهوية وحقيقة هذه الحرب المجنونة، التي قد يقدر لها أن تكون مدخلا لحرب إقليمية، طائفية بإمتياز تجتاح العالم الإسلامي كل، حرب إمريكية إ يرانية فعليه، حرب الطائرات والبوارج والصواريخ والقنابل، حرب السلاح الفتاك الذي لا يبقي ولا يذر...
أي حرب هي يا ترى؟
لست من دعاة الجواب المطلق، فلا شي خالص في هذه الحياة، حتى رحمة الخالق جل وعلا، مشوبة بشي من الألم، لا بداية خالصة، كما قال الراحل أدوار سعيد، ولا شي خام في هذ االوجود الكبير...
حرب سياسية بحتة، إذن ما ذا نقول عن شبه الاصطفاف الطائفي في تضاعيف الحرب؟ وأ نا هنا أستخدم كلمة (طائفي ليس بالمعنى التهويني بل بمعنى الإ نتماء إلى طائفة)، هل هي حرب طائفية خالصة؟ إذن أين نضع اصطفاف عون مع السيد حسن نصرالله، كذلك ماهر حمود، كذلك فتحي يكن وهو الداعية الاسلامي السني الكبير؟ هل هي حرب بين المقاومة والاستسلام، مقاومة المشروع الامريكي والإستسلام للمشروع الامريكي؟ ترى هل هناك جرأة أن نتهم الطرف الاخر كله بالعمالة لأمريكا؟ المطلقات عمرها لم تقدم تحليلا دقيقا للأمور، هي إذن حرب بين الطرف المحافظ في العالم العربي ضد الطرف الثوري، ولكن لماذا ترفض قطر، نعم، قطر بالذات رفضت إدانة مشروع الدول المحافظة القاضي بإدانة حزب الله وإن من طرف خفي؟ هي حرب بين الله والشيطان، يا رب، ولكن الجميع يؤمن بالله والملائكة وأنبياء الله، وربما الكثير منهم يؤمن بأن الإسلام نظام شامل كامل، هي حرب إ ذن بين إيران وأمريكا، نقترب من الصواب هنا في تصوري، ولكن هل مثل هذه الدائرة من الصراع لا تفرز دوائر أصغر شاذة، تجعلنا نفكر حيارى بحل التناقض الرهيب، وإلاّ لماذا هذا الموقف الإسرائيلي المتسم بغض الطرف نهائيا؟!
هذه الحرب ذات هوية كليانية، هي الحرب الطائفية السياسية الاقتصادية الأقليمية العالمية، كل مفردة من هذه المفرادت لها وجود في هذه الحرب، نكهتها تجمع كل النكهات، هويتها مختلطة، مدجنة، سفاح بين شارك فيه أكثر من وحش كاسر، والمرأة واحدة، هي بيروت، هي الوحيدة التي تتمتع باسمها خا لصا، فيما الزناة كثيرون، لا عد لهم ولا حصر، فكيف ستكون الولادة يا ترى؟
ولكن هل هي بلا جذور؟
ما هي الاسباب البعيدة لهذه الحرب، التي طالما تنشب، وطالما تتجدد في لبنان، وفي بيرو ت بالذات، طالما تتفجر بين عشية وضحاها، تستمر شهور، وربما سنوات، ثم تخفت، ثم تعود للإنفجار، ربما بأقوى مما سبق، وربما بحاصل من المآسي يفوق السابق، وأقل من اللا حق!
في تصوري أن الأصل الذي هو أس التحليل هنا، إن هناك طائفة مسلمة، عنوانها العلني والسري، العام والخاص، هو ( الشيعة)، هذه الطائفة الشيعية في لبنان هي جزء من طائفة أكبر، أسمها كذلك (الشيعة)، توجد في العراق، وفي الكويت، وفي البحرين، وفي الإمارات العربية، وفي السعودية، وفي المغرب، وفي اكثر البلدان الاسلامية، هذه الطا ئفة يتعامل معها الاخ الا كبر بلغة الاقصاء، فهم را فضة، وهم خونة الاوطان، وهم أبناء سفاح، وهم مشركون، وهم غير مؤهلين لامانة الصلاة ولا لامانة طهارة الذبيحة...
هذا هو الاصل، هذا هو الأس، هذا هو الجذر، فكا ن الطوفان، ولو أ ن هذه الطائفة قدمت كل ما تملك لفلسطين، وحاربت تحت ظل قيادة صدام حسين سبع سنين ضد الغزو الايراني البغيض، ولو أنها قاتلت الا مريكان بالايدي العارية في العراق...
تبقى طائفة خائنة...
هذه الطائفة لو استمرت تزعق وتنعق وتصيح وتقول نحن نؤمن بان القرآن كامل، وإن الصحابة عدول، وإننا لا نكفر أحدا، وأننا نريد وحدة إسلامية...
تبقى طائفة مشركة...
هذه الطائفة لو أن الكثير من شبابها وعلمائها تقول وتصيح أننا لا نؤمن بالولاية التكويينة، وأننا نختصر التشيع في كلمتين لا أكثر ولا أقل، الرجوع لاهل البيت في الاحكام، والإيمان بالمهدي النمتظر، والباقي كله ترهات، لا نؤمن به، ولا نصدقه....
تبقى طائفة خارجة عن حريم الاسلام...
هذا هو الاصل، طائفة محكوم عليها بالاعدام العقدي والاقتصادي والسياسي والحضاري والاخلاقي والإنساني والوجودي...
الحرب في لبنان هذا جذرها البعيد، وهي حرب تترجم واقعا مستورا في العراق، وفي الكويت، وفي البحرين، وفي السعودية، وفي كل بقعة من بقاع ا لارض الملعونة التي فيها سنة وشيعة، فيها أتباع أبي بكر وعلي، وكلاهما بريئان من السنة ومن الشيعة معا!!
الشيعة لا يمكن أن يقودوا المسلمين، هذه خرافة، حتى إذا سقطت بيروت بيد الشيعة كما يقول بعضهم، يبقى الشيعة أقل عددا، وأقل امتدادا جغرافيا، وأقل خبرة في ا لعمل السياسي، وأقل حضورا لدى العالم باسم الإسلام والمسلمين، فإن السنة هم القادة، وهم الحضور الاقوى، وبالتالي، كان حل مشكلة الحرب السنية / الشيعية، بيد السنة قبل الشيعة، ولو أن السنة العرب أحتضنوا الشيعة العرب... لما حصل كل هذا... وسوف يحصل ما هو أتعس وأخطر من هذا، إذا بقي السنة العرب على موقفهم ا لنا فر، القاطع من الشيعة العرب...
هل يفكر عقلاء السنة العرب بهذه النقطة ليقودوا سفنية هذه الامة الى شاطئ البر والأمان؟
تتوالى الاسئلة حول ما هية وهوية وحقيقة هذه الحرب المجنونة، التي قد يقدر لها أن تكون مدخلا لحرب إقليمية، طائفية بإمتياز تجتاح العالم الإسلامي كل، حرب إمريكية إ يرانية فعليه، حرب الطائرات والبوارج والصواريخ والقنابل، حرب السلاح الفتاك الذي لا يبقي ولا يذر...
أي حرب هي يا ترى؟
لست من دعاة الجواب المطلق، فلا شي خالص في هذه الحياة، حتى رحمة الخالق جل وعلا، مشوبة بشي من الألم، لا بداية خالصة، كما قال الراحل أدوار سعيد، ولا شي خام في هذ االوجود الكبير...
حرب سياسية بحتة، إذن ما ذا نقول عن شبه الاصطفاف الطائفي في تضاعيف الحرب؟ وأ نا هنا أستخدم كلمة (طائفي ليس بالمعنى التهويني بل بمعنى الإ نتماء إلى طائفة)، هل هي حرب طائفية خالصة؟ إذن أين نضع اصطفاف عون مع السيد حسن نصرالله، كذلك ماهر حمود، كذلك فتحي يكن وهو الداعية الاسلامي السني الكبير؟ هل هي حرب بين المقاومة والاستسلام، مقاومة المشروع الامريكي والإستسلام للمشروع الامريكي؟ ترى هل هناك جرأة أن نتهم الطرف الاخر كله بالعمالة لأمريكا؟ المطلقات عمرها لم تقدم تحليلا دقيقا للأمور، هي إذن حرب بين الطرف المحافظ في العالم العربي ضد الطرف الثوري، ولكن لماذا ترفض قطر، نعم، قطر بالذات رفضت إدانة مشروع الدول المحافظة القاضي بإدانة حزب الله وإن من طرف خفي؟ هي حرب بين الله والشيطان، يا رب، ولكن الجميع يؤمن بالله والملائكة وأنبياء الله، وربما الكثير منهم يؤمن بأن الإسلام نظام شامل كامل، هي حرب إ ذن بين إيران وأمريكا، نقترب من الصواب هنا في تصوري، ولكن هل مثل هذه الدائرة من الصراع لا تفرز دوائر أصغر شاذة، تجعلنا نفكر حيارى بحل التناقض الرهيب، وإلاّ لماذا هذا الموقف الإسرائيلي المتسم بغض الطرف نهائيا؟!
هذه الحرب ذات هوية كليانية، هي الحرب الطائفية السياسية الاقتصادية الأقليمية العالمية، كل مفردة من هذه المفرادت لها وجود في هذه الحرب، نكهتها تجمع كل النكهات، هويتها مختلطة، مدجنة، سفاح بين شارك فيه أكثر من وحش كاسر، والمرأة واحدة، هي بيروت، هي الوحيدة التي تتمتع باسمها خا لصا، فيما الزناة كثيرون، لا عد لهم ولا حصر، فكيف ستكون الولادة يا ترى؟
ولكن هل هي بلا جذور؟
ما هي الاسباب البعيدة لهذه الحرب، التي طالما تنشب، وطالما تتجدد في لبنان، وفي بيرو ت بالذات، طالما تتفجر بين عشية وضحاها، تستمر شهور، وربما سنوات، ثم تخفت، ثم تعود للإنفجار، ربما بأقوى مما سبق، وربما بحاصل من المآسي يفوق السابق، وأقل من اللا حق!
في تصوري أن الأصل الذي هو أس التحليل هنا، إن هناك طائفة مسلمة، عنوانها العلني والسري، العام والخاص، هو ( الشيعة)، هذه الطائفة الشيعية في لبنان هي جزء من طائفة أكبر، أسمها كذلك (الشيعة)، توجد في العراق، وفي الكويت، وفي البحرين، وفي الإمارات العربية، وفي السعودية، وفي المغرب، وفي اكثر البلدان الاسلامية، هذه الطا ئفة يتعامل معها الاخ الا كبر بلغة الاقصاء، فهم را فضة، وهم خونة الاوطان، وهم أبناء سفاح، وهم مشركون، وهم غير مؤهلين لامانة الصلاة ولا لامانة طهارة الذبيحة...
هذا هو الاصل، هذا هو الأس، هذا هو الجذر، فكا ن الطوفان، ولو أ ن هذه الطائفة قدمت كل ما تملك لفلسطين، وحاربت تحت ظل قيادة صدام حسين سبع سنين ضد الغزو الايراني البغيض، ولو أنها قاتلت الا مريكان بالايدي العارية في العراق...
تبقى طائفة خائنة...
هذه الطائفة لو استمرت تزعق وتنعق وتصيح وتقول نحن نؤمن بان القرآن كامل، وإن الصحابة عدول، وإننا لا نكفر أحدا، وأننا نريد وحدة إسلامية...
تبقى طائفة مشركة...
هذه الطائفة لو أن الكثير من شبابها وعلمائها تقول وتصيح أننا لا نؤمن بالولاية التكويينة، وأننا نختصر التشيع في كلمتين لا أكثر ولا أقل، الرجوع لاهل البيت في الاحكام، والإيمان بالمهدي النمتظر، والباقي كله ترهات، لا نؤمن به، ولا نصدقه....
تبقى طائفة خارجة عن حريم الاسلام...
هذا هو الاصل، طائفة محكوم عليها بالاعدام العقدي والاقتصادي والسياسي والحضاري والاخلاقي والإنساني والوجودي...
الحرب في لبنان هذا جذرها البعيد، وهي حرب تترجم واقعا مستورا في العراق، وفي الكويت، وفي البحرين، وفي السعودية، وفي كل بقعة من بقاع ا لارض الملعونة التي فيها سنة وشيعة، فيها أتباع أبي بكر وعلي، وكلاهما بريئان من السنة ومن الشيعة معا!!
الشيعة لا يمكن أن يقودوا المسلمين، هذه خرافة، حتى إذا سقطت بيروت بيد الشيعة كما يقول بعضهم، يبقى الشيعة أقل عددا، وأقل امتدادا جغرافيا، وأقل خبرة في ا لعمل السياسي، وأقل حضورا لدى العالم باسم الإسلام والمسلمين، فإن السنة هم القادة، وهم الحضور الاقوى، وبالتالي، كان حل مشكلة الحرب السنية / الشيعية، بيد السنة قبل الشيعة، ولو أن السنة العرب أحتضنوا الشيعة العرب... لما حصل كل هذا... وسوف يحصل ما هو أتعس وأخطر من هذا، إذا بقي السنة العرب على موقفهم ا لنا فر، القاطع من الشيعة العرب...
هل يفكر عقلاء السنة العرب بهذه النقطة ليقودوا سفنية هذه الامة الى شاطئ البر والأمان؟
التعليقات