يلزمنا تعكير الضوء نحن المظلمون على حافة الموت، ولكن بسواتر من زجاج، فنلبس الضوء اقنعة زجاجنا، كما نخيط للحدث لغته او رداءً لافكاره، حيث الكسوة اللغوية تنال التعري الفكري، طلبا للحشمة، وافضل من عرف اللغة عرف كيف يخلع ملابسها في النور.. لا فضل لتعري في ظلام فالليل كسوة الابصار الخجولة او المعتمة، تلك التي افترضت الاعماء اخلاقا والابصار وقاحة.. كيف لا يصبح الموت اردء عادات الوجود، ان لم يحسن الشعراء تقبيح كلماته؟ الانانية والارهاب الادبي يتقنان اللعبة ويبطلان حياد الذكاء، ومازال الناس يصفقون لظلمهم وظالميهم، ويتبرجون بالاذلال المعبدي الذي يتماهى ويحدد سلوكهم مع اسيادهم، لذا ينبجس ربيع الفاسدين وابرياء الذمم، ممن استخدم الاجماعات والارتجاعات البادهة لخبائث شتى واغراض كارثية.. لذا لا يجب ان يورط الموتى احبتهم في الاحزان والكآبات سواء مقدسة او دنسة. وما عليهم الا اختتام الرحلة بالاغاني والانكسارات السعيدة، كما يغني طائر التيم وينتهي السلمون بماثرة كونية تفيد عن صور الله اكثر مما تشير النصوص المؤبطرة بـquot;الانبياء القادةquot; وليس الانبياء المعذبين. كيف يقدم الانسان استقالته من حب وحنين؟ كيف اتنازل عما يكون تنازلي؟ تلك تقنيات شيطانية لا يقدر عليها حتى العارفون سر الجنون بذروة عقل ووسع حكمة، ممن لا يمكنه الاستقالة من جسده ومن حسده، وهنا مكمن الخيتومة ndash; من خاتمة- حيث تثمل الكلمات متون الفكر لتصبح بلاغة، وترقع الحاجة للافكار بحسن كلام بلا افكار، كما تثمل الافكار مجازات النوايا ليصبح الخيال بداهة والوهم من لحم ودم. كن متينا على منع الوهم من مزاحمة النظام البيولوجي، وتجنب عظماء الناس لانهم يعطون لما ليس له معنى معنى، ويكسون الخيال بطين الرب لينفخون فيه الروح، فاسوء من ان تُصدم ان تستيقظ على وهم. وحيث يمتهي العمر في الاوهام والصدمة ستنتهي الى الشك في يقظة ان تتوهم ويقظظة انك هذا الجسد.
ان لم تعرف نعمة ان تضدر، سوف لا تعرف ضجر النعمة، وان لم تضجر سوف لا تعرف الشكر ولا تكفيك كل هذه الحياة، فلم يعد غير موتك هو الوحيد الذي يقتل الملل.. حين لا تعرف كيف تضجر من نعيم.. حيثما لا يعرف الصمت نعمة الخرس ولا شكر الحنجرة، ستكون آراؤك بالاشياء همحية متسخة باتربة الكهف الاول وان استخدمت ارفع الحداثة او ادعيت خبرتك بقوانين الجاذبية وفرشاة الاسنان.
على الموتى تصفية ملفات الحب كي يقابلوا القبور بعزلة لا تشاركها عاطفة خارجية، ولم يبق لها حنين محب، ولكن حتى الطغاة والد الاعداء حين يموتون ياخذون قطعة منك ( تتطلب العدالة هذه الاخلاق والا صارت الفضيلة منقصة حيث تكون انتقام بصيغة قصاص) فيربكون نظام الكراهية ويقلبون الانتقام لمواجهة وجودية عدمية لا تقو عليها فتغلبها اللاجدوى، لئلا تكون الها فيسهل عليك تجنب ما اصاب الخصم من هول ولا تتمكن عبور الحصة البيولوجية بجسد،غير قادر على بهجة الانتقام او عرفان التسامح، لانه ابدي يشبه الموت، فان عبرتها لا تلزمك الجسدية الابدية التي تخلو من العدوان والفرح الغاشم وان لا تعبرها فلا تلزمك ابدية بلا جسد لذا ارتبطت بهجتك بما عرفته من عدوان وارتبط حنوك بما شاغلته من مخاصمة فاحمي خصومك وجموح قدرتك على العدوان لئلا تجف الحياة فيك ويصبح الحب والرضا نوعا من الاستقالة عن الوجود.. تلك هي عدالة وجودنا لا بديل ولا خيار لغير اقدارها المخجلة! وهنا لا يمكن توجيه الحقائق بالانظمة اللغوية واعطاءها مجد الامنيات والاوهام خصوصا اذا تمكنت الاوهام واللغويات من خلق مخاطر وكوارث الواقع كما يحدث أي تنفيذ واقعي لفرضيات جرى تخييلها ويس وقع حدثها.
هل تاخر الوقت على موتنا وزفاف الموتى؟ تلك اجابة ليست في ضمير سؤالها ولا صواب اجابتها..انها لا تلزم الاحياء ولن يطرحها الموتى لانهم لا يعرفون ان ماتوا ام استمروا , لكن الحياة تتقن عزل الجثث المتعفنة مهما تخفت في الكلمات وتغطت في الافكار والعصمة.. انه سوء الامساك في النظام العاطفي..
هي ذي حصتنا البيولوجية الشحيحة.. هي ذي الازمنة التي يعلبها المكان، وحيث يشوشنا النظام اللغوي فننخدع في الامل والياس/ في الضجر والنشوة.. نصغي للكلمات جيدا / نقوم بحفلة الخداع معا،وبسابق نية كي نصبح اشرارا بصيغة الوهة ونصبح نبوة بصيغة منبوذ ونصبح كل العلل بظنون الصلاح والبلسم. فالترياق لا يات الا بعد فوات الاوان / هي ذي الكلمات تمنعنا الدخول للقبور الموصدة ولم تزودنا بموتها انفعال كراهية او متاعب حب.. لا لن يعرفنا الموت الا بحماية نقيض.. فشدة اللمعان لا تختلف باعمائها عن ظلمة ولا تختلف الظلمة عن نتائج التدحديق بفوهة شمس.
- كن في نقيضك تبقى من انت وكن في توحدك ستكون لاشيء... كيف ادخل اليك بالكلمات المتينة الخاوية من طول الرحيل وغدر الاصدقاء؟ كيف نتخاطب نحن الذين تعاهدنا على اسماء النبل كلها وافتتحنا تاريخ الرب بغدر قربان حملناه كل الغسيل والتطهر لانه اجمل المغفلين وابله الاصدقاء، فكم تكون بلها تكن وفيا.. فكيف تطلق الحب ان لم يصبح سلاما لاغفائتك حين لا تعرف ان تكون حذرا فانت تطلق الحب حتى الثمالة، لعل نصف الثمالة خيانة.. ايها الولد الذي تعاهد اول الرحم واخر القبر على تكسير الايقونة وهدم الاصنام دون ان ينسى هدم فاسه، لئلا تصبح الوثن الجديد فاللغة تخفي كل اوساخ المصلحين وشره الرهبان بل وتقشف الزاهدين/ تخفي اليقين في نثار التبدد بالظنون، وقد اضجر رحيلنا كثرة ان نتذكر الاله حيث نهدر دم ابليس،فلا نذكره دون شيطان، لان الذكرى تمتنع عن حدوثها ان غاب ضدها النسيان.. تلك كوارث الالزام المصيري للغة، تلك موازاة ازمة ياء النسب فالكسرة والضمة بسرقات النفط والاقتصاد الوطني! تلك مطاوي الخداع اللغوي.
اضجرتنا خصومات اسراائيل، وبكاء طل لم تحم دموعه كثرة الاطلال، وحيث تصاب اللغة بالضجر نرتكب هفوة الشعر، ان ننفخ القراب بالبلاغة دون ان تحوي قطرة ماء للرحلة هذه.. ولكن هل يتزود سفراء ndash; من سفر- الطوفان بقراب الماء؟ تلك هي سردية نوح في الانظمة اللغوية، تلك التي ماتزال تراهن على قوة السحر وتنويم الاثارة للوعي، فتمر خدعة ان يكون السكوت مقدس،حيث ننسى من الزوجين اثنين!! تلك الكائنات التي بقيت تحت السفينة! وانبهرنا بمغلاق اللغة quot; من كل زوجين اثنين quot; ثم جاز لهفوة الالهة وفرط سهوها ان يكون قصدا في سهوه ليعبر كل الطغاة من اجازات السهو والهفوات الجليلة.
نعيم الياس له طاقة الاختراق من ضجر الكلمات المدورة،فاضجرنا نعيم ياسك وانسانى نصف الحق نصف الباطل، حيثما تكون اللغة وبالتالي يجمع النصفين الى اننا نصبح بلا شيء،ولكن ليس لاشيء.. فردوس البنج والخدر الذي انسانى زحام اجسادنا يمكنه ان يذكرنا، حيث تحل العلل دفعة واحدة،فيكون اينشتين موضع بحث في طب الاسنان،ويكون بودلير او التوحيدي عرضه الدروس امراض الملاريا او بحث في رياضة الصباح.. هل يمكن ان يكون هكسلي في سباق البيسبول ويصبح سبينوزا تاجر بالات؟ تلك الثيمياء الشرطية والاعماء البديهي للرمز.. نعم ليس كثيرا على اللغة او على الاوغاد هذا،حيث تلزم انظمة العدالة والاشمال البيولوجي ان يصبح ابن الرشد حارسا ليليا،وينتهي خالد بن الوليد بجريرة تهمة جنسية ليموت في مذلة حاجب لا علياء فارس، بل يصبح طارق بن زياد متسول وينتهي للاعتفاد جوعا ابو حيان التوحيدي فملوك امية تحت بساط العشاء الهمجي لابي العباس السفاح (عرفت تماما كيف تحدث مؤامرة مع الاعداء كي لا يصبح فلانا بطلا ليموت شعب وتباد احلام لاجل ان لا تسجل الكامرات صورا اكثر لذلك الزعيم لشعبه والرمز لتاريخه وهو الاخس بين ضباع الثورة.. اتذكره.. اعرفه ولكن ثقل اللسان عن الكلام وتاخر الوقت للفضائح.. لاجل بضعة صور وجني مادة درامية تطرب السماع العربية والاسلامية ينهدم مخيم على رؤوس اهله وبصرخ القادة: هل من مزيد للشهداء؟ فمن يدفع للحياة ان لم ينتصر الموت على الجبهات؟ انه اخطر اسواق الموت ذلك الذي جعل الفلسطيني عارضة للموت والسجون والتشرد ليزيد الطغاة مادة مدفوعة الثمن للتطهر بالمجدليات وستر عيوبهم بالرجم).. كثيرا ما عرفنا التاريخ، خساسة اسماء كبيرة،تحصنت بخوفنا وخجلنا العزف على وتر الاستحياء وجيوش من المخصيين وغلمان الفقه ومغاليق البيان والبلاغة.. كل ذلك جعل كثيرا من الاعمال الخبيثة والاسماء الخسيسة ان تتحكم في توجيهنا من خلف القبر ومن موت عمره مئات السنين وعبر الاحداث التافهة تحدد اولياتنا في الحاضر فيصبح واو العطف اهم من تبليط الشوارع والري وازمة الكهرباء والخبز.. حمتها قوة التبنيج الادبي فلن نتذكر قباحتها لان العصمة تمنحها حصانة القبح، فمزاج الطاووس بين الغربان!!.
وحين نتشجع في معرفتها، تصغر حتى تمسي اقل من ذبابة رتيلاء في خرابة، طنينة بصوت نحل، فما اسوء الاقدار التي ساوت بين رتيلاء الذباب وطنين النحل.. انها العدالة البيولوجية تلك التي جعلت البغل اكثر نشاطا من اعضاء هوميروس.. اجل كان العمى نعمة ان حل بطه حسين او بورخوس لكنه يصبح الثمن الاكيد على اختراق وصايا الاطباء ومواعظ الانبياء، فخرافة زرقاء اليمامة التي كذب ادعاءها غاليلي، حين عرفنا باحديداب الارض، وامتناع البصر من عبور السواتر! كذبة اخرى تنتزع نفسها من زجاج الايقونة وتنكسر في النسيان والبداهات العمياء. ولكن يبقى قمر فيروز هو الباقي وان قدمت وكالة ناسا قمرها القاحل.. فما يبصره العشاق لا يمحوه العلماء لان نظام الوهم هو الابقى في كل حين وكل الاحوال امام حقائق هي الوقاحة الشريرة بعينها، لكن الوهم بالغ في نعمته واصبح الاخطر في نظام الامل، مما يقدمه الياس في شكل حقيقة وقحة.
تلك قصتنا المؤتسية على الارض..هي طويلة في الكلمات وقصيرة في اللحم والدم / هي ذات قصة الزمن المخيف.. ذلك الذي تلون بين داروين واينشتين والانبياء في القص العتيق.. االانتساخ المريع لقصص التكوين في كل حين منذ ان حلت الدائرة في سومر الى عصر الميكروات وانهيار الزمن فسقوط الجغافيا على شاشة صغيرة وربما القادم هو تجاسد القصد العدمي.. من قصائد سومر حتى تعقيدات دريدا فبشارة فوكوياما الاحتفالية ككل موضات التاريخ.. من هوميروس حتى برنامج الفيزتا ndash; نسبة الى برنامج الكمبيوتر ndash; الى مؤرخات المستقبل المفزعة، حيث وتنهار انظمة التمييز ليصبح الضوء ظلمة ويمسي الماضي امامنا والقادم خلفنا، تنعدم كلاسيكيات اللحم والعظام،وتصبح البشرية في حوار مع تيه النسخ،وتكون الناس تمشي دون ظلال! وبظلال من لحم ودم،بل كل يجر نسخه خلفه،ويربي نفسه في نسخه،او يعيد صياغة ماضيه في حاضره ليؤرخ مستقبله بلا منتهى بل في بدء. حينها تسقط الحياة عندما تختفي بلاهة ان لا تعرف، فالجهل هو الطاقة المحركة للنظام الحيوي، ومن دونها لا مبرر ان نستمر حيث نعرف العاقبة اول يوم في ولادتنا، وهنا يسقط الحلم اللغوي القديم للابدية الذي لعب على نصفه الكلامي لا الواقعي، كل العرافين وسفراء السماء،حتى حل كعنصر ينتمي لألاعيب الكلام وخواء الانفعال.. تلك هي قصة مرورنا على الفراديس المضجرة حيث نعمة إنا عصينا الخالق في ذروة الاعطية،ونعمة إنا استبدلنا ابدية البله بقصر الوجود.. كيف نفسرها؟ ابدية ملاك اعمى بقصرر شيطان مبصر- ذلك هو التورط في صفقة غير متدينة قامت على قواعد العصيان والخطا، حيث كل محاولات التدين تصبح محوها، أي محو الصفقة فشطب الحياة!!ذلك منطق المغالاة في التطهير وليس التخفيف ndash;
ففي حضرة الرب لم نختر الشيطان وحسب بل عصينا رغبة الشيطان ولم نتبع رغبة الاله.. هي ظنون صعبة جاز اهمالها وسكوتها / هي الحلقة الشرطية لغموض وجهل يرفدنا في البهجة البلوه ndash; من بله- المسرة الامية فالموهبة التي رفضت مقاعد الدرس لتبني مجد معرفتها في الشوارع والوقائع، حيث عرفت كيف تتاخى الكلمات مع اللحم والدم.
www.amirdaraji.com