أوباما حسين... أ. حسين... ولوهلة يكاد الإسم ينحصر بحسين لا أكثر.
وعلى ما يبدو فإن الـquot;حسينquot; الذي وقع بين بارك وأوباما جعل - للعرب على الأقل- كل شيء ينتفي ولا يبقى سوى الإسم الأوسط لرئيس الولايات المتحدة الأميركية.
ربما على الأرجح علينا في هذه المرحلة أن نردد لازمة أهمية وصول رئيس من أصول أفريقية الى البيت الابيض ، ومدى روعة الديمقراطية التي أوصلت باراك حسين أوباما، بأسمائه الثلاثة إلى أعلى منصب في البلاد.
حين ردد quot;أنا باراك حسين أوباماquot; أصيب البعض بتاريخية اللحظة، فتحوّلوا إلى جماهير مذهولة أمام وقع الكلمات الثلاث تلك.
لعلها لحظة تاريخية لمن سيمسهم ذلك التاريخ بسحره الأسمر، ولعلها لحظة عابرة في حفل تنصيب رئيس يحلو أن نعتقد أنه سينقذ العالم.
لكن الواقع يبقى أن أوباما سيخرج على الأرجح من فترته الرئاسية بثوب quot;الفارس quot; الذي ألبس فور فوزه. لكن الأكثر واقعية من هذا كله هو أنه حتى لو أراد إطلاق العنان لغريزته التدميرية على غرار سلفه بوش، فلن يجد ما يمكنه تدميره.
فالرئيس الأسبق جورج بوش لم يترك له شيئًا... غزة تترنح تحت وطأة دمارها ودماء شهدائها وعذابات جرحاها وجوع سكانها وعوزهم وتشردهم.
العراق يقف عاجرًا أمام التفجيرات والتطهير الطائفي والعرقي الذي ما زال ساري المفعول حتى الآن.
لبنان، سوريا ولبنان وطبعًا محاور الإعتدال العربية بمواجهة دول اللإعتدال وحركات المقاومة... توتر في أوجه بين الهند وباكستان..علاقات متوترة بين روسيا وأميركا... أزمة كبرى بين روسيا وجورجيا.. مأزق أفغانستان..النووي الإيراني..الحرب الشاملة ضد الإرهاب..البحث عن بن لادن..
وطبعًا الاقتصاد العالمي..الأزمة الأكثر إلحاحًا التي ألمّت بالعالم بأسره. والاحتباس الحراري الذي يهدد كل من يدب على هذه الارض، المتأملين خيرًا بأوباما والمتشائمين من عهده وحتى اولئك الذين لم يسمعوا بإسمه يومًا.
يأتي أوباما على صهوة جواده بخطاب مبهم تجاه العرب بشكل عام على وقع حرب غزة التي خلفت مأساة ونكبات وحصار مستمر وتصريح صريح ومباشر حول ضرورة حماية أمن إسرائيل.
خطاب لم نكن لنتوقع ما هو أقل وضوحًا منه. لفتة اوباما تجاه العالم الإسلامي لم تكن على القدر الإيجابي الذي خرج به الاعلام العربي تحليلاً وتمجيدًا لجملته اليتيمة حولهم.
ومع ذلك، يبقى الأمل موجودًا تجاه رئيس لا يمكنك حتى الآن أن تحبه او أن تكرهه.
يبقى الأمل بالتغيير الموعود موجودًا مع هامش من الحياد الذي يعد quot;طارئًاquot; إيجابيًا تجاه أي رئيس اميركي وسياساته الموعودة.
في غزة حسين أيضًا... حسين الذي لا علاقة له لا بأصول افريقية ولا برئاسة ولا بغد موعود.
في غزة كربلائية الحسين.. بمظلوميتها وبدماء الحق التي أهدرت وبالنساء التي شردت والأطفال التي حرقت أجسادُها ونهشت الكلاب لحم فتاة السبعة ايام.
كربلائية طفل إقتلعت عينيه من مقلتيهما وفتاة بترت ساقيها.. وبكل الفظائع والمجازر التي مورست بحق المدنيين.
الظالم والمظلوم، ظلم إسرائيل وظلم صراع داخلي، وظلم عالم بأسره.
تظهر حركة فتح بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار متهمة حماس بسرقة المعونات وقتل المدنيين. ظهور لا يوازيه quot;قرفًاquot; سوى الألسنة المتدلية أمام الملايين العربية الموعودة.
ماذا لو سلمت الأموال الى حكومة فتح، ماذا لو تكرر سيناريو لبنان وسلمت الاموال الى الحكومة التي تعتبر حركات المقاومة quot;مغامراتquot;. عمرو موسى اعلن ان الأموال لن يتم تسليمها الى أي طرف من الاطراف وانما الى لجنة عربية. فما الفرق حقًا بين تلك اللجنة وquot;اللجانquot; الحكومية؟!
quot;حسينquot; غزة لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد الـquot;حسينquot; الذي وقع بين باراك واوباما... فهو مجرد إسم لا يقدم ولا يؤخر... فلا سياسة أميركا ستتغير ولا العرب سيتحولون إلى اصدقاء هذه الدولة على حساب أمن إسرائيل.
فليذهب امن جميع الدول الى الجحيم امام امن quot;الصديقة والحليفةquot; إسرائيل.
لكن أوباما حسين يعلم أن غزة فرضت نفسها، ويعلم ان اي سياسة مجحفة تجاه هذه البقعة المنكوبة من ارض فلسطين المحتلة لن تمر بعد الآن.
فحسين غزة لا يصادق إسرائيل... وحسين غزة ملحمة لا تنتفي ولا تنتهي. حسين غزة قضية لن تموت ولن تزول ستبقى هناك طالما هناك من يشعر بذلك quot;الهديرquot; يرتفع بين ضلوعه.
حينها اعلم يا عزيزي القارئ انك بخير... اعلم انه طالما ذلك الهدير الخافت يعلو بين حنايا ضلوعك شيئًا فشيئًا حتى يكاد ينفجر ويصم اذان من حولك، حين ترى الظلم والقتل والاستبداد.. حينها اعلم انك لا تزال حيًا. واعلم انه لو جاء الف رئيس اميركي يحمل اسم حسين او محمد او احمد او عمر، فإن ذلك لا يعني شيئًا على الإطلاق.
فلن يأتي اوباما حسين ولا غيره لإنقاذنا. فاحتفظ بذلك الهدير، فروايات بطولاتنا كثيرة وبطولات quot;كربلائيتناquot; اكثر... ومع ذلك ما زال نبضنا موجودًا... لأننا نحن نؤمن بالحرية. ومن يعرف قيمة الحرية اكثر ممن فقدها ومن سلبت منه.
فلتكن الأسماء لهم ولتكن العزة والحرية لمن لا اسماء لهم... لمن يحتفظون بهدير quot;الحياة quot; والحرية في قلوبهم.