حسنا يفعل أوباما عندما يولي أهمية استثنائية للموضوع الفلسطيني، ويضغط على نتنياهو ليكون أكثر مرونة في الموقف من حل الدولتين. أوباما في هذا لا يخط نهجا جديدا، فقد أعار بيل كلينتون قبله ذات الأهمية، واستطاع استحصال صفقة كبرى من باراك لصالح القضية الفلسطينية، لولا رفض عرفات حال عودته من الولايات المتحدة؛ وجورج بوش الابن طرح في بداية ولايته الثانية مبدأ حل الدولتين، وأرسل كونداليزا رايس للمنطقة في زيارات مكوكية لتذليل العقبات، وتقريب وجهات نظر أطراف النزاع.
إن أوباما يبدو شديد الاستعجال، حتى انه يحسب بالأيام والأسابيع ثم ببضعة شهور على أكثر تقدير، وهذا طموح نتمنى له كل النجاح، ولعل لديه معجزة تاريخية لحل المشكلة الفلسطينية الحساسة، المعقدة، المزمنة منذ عقود، في وقت قريب ndash; هذه القضية التي يعتمد على حلها حلا عادلا دائما الكثير من استقرار المنطقة وإمكانات التضييق على المتطرفين والإرهابيين، الذين يستغلون القضية الفلسطينية لمآربهم ومشاريعهم السياسية المعادية للديمقراطية وللمصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني.
إلى هنا، وموقف الإدارة الأميركية سليم، ويستحق التأييد والترحيب، ولكن ما لا نفهمه هو موقف أوباما من النووي الإيراني. إنه هنا يبدو غير مستعجل، وسيبقى منتظرا حتى آخر السنة، كما يقول، وهذا بالضبط ما تريده القيادة الإيرانية، ويصب في خدمتها،أي شراء الوقت.
إن المعضلة في رأينا هي أن النووي الإيراني هو الآخر مشكلة شديدة الاستثنائية والخطورة، وإن استمرار التلكؤ الأميركي يعني فوز إيران بالوقت ليكون حليفها القوي، فيما تمضي في مشروعها النووي العسكري، وتواصل التمادي في تخريب المنطقة وفي تعطيل الحل السلمي لنزاع الشرق الاوسط.
إن نظام خامنئي ndash; باسداران لم يعد يكتفي بتدخله في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين والبحرين، بل راح يدعم الإرهابيين في اليمن، ويعزز آمال الانفصاليين رغم تأكيدات لاريجاني المراوغة. بل أكثر من ذلك، راحت إيران ترسل السلاح لأريتيريا لتزود بها المتمردين الإرهابيين في الصومال؛ وبينما ترسل إيران باخرتين حربيتين لمياه عدن وبحر العرب، فإنها تخطط أيضا لتأسيس قاعدة حربية في أريتريا.
ليس هذا وحسب، بل إن العلاقة مباشرة بين عملية السلام والنووي الإيراني ذلك لأن إيران وسوريا تعارضان الحل السلمي وتزودان حماس والجهاد الإسلامي بالسلاح، لإفشال كل أفق لحل سلمي على أساس الدولتين.
بناء على ما مر نرى أن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي العمل في نفس الوقت وبنفس الهمة والحماس تجاه كل من القضية الفلسطينية وقضية إيران.
لقد استغلت قوى التطرف سياسة أوباما الرقيقة، حتى إن السيد نصر الله راح يهدد بإقامة جمهوريته الإسلامية في لبنان، وإيران صارت لا تعبأ بأي تحذير أو شبح عقوبة.
لقد لخص ليون بانيتا، مدير quot;سي. آي. إيهquot; بوضوح خطر إيران الداهم في حواره مع رئيس تحرير quot;غلوبال فيو بوينتquot;، والمنشورة ترجمته في quot;الشرق الأوسطquot; عدد20 الجاري. يقول بانيتا إن إيران تسعى للهيمنة في المنطقة عن طريق الفوضى في العراق، وبعلاقاتها بسورية وحماس وحزب الله، ويضيف أن إيران مستمرة في تطوير تقنية تخصيب اليورانيوم والصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية.
الخلاصة: إن بذل الجهود الأميركية المركزة لإنجاح عملية السلام على أساس الدولتين، يجب أن تقترن بها، في نفس الوقت، جهود مماثلة للجم المشروع الإيراني والتدخل الإيراني المتفاقم والمتسع في شؤون المنطقة، وعلى الأخص التخريب الإيراني والسوري لمساعي السلام.
إن الضغط على إسرائيل مطلوب، ومطلوب أيضا ممارسة الضغوط على كل أعداء الحل السلمي في الجانب الآخر، وفي المقدمة إيران وسوريا وأدواتهما الفلسطينية والعربية.
إن أوباما يبدو شديد الاستعجال، حتى انه يحسب بالأيام والأسابيع ثم ببضعة شهور على أكثر تقدير، وهذا طموح نتمنى له كل النجاح، ولعل لديه معجزة تاريخية لحل المشكلة الفلسطينية الحساسة، المعقدة، المزمنة منذ عقود، في وقت قريب ndash; هذه القضية التي يعتمد على حلها حلا عادلا دائما الكثير من استقرار المنطقة وإمكانات التضييق على المتطرفين والإرهابيين، الذين يستغلون القضية الفلسطينية لمآربهم ومشاريعهم السياسية المعادية للديمقراطية وللمصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني.
إلى هنا، وموقف الإدارة الأميركية سليم، ويستحق التأييد والترحيب، ولكن ما لا نفهمه هو موقف أوباما من النووي الإيراني. إنه هنا يبدو غير مستعجل، وسيبقى منتظرا حتى آخر السنة، كما يقول، وهذا بالضبط ما تريده القيادة الإيرانية، ويصب في خدمتها،أي شراء الوقت.
إن المعضلة في رأينا هي أن النووي الإيراني هو الآخر مشكلة شديدة الاستثنائية والخطورة، وإن استمرار التلكؤ الأميركي يعني فوز إيران بالوقت ليكون حليفها القوي، فيما تمضي في مشروعها النووي العسكري، وتواصل التمادي في تخريب المنطقة وفي تعطيل الحل السلمي لنزاع الشرق الاوسط.
إن نظام خامنئي ndash; باسداران لم يعد يكتفي بتدخله في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين والبحرين، بل راح يدعم الإرهابيين في اليمن، ويعزز آمال الانفصاليين رغم تأكيدات لاريجاني المراوغة. بل أكثر من ذلك، راحت إيران ترسل السلاح لأريتيريا لتزود بها المتمردين الإرهابيين في الصومال؛ وبينما ترسل إيران باخرتين حربيتين لمياه عدن وبحر العرب، فإنها تخطط أيضا لتأسيس قاعدة حربية في أريتريا.
ليس هذا وحسب، بل إن العلاقة مباشرة بين عملية السلام والنووي الإيراني ذلك لأن إيران وسوريا تعارضان الحل السلمي وتزودان حماس والجهاد الإسلامي بالسلاح، لإفشال كل أفق لحل سلمي على أساس الدولتين.
بناء على ما مر نرى أن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي العمل في نفس الوقت وبنفس الهمة والحماس تجاه كل من القضية الفلسطينية وقضية إيران.
لقد استغلت قوى التطرف سياسة أوباما الرقيقة، حتى إن السيد نصر الله راح يهدد بإقامة جمهوريته الإسلامية في لبنان، وإيران صارت لا تعبأ بأي تحذير أو شبح عقوبة.
لقد لخص ليون بانيتا، مدير quot;سي. آي. إيهquot; بوضوح خطر إيران الداهم في حواره مع رئيس تحرير quot;غلوبال فيو بوينتquot;، والمنشورة ترجمته في quot;الشرق الأوسطquot; عدد20 الجاري. يقول بانيتا إن إيران تسعى للهيمنة في المنطقة عن طريق الفوضى في العراق، وبعلاقاتها بسورية وحماس وحزب الله، ويضيف أن إيران مستمرة في تطوير تقنية تخصيب اليورانيوم والصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية.
الخلاصة: إن بذل الجهود الأميركية المركزة لإنجاح عملية السلام على أساس الدولتين، يجب أن تقترن بها، في نفس الوقت، جهود مماثلة للجم المشروع الإيراني والتدخل الإيراني المتفاقم والمتسع في شؤون المنطقة، وعلى الأخص التخريب الإيراني والسوري لمساعي السلام.
إن الضغط على إسرائيل مطلوب، ومطلوب أيضا ممارسة الضغوط على كل أعداء الحل السلمي في الجانب الآخر، وفي المقدمة إيران وسوريا وأدواتهما الفلسطينية والعربية.
التعليقات