"من أي فوق"..؟ لا ندري، وما مدى هذا الـ"فوق"..؟ لا نعرف، ولكنه "فوق" على أي حال"، والقصة ببساطة أن هناك همس وغمز ولمز في الشارع المصري مضمونه أن الكابتن حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، "جاي من فوق"، أي تم تعيينه في منصبه بقرار سيادي، والقرار السيادي في مفهوم الإعلام هو "وزير الشباب والرياضة"، ولكن في مفهوم "السوشيال ميديا"، والمفهوم الشعبي قد يكون "أعلى من ذلك بكثير".

كل الاحترام لـ"فوق" ولكن!
وبعيداً عن الجدل حول الجهة التي رشحت وعينت حسام حسن مديراً فنياً لمنتخب مصر، وهو بالمناسبة يحظى بدعم شعبي بدرجة ما، ولكن بالنسبة إليّ ومع كل الاحترام لـ"فوق" وللجماهير التي تساند حسام حسن مديراً فنياً للمنتخب المصري، ومع الاحترام لتاريخه الأسطوري كأفضل مهاجم وهداف في تاريخ الكرة المصرية، إلا أنني لا أراه مديراً فنياً لمنتخب مصر، ولكن لماذا؟

أين التأهيل والشهادات واللغات؟
حسام حسن لم يحصل على التأهيل الكافي، ولا الشهادات التدريبية التي تجعله مديراً فنياً لأحد أكبر المنتخبات في العالم العربي وأفريقيا والشرق الأوسط، وهو لا يجيد لغة سوى العربية، ومن ثم لن يتمكن من متابعة الجديد في عالم التدريب، ولن يتمكن من معرفة تكتيك ومعلومات المنتخبات المنافسة لمصر، خاصة أن المنتخب المصري مرشح بقوة للوصول إلى كأس العالم.

فضيحة كرواتيا
ومن تابع مباراة مصر وكرواتيا الودية الدولية التي انتهت 4-2 للكروات مع الرأفة، يدرك أن حسام حسن لا يعلم شيئاً عن تكتيك المنتخب المنافس، بل يفكر فقط في جانب واحد يتعلق باللاعبين المصريين، وهذا لا يصلح في عالم التدريب، فالمعادلة 50-50، أي نصفها لفريقك، والنص الآخر للفريق المنافس الذي يجب أن تعلم عنه وعن أسلوبه كل شيء.

يغازل الجمهور على حساب صلاح
كما أن حسام حسن فشل بامتياز في إدارة ملف النجم محمد صلاح، وتعامل معه بمنطق جماهيري خاضع لفكر السوشيال ميديا، والمنطق الغريب الذي يقول إن منتخب مصر أكبر من صلاح، وصلاح لا يقدم شيئاً لمصر، ولم يهتم حسام حسن باحتواء الأمر، بل حاول أن يسرب لنا مقدرته على الاستغناء عن صلاح، وحسام حسن نفسه هو الذي قال في كأس أمم أفريقيا الأخيرة إنَّ "منتخب مصر لديه رجال ولا يحتاج لصلاح"، وهو تصريح أقل ما يقال عنه أنه ليس عقلانياً، أو أن حسام أطلقه لمداعبة المزاج "الشعبي".

فرض النجاح "ضعيفة"
بالرغم من كل المبررات التي تقول إنَّ حسام حسن لديه فرص نجاح ضعيفة في قيادة منتخب مصر، إلا أنني أتمنى أن أكون على خطأ، وإن كنت على يقين بأن "الروح" و"الحماسة" و"الدافعية" لا تكفي في عالم كرة القدم اليوم، لأنه ببساطة يقوم على الفكر والتكتيك، وقراءة المنافس، والدفع بأفضل العناصر، واحتواء النجوم مثل صلاح وغيره، والقدرة على التعامل مع الإعلام الشرس، والسوشيال ميديا الأكثر شراسة، وكل هذه المقومات أو غالبيتها لا يتوفر في حسام حسن.