لطالما كانت الإنجازات العالمية عنصرًا فعالاً في تحسين سمعة المؤسسات أمام جمهورها الداخلي والخارجي، بجانب كونها فرصة ثمينة لإيصال رسالة اتصالية، تعزز من الصورة الذهنية الإيجابية عن المؤسَّسة.

واستثمار هذه الفرص لا يكون إلا بوجود عقليات قيادية فَذَّةٍ، لديها القدرة على استثمار الإنجازات: اتصاليًا، وإعلاميًا، وإداريًا. إنَّ فن استثمار الإنجازات العالمية، يعني توظيفها باحترافية عالية، من خلال القيام بخطوات، أو ما يطلق عليه "البروتوكول".

ولكن قبل ذلك، توجد خطوات تمهد لتحقيق الإنجازات العالمية، تلك الخطوات بمثابة خارطة طريق للوصول إلى العالمية، تبدأ بما يلي:

1. المتابعة المستمرة لأهم المعارض، والمسابقات، والجوائز العالمية في المجالات ذات العلاقة بالمؤسسة، مثلًا في المؤسسات التعليمية، تعد معارض الاختراعات، الجوائز العلمية، والثقافية فرصًا واعدة لتحقيق الإنجازات.

2. تحديد نقاط القوة لدى المؤسسة: مثلًا في المؤسسات التعليمية، يمثل الطلبة، وأعضاء الهيئة التدريسية، ،الإدارات المختلفة، نقاط قوة يمكن استثمارها.

3. حصر المبدعين في المؤسسة، من مختلف المجالات، وتكوين لجان دائمة لمتابعة شؤونهم، وتوفير بيئة داعمة لتطوير إبداعاتهم، ومنحهم محفزات مالية ومعنوية.

4. تحضير المشاركات، والمنجزات بصورة متكاملة، مع الاستفادة من التجارب السابقة، والتعرف على معايير التحكيم والاستعانة بمختصين.

5. التقديم على المنافسات العالمية، كل مشاركة وفق ما ينطبق عليها من معايير وشروط.

الخطوات السالف ذكرها إجابة مختصرة لتساؤلٍ هام مفاده: كيف نُحقق الإنجازات العالمية؟

تساعدنا تلك الخطوات على تجنب الارتجال والعشوائية، والعمل بشكل منتظم، يضمن الوصول السليم للإنجازات العالمية.

ولكن، هل يكفي تحقيق الإنجاز؟ وما الخطوات التي تليه مباشرةً؟

هنا بدأنا بالدخول إلى المحك الرئيس في المقال، "فـن اسـتثمار الإنجازات العالمية"، تلك العملية الهامة، والضرورية، التي لا تقل أهمية عن أي مراحل وخطوات سبقتها.

إن تحقيق الإنجازات، لا يكتب له التمام إلا باستثمارها جيدًا. ولهذا الاستثمار ثلاث مراحل مترابطة تضم خطوات، أتصور أنها تبدأ بما يلي:

المرحلة الأولى (ما قبل تحقيق الإنجاز)

1. توجيه فريق إعلامي للقيام بتغطية تفاصيل الرحلة للمشاركين من نقطة الانطلاق حتى نقطة الوصول.

2. توجيه فريق إعلامي للقيام بتغطية المشاركة، وأخذ صور، ومقاطع مرئية للمشاركة والمشاركين في مقر المنافسة العالمية.

3. نشر المؤسسة لخبر يفيد بمشاركتها بالمنافسة، مع تفاصيل المشاركة والمشاركين.

4. التنسيق مع جهات إعلامية رسمية وغير رسمية لتداول الخبر.

5. خلق حالة من الترقب والحماسة لدى الجمهور الداخلي والخارجي للمؤسسة.

المرحلة الثانية (أثناء تحقيق الإنجاز)
1. تغطية إعلامية لأجواء إعلان النتائج.

2. تغطية إعلامية شاملة لمشاعر المشاركين.

3. تغطية إعلامية شاملة لإعلان النتائج.

4. نشر فوري لخبر الفوز وأسماء الفائزين، ومراكزهم في منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة.

5. التنسيق مع جهات إعلامية رسمية وغير رسمية لتداول الخبر، وتزويدهم بما يلزم من مواد خام (صور، فيديوهات، بيانات...إلخ).

6. التنسيق مع جهات إعلامية رسمية، وغير رسمية لعمل تغطية إعلامية لمشاعر الفائزين بعد تحقيق الإنجاز، في مقر المنافسة.

المرحلة الثالثة (ما بعد تحقيق الإنجاز)
1. إقامة استقبال احتفالي للفائزين، فور وصولهم إلى المنافذ البرية أو الجوية.

2. تغطية إعلامية شاملة لرحلة الوصول، والاستقبال الاحتفالي.

3. التنسيق مع جهات إعلامية رسمية وغير رسمية لعمل تغطية إعلامية لاستقبال الفائزين في المنافذ البرية، والجوية.

4. استقبال قيادات المؤسسة للفائزين وتهنئتهم، ونشر الخبر.

5. التنسيق مع كبار المسؤولين في: المنطقة، المدينة، المحافظة لاستقبال الفائزين وتهنئتهم، ونشر الخبر في منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة، والجهة المهنئة.

6. الإعلان عن تقديم حوافز للفائزين، تقديرًا لجهودهم، مثلًا الطلبة الفائزون بجوائز عالمية في معارض الاختراعات تقدم لهم: مكافئات مالية، ومِنَحْ دراسية لبرامج الدراسات العليا، أو فرص استقطاب وظيفي مرموقة داخل المؤسسة، أو ترقيات استثنائية نظير تميزهم.

إنَّ ما تم التطرق له من مراحل، وخطوات، ليس إلا تتويجًا لجهد طويل، بذله مبدعون اجتهدوا ليل نهار للوصول إليه. وأقل ما يمكن تقديمه لهم، هو تلك اللفتات التي قد تحدث فارقًا كبيرًا في حياتهم، وتحفز غيرهم على العطاء، وتحسن سمعة المؤسسة أمام جمهورها الداخلي، والخارجي.

وأيّ محاولة للتقاعس عن تنفيذ تلك الخطوات، وتجاهل الإنجازات العالمية، هي ممارسة متعجرفة تدل على وجود فشل مهني في تأدية الرسالة الاتصالية، ومن يقف خلفها أفراد غير مؤهلون يعتمدون على الارتجال والعشوائية في عملهم، غير مراعين مصلحة المؤسسة التي يعملون بها.