يعلم مجرمو الحرب أنَّ وقفَ إطلاق النار سيكون بمثابة إطلاق النار على أنفسهم، يُذكرهم بذلك صخب الداعين إلى محاسبتهم والإنقلاب عليهم، وهتافات ذوي الأسرى التي لا يغطيها إعلامهم بشكلٍ كافٍ. لهذا يواصلون السباحةَ في براكين الدم بحثاً عما يُسمى نصراً يُداري فشلهم في احتلال ذرة رمل أخرى والقضاء على المقاومة.

ومع التحوّل التاريخي في الرأي العام الذي تبلور على يد أجيال واعية من طلبة الجامعات في الغرب، أصبحت فكرة القبول بالدولة الفلسطينية أقرب من قبل، أمَّا احترام القرارات التشريعية الدولية لحقوق هذه الدولة فهو الأمر الذي لا يجرؤون على الاعتراف به. لكن عاجلاً أم آجلاً، سترغمهم القوى العظمى المساندة لهؤلاء المجرمين على القبول بحلّ الدولتين، حيث لا مفر منه لوقف الحرب.

إقرأ أيضاً: كيف أحبط الإعلام الرقمي البروباغاندا الغربية

الاستمرار بالحرب لا يعني نصر الطاغية، بل خسارته في قيادة شعب يُصر على التحرر من قيادته. ولو مُنح هؤلاء فرصة التخلص من الكيان ستُصبح شوارعهم المحتلة خاوية على عروشها، وستُصبح كذلك بالفعل بعد عودة الأسرى. فبحسب الصحف العبرية ما لا يقل عن 470 ألفاً فرّوا من الدولة المحتلة منذ بداية الحرب، وهذا العدد لا يشمل آلاف العمال الأجانب واللاجئين والدبلوماسيين.

إقرأ أيضاً: تحوّلات الكتابة في عالم الذكاء الاصطناعي

بالمقابل، ما يجري على صعيد الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، والمرشحة بالازدياد في ظل الحرب القاتمة، تُحركها مجتمعات دولية مؤيدة لوقف الحرب وإنقاذ الأطفال، وحربهم باتت تحقق نتائج عكسية، وداعمهم المُتردد عاجز ومُتحفظ أمام ما يجري في الشوارع والجامعات، والعالم بأسره يُجمع اليوم على حل سياسي يُنصف الفلسطينيين. لذلك فإن الاعترافات الأوروبية والمواقف التي تشكلت بعد تصويت الجمعية العامة ومجلس الأمن كفيلة بالتوجه نحو حلّ الدولتين، واللاسياسة التي ينتهجها المجرمون آيلة إلى السقوط قريباً.