عزيزي العربي عاشق الكرة العالمية.. هل أنت مواليد مدريد؟ أم أنك فرنسي الأصول؟ ربما تكون انجليزي الجذور، ما أريد قوله ببساطة "استمتع بحمى البدايات ولا تشغل نفسك بهموم النهايات" في منافسات يورو 2024.

نعم.. كل الاحترام والتقدير لارتباطك بايطاليا، أو اسبانيا أو فرنسا، ولكن لماذا نستبق دائماً المتعة الكروية بلعنة ما يسمى "التوقعات" ومن سيكون البطل؟ وغيرها من التساؤلات التي تخنق متعة كرة القدم، نحن أمام شهر كامل من المتعة الكروية، وعلينا أن نستمتع دون توتر، علينا أن نستدعي أدرينالين السعادة، وليس هرمونات التوتر، علينا الاحتفاظ برصيدنا من التوتر لمنتخبات بلادنا، وأنديتنا المحلية، أما الكرة الأوروبية فلا يليق بها سوى المتعة الخالصة.

ألمانيا واسبانيا
فعلتها ألمانيا وسحقت اسكتلندا بخماسية، فقالوا البطولة ألمانية، خاصة أنها تقام على الأراضي الألمانية، ثم ظهر الاسبان وصفعوا كرواتيا بالثلاثة، فشعر الجميع بالاحراج لأنهم لم يرشحوا اسبانيا من البداية، على الرغم من امتلاكها منتخباً شاباً أكثر من رائع يعود الفضل في تكوينه للمدرب (المظلوم اعلامياً) لويس انريكي.

فرنسا وانجلترا
وبالعودة إلى ترشيحات ما قبل يورو 2024، فقد رفع الجميع لافتة واحدة تقول البطولة فرنسية أو انجليزية، وهو ترشيح منطقي "نظرياً" ولكن منذ متى وكرة القدم تعترف بالترشيحات؟ أو تقيم وزناً لآراء الخبراء؟ وإذا كانت لم تخضع للترشيحات أو رؤية الخبراء، فهل يجب عليها أن تخضع الآن لآراء "مهاويس السوشيال ميديا"؟

لا تجعله وطنك
الفكرة ببساطة.. قل ما تشاء، وتوقع ما تريد، وكن خبيراً لا يشق له غبار، ولكن استمتع بحمى البدايات دون أن تستدعي توتر التوقعات أو شكل النهايات، كما أن المتعة المرتبطة بالكرة العالمية لها شرط أساسي لا يطبقه معظمنا، ألا وهو أن تكون بلا تعصب لهذا المنتخب أو ذاك، نعم أعلم جيداً أن الارتباط بكيان كروي معين هو الذي يرفع من درجة المتعة الكروية لدى المشجع، ولكن لا تجعل هذا المنتخب وطناً، أو كياناً تتعصب له، فهناك جانب آخر للمعادلة أكثر متعة، ألا وهو أن تستدعي هرمونات المتعة، وليس هرمون الغضب أو التوتر.