في الثاني عشر من آب (أغسطس) الجاري نعى الديوان الأميري الكويتي سمو الشيخ سالم العلي السالم المبارك الصباح رئيس الحرس الوطني وعميد أسرة آل الصباح الكرام عن عمر ٍ ناهز 98 عاماً؛ والشيخ سالم رحمه الله هو أكبر أبناء الشيخ علي سالم المبارك حفيد الشيخ مبارك الكبير مؤسس الكويت الحديثة ويجتمع سموه مع صاحب السمو أمير دولة الكويت الحالي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في الجدّ الثاني.
وبرحيل سمو الشيخ سالم العلي، تطوي الكويت صفحة مشرقة من صفحات تاريخها العريق؛ فقد كان سموه آخر من بقي من أعضاء أول مجلس للوزراء يتشكّل بعد الاستقلال، حيث وضع ذلك المجلس دستور البلاد، وكان الأعضاء هم الرجال الذين أسّسوا نهضة الكويت وتقدمها وازدهارها؛ وقد بدأ الشيخ سالم حياته العملية عام 1959م عند عُيّن نائباً لرئيس الأشغال العامة والبلدية ثم ترأس المجلس البلدي خلال الفترة من عام 1960م حتى عام 1963م، وفي السابع عشر من كانون الثاني (يناير) عام 1962م عُيّن وزيراً للأشغال العامة في أول حكومة شُكّلت بعد الاستقلال وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي؛ وفي الثامن والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام 1963م أُعيد تعيينه وزيراً للأشغال العامة وذلك في الحكومة التي تلت أول انتخابات لمجلس الأمة في تاريخ الكويت، وظلّ رحمه الله على رأس الوزارة حتى استقالته في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1964م، وفي اليوم التالي صدر قرار تعيينه عضواً في مجلس الدفاع الأعلى.
إقرأ أيضاً: جامعة الملك سعود وخصوصية المسؤولية
وفي السادس من حزيران (يونيو) عام 1967م تولى مسؤولية تأسيس الحرس الوطني كهيئة مستقلة عن القوات المسلحة فكرّس جهوده في إنشاء هذا الكيان الحيوي وأرسى قواعد العمل فيه وظل سموه رئيساً للحرس الوطني منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته رحمه الله؛ وفي العام 2001م تم تأسيس (جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية) في خطوة موفقة لتحفيز الجهات الحكومية والخاصة في الوطن العربي لتقديم أفضل الحلول الرقمية والترشح للجائزة سنوياً والتي يبلغ مجموعها مائة ألف دينار كويتي.
إقرأ أيضاً: في ذكرى الغزو العراقي للكويت
وفي التاسع من كانون الأول (ديسمبر) عام 2004م أصدر صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الأسبق رحمه الله أمراً أميرياً يقضي بمناداة الشيخ سالم العلي بلقب (سمو الشيخ) في الكتاب والخطاب؛ رحم الله بوعلي الرجل الحكيم الفذّ وأحد صنّاع تاريخ الكويت وصاحب الأيادي البيضاء التي تُنفق في وجوه الخير المتنوعة إنفاق من لا يخشى الفقر.
التعليقات