في المواقف السياسية المشتعلة، يجب أن يفكر كل صانع محتوى من كُتاب ومعدي برامج ملياً قبل أن يدلي بدلوه فيها، وبالأخص المنصات الإعلامية المحسوبة. فقد يبث أحدهم عمله من منطلق فهمه الخاص لبعض الأحداث، وقد يكون هذا الفهم بعيداً كل البعد عن حقيقة ما يحدث، فيصبح محتواه هنا سلاحاً يستخدمه الأعداء والمتربصون ضد وطنه، دون أن ينتبه لمآلات حديثه أو مقاله أو برامجه.

ولمن يبحث عن أزمات جديدة أو يصطاد في المياه العكرة، نقول إنَّ السياسة الخارجية لأي دولة هي العنوان الرئيسي لتوجهات الدولة، وليس المحتوى الإعلامي المتنوع الصنّاع. وكثير من الدول تتخذ نهجاً عقلانياً في إدارة الأزمات، ولها مواقف ثابتة تحقق فيها مكانتها ومصالحها ومتطلبات مواقفها السياسية، وتحافظ مع ذلك على النمو والاستقرار، وهي تختلف كليّاً عن بعض الدول التي تستثمر الصراعات الإقليمية والقضايا الإنسانية لتحقيق مكاسبها الخاصة.

على كل إعلامي أن يراجع محتواه قبل نشره وبثه، لكي لا يكون ما قدمه ذريعة للنيل من سمعة بلاده من جهات أو أفراد حاقدة أو جاهلة أو عدوة.

الأوطان غالية، والسمعة الطيبة خارجياً مطلب للجميع، والمؤسَّسات الإعلامية والإعلاميون المخضرمون يعون ذلك جيداً، ويدركون أهمية الرسائل ومدى تأثيرها.