رؤية بعض السياسيين تثير التشاؤم، وسلوكهم يزيد الشكوك والريبة، حين يُعتبرون نذير شؤم، حتى وإن تميزوا بأنهم دبلوماسيون مرموقون ويمتلكون قدرات وثقافة عالية، مثل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
على مدار حوالى نصف قرن، قامت إيران بالكثير من الأفعال السيئة، فوزعت الشر وأرسلت رسل الموت في كل مكان يمكنها دخوله، فكان الحصاد القتل والفقد واليُتم.
وعندما رأت إيران أنها أدخلت نفسها في قفص مظلم، لجأت إلى حيل جديدة تتمثل في التملق وادعاء حسن الجوار والرغبة في تخفيض التصعيد في المنطقة، وتحاول إقناع دول المنطقة بالدفاع عنها، وهي دائماً الحريصة على إثارة الفتن وزعزعة أمن واستقرار هذه الدول.
في ظل هذه الظروف، انطلق وزير خارجيتها على غير العادة، وهو المكلف بالملف السياسي والدبلوماسي، متنقلاً بين عواصم الشرق الأوسط بكل ديناميكية منذ أسبوعين، وكان نظراؤه السابقون لا يزورون عواصم المنطقة إلا نادراً.
يحمل وزير الخارجية الإيراني في جعبته رسالتين متناقضتين:
الأولى: طلب الوقوف مع النظام الإيراني وفقاً لحسن الجوار.
الثانية: رسالة تهديد مبطنة بأن أيّ ضرر من قبل إسرائيل يمس إيران، سيدخل المنطقة كلها في حرب شاملة، لم يُحدد أطرافها ولا نطاقها ولا مسرحها.
وببساطة، فحوى رسالته وتنقلاته من عاصمة إلى عاصمة، إذا كانت رسالة للسلام ودعوة للإخاء، فهي رسالة في الوقت الضائع. وإذا كانت رسالة تهديد، فهي نذير شؤم لحرب شاملة تريد إيران توريط المنطقة فيها بسبب حساباتها الخاطئة. فمتى يغادر وزير الخارجية الإيراني الأجواء دون رجعة، وتواجه إيران مصيرها لوحدها وتدع الديار في سلام؟
التعليقات