سيبقى يوم الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام 2024 يوماً تاريخياً من أيام المملكة العربية السعودية الخالدة، عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم رسمياً إسناد تنظيم مسابقة كأس العالم عام 2034 للمملكة لتصبح بذلك أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم والتي ستشهد مشاركة ثمانية وأربعين منتخباً وطنياً في خمسة مدن هي: العاصمة الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.

وقد أكد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه بهذه المناسبة التاريخية السعيدة "بأنَّ المملكة نجحت ولله الحمد بتكريس مكانتها كإحدى أبرز وجهات الرياضة العالمية بعزيمة أبنائها وهمتهم، ونحن على ثقة أنَّ ما ستهيئه المملكة من قدرات وإمكانات إلى جانب جهود وتعاون المجتمع الدولي سيسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة وصناعة مستقبل مشرق ومبهر لرياضة كرة القدم وصناعة إرث إيجابي يمتد إلى ما بعد عام 2034".

وفي ذات السياق قال سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه "ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير ونتطلع لاستضافة نسخة استثنائية وغير مسبوقة من بطولة كأس العالم لكرة القدم من خلال تسخير الإمكانات والطاقات لإسعاد عشاق كرة القدم حول العالم والاستمتاع بتجربة سياحية وثقافية ورياضية متنوعة ترتكز على إرث حضاري تاريخي عظيم".

إقرأ أيضاً: معاليك.. إنه ليس من مالك ولا من مال أبيك!

هذه الكلمات الصادرة عن مفاخر بيت الحكم السعودي العريق الممتد منذ عام 1727 ليست بمستغربة، فشعار المملكة دائماً خصوصاً في هذا العهد الزاهر عدم الرضا بما وصلت إليه البلاد بل الطموح أكثر؛ طموح يعانق عنان السماء بالأفعال لا الأقوال أليست السعودية أعظم قصة نجاح في القرن العشرين؟! كما قال ذلك سمو سيدي ولي العهد المُلهم في إحدى اللقاءات التلفزيونية الذي قال أيضاً بأننا لا نحلم بل نفكر في واقع يتحقق؛ والحق يُقال مُذْ أطلّت رؤية السعودية 2030 والأحلام في متناول السعوديين بتخطيط وإصرار وتنفيذ حتى باتت بطولة كأس العالم 2034 واقعاً ننتظره بشغف متخذين من هذا الحدث الكبير مُنطلَقاً للمساهمة الفعّالة في تطوير لعبة كرة القدم حول العالم ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، خاصة أنَّ المملكة متسلحة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة علاوة على طاقات شعبها وهممهم العالية لتحقيق الصعاب والتي كان أحد ثمارها الفوز بملف استضافة كأس العالم 2034 بشكل رسمي فهل جزاء الإرادة القوية التي لا تعرف المستحيل إلا نيل المطالب بكل جدارة واستحقاق؟!

إقرأ أيضاً: سلطنة عمان.. نهضة متجددة

وفي غمرة ابتهاج المملكة الأرض والإنسان بدأ العمل الجاد فوراً بإعلان سمو ولي العهد تشكيل "الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034" برئاسة سموه الكريم وعضوية أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء ومدراء الجهات المعنيّة ذات العلاقة وهو ما يعطي انطباعاً عن العمل الضخم الجاد الذي سيسبق هذا المحفل الرياضي التاريخي العظيم غير المسبوق ، وفق الله الجهود وكلّلها بالنجاح والسداد.