للاحتباس الحراري نتائج فظيعة محتملة الحدوث على الأرض، هذا عدا عن ارتفاع مستوى سطح البحر واتساع نطاق الجفاف واحتمال ذوبان الجليد لينحدر إلى الأراضي الأوروبية ويعمل على تجميدها. ومع ذلك تشير دراسة نشرتها مجلة العلوم مؤخراً أن الأرض قد تواجه ما هو أخطر. إذ استعملت إيزابيل مونتانيز، اختصاصية الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، وعدد من زملائها المتحجرات وترسبات الكربون الباقية في الصخور القديمة والتربة والفحم لاستنتاج مدى تأثير ثاني أكسيد الكربون في درجات الحرارة خلال العصر البرمي، أي قبل 300 مليون سنة عندما انتهى العصر الجليدي الأساسي، كما قال الكاتب مايكل ليمونيك في مجلة التايم الأميركية.

يقول ليمونيك إن إحدى النتائج لم تكن مفاجئة، وهي أنه كلما ارتفعت نسبة هذا الغاز عملت مميزاته في احتباس الحرارة على رفع درجة حرارة الأرض، وأدى ذلك إلى ذوبان مساحات واسعة من الجليد تغطي المناطق الشمالية، محولاً الأرض إلى مكان جاف وحار. لكن تأثيره لا يستمر بوتيرة ثابتة، بل يتضاءل بمرور الوقت. يعمل ثاني أكسيد الكربون على تذبذب درجات الحرارة العالمية بين الحرارة والبرودة، يذوب الجليد ثم يعود ليتكون من جديد، كما تتغير نوعية النباتات المنتشرة من نبات استوائي كثيف إلى أشجار صنوبرية باردة في فترات قصيرة نسبياً، ثم تعود مرة أخرى إلى طبيعتها.

ونفى أن يكون ذلك حدثاً متعلقاً بالاحتباس الحراري، إذ تأخذ تلك التغييرات مجراها عبر ملايين السنين. لكنه يستدرك ليقول أن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأعمال البشرية، من حرق للنفط والفحم والغابات، ينتشر بصورة أكبر مما كان عليها في عصور ما قبل التاريخ. مما يعني أن التذبذب بين ارتفاع الحرارة وانخفاضها سيكون سريعاً أيضاً، كما يقول العلماء. وقد ينبئ استقرار ارتفاع درجات الحرارة بكارثة، لكن المحاولات البشرية لتعديل الوضع بتغيير سريع إلى درجات حرارة منخفضة ستكون أكثر سوءاً.

سامية المصري
الرياض
9 يناير 2007