إمتزجت الأنغام وانسجمت الألوان
بغداد تستضيف فرقة السليمانية للفنون الشعبية

عبد الجبار العتابي من بغداد: تحت شعار ( تراث وغناء .. لعراق الوفاء ) ، احتضن المسرح الوطني في بغداد وسط حضور جماهيري مميز، وغياب رسمي ( من وزارة الثقافة ) ، مهرجانا فلكلوريا للفنون الشعبية أقامته دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع شركة كلكامش للانتاج الفني يوم الاربعاء الماضي ، استضافت فيه الفرقة القومية للفنون الشعبية ( الفرقة الام والتي مقرها بغداد ) فرقة السليمانية للفنون الشعبية ، في بادرة تحدث لاول مرة خلال السنوات الخمس الاخيرة على الاقل ، حيث زهت الالوان الكردية وتماوجت الانغام على اجساد الراقصين والراقصات ، مثلما تألقت ازياء وحركات اعضاء الفرقة القومية وهي تسرج الفلكلور الجميل بخطرات استحضرت التراث العراقي ، واندمجت الفرقتان مع بعضهما لترسما صورا غاية في الروعة والجمال من نسيج وطني واحد ، ولتأتي اللوحات الفنية الراقصة معبرة عن بيئات مختلفة لكنها كانت في الحصيلة النهائية تعبر عن الثراء الفني العراقي .

وقد جاء في كلمة دائرة السينما والمسرح عن المهرجان : يعد مهرجان تراث وغناء لعراق الوفاء ليأخذنا الى ربوع بلاد الرافدين حيث الارث الحضاري والفن المشرقي الراقي ، حيث نرى هذه اللوحات الراقصة الابداعية التي انصهرت فيها ثقافات مختلفة بدء من حضارات ما قبل التاريخ التي نتج منها هذا التنوع الثري في الرقص والغناء والتي تناقلها الشعب العراقي وحافظ على جذور انتمائها والتعريف بها على المستويين المحلي والعالمي باسلوب رفيع وهادف .

وفي البدء.. قدمت الفرقتان كل على انفراد عددا من اللوحات الراقصة المستوحاة من البيئة العراقية المختلفة من الشمال والجنوب والوسط والغرب ، بدأت الفرقة القومية اولا رسم علامات البهجة من خلال لوحاتها القديمة والحديثة بافكار صممها فؤاد ذنون وقامت بالتدريب عليها هناء عبد الله التي وجدت نفسها في غاية الانسجام ولتشارك زملاءها في اداء اللوحات ، ثم قدمت فرقة السليمانية جماليات ابداعاتها ونثرت على خشبة المسرح الوانها الزاهية على ايقاعات كردية راقصة ، وفي الختام امتزجت الفرقتان معا لتقدما لوحة راقصة حملت عنوان (العراق الموحد) ابتهج الحضور بها وعبر عن سعادته وهو يشاهد الفنون الكردية الجميلة لاول مرة على المسرح الوطني ، فقد شاهد الجمهور لوحات الهجع والدبكة والبدوية وغازلة الصوف والغجر وغيرها من اللوحات التي استقت افكارها من البيئة المحلية ، وهي تعبر عن الثراء الفلكلوري العراقي .

وقال فؤاد ذنون مدير الفرقة القومية للفنون الشعبية : هذه الاحتفالية الهدف منها التعرف إلى ثقافات العرب والكرد من خلال اللوحة الراقصة والغناء والشعر وهو الهدف الاساس الذي يعني توحيد العراقيين جميعا ، وقد حاولنا من خلال هذا المهرجان التأكيد على الشمل العراقي عبر الفن، وتهدف الفرقة القومية بعرضها الاستثنائي مع فرقة السليمانية إلى تعريف الجمهور بثقافات وفنون مكونات الشعب العراقي بمختلف اطيافه ،

واضاف : اسعدنا الحضور الجماهيري الذي كان ممتازا على الرغم من عدم التهيئة الإعلامية لذلك واسعدنا حضور الاعلاميين من الصحف والقنوات الفضائية ، ولكن لم يحضر أي مسؤول من وزارة الثقافة، لكني مع ذلك سعيد جدا، وكل زملائي، بهذا المهرجان العراقي الكبير وسعيد أيضا بحضور فرقة السليمانية القادمة من كردستان العراق ، وكان ينقصنا اليوم حضور فرقة البصرة للفنون الشعبية التي لابد أن تشاركنا في نشاط مقبل ببغداد ، فهذه الفرق الخاصة بالفنون الشعبية باقية في مواكبتها لتقديم فنون العراق التراثية .

من جهته اعرب رئيس فرقة السليمانية عن سروره البالغ لحضور الفرقة الى بغداد وتقديمها للوحات الراقصة على خشبة المسرح الوطني ، مشيرا الى ان هذا التعاون بين الفرقتين اثمر هذا المهرجان ومن اجل ان يتعرف الجمهور البغدادي إلى الثقافة الفنية الكردية ، فيما ابدت احدى راقصات فرقة السليمانية سعادتها وهي تحضر لاول مرة الى بغداد وتشارك زملاءها في بث الفرح في نفوس الناس .