كشف مهرجان مراكش للأفلام أن السينما الهندية تستحوذ على إعجاب الجمهور المغربي، وهو ما ردَّه البعض إلى تقديمها مواضيع الحب والتشويق في أفلامها.


الرباط: كشف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن شغف المغاربة بحب السينما الهندية، حيث احتشد المئات من محبي سينما بوليوود أمام مدخل قصر المؤتمرات لمصافحة نجوم السينما الهندية من قبيل أميتاب باشان، وجايا باشكان، وأمير خان، وشاشي كابور، وسيف علي خان، وإيشواريا راي، ثم شاروخان الذي قدم بهذه المناسبة فيلمه الجديد بعنوان quot;حتى آخر أنفاسيquot; من إخراج الراحل ياش شوبرا.

هذا التعلق الكبير بالسينما الهندية من طرف الجمهور المغربي الذي دئب على ارتياد قاعات سينمائية تعرض أفلام هندية منذ الستينات من القرن الماضي، يجد تفسيره حسب الممثلة حكيمة أومحا في تركيز السينما الهندية على الأحاسيس وخصوصًا موضوع الحب، وهو ما يجعل العديد من مشاهدي السينما الهندية يجدون ذواتهم في أفلام بوليود، وأشارت حكيمة إلى أن الأفلام الهندية توظف تقينات عالية تفوق أحيانا تقنيات هوليود، إضافة الى اعتمادها الكبير على الرقص والغناء والموسيقى.

أما المخرج محمود فريطس فيرى أن سر نجاح السينما الهندية في المغرب يكمن في بروزها المبكر في المغرب الى جانب السينما المصرية واعتمادها الكبير على الموسيقى وقصص تتناول مواضيع تمس فئة الفقراء وصراعهم ضد طبقة الأغنياء، والذي يعتبر بمثابة وتر حساس، وهو ما يفسر نجاحها في الهند التي تضم فئة كبيرة من الفقراء وكذلك في المغرب.

ورأى أنّ هذا هو ما مكنها من جني مداخيل مهمة بحيث تحولت الى أحد مصادر الدخل القومي في الهند وساعد على انتشارها في مختلف ربوع العالم بما فيها معاقل السينما العالمية مما جعل من الصعب على الهند الإستغناء عن صناعة السينما، وأشار إلى أن اساس نجاح السينما الهندية هو توفرها على نجوم بارزة مثل أميتاب باشان وشاروخان ما يساهم في نجاح الأفلام الهندية، وهو الأمر الذي تفتقده السينما المغربية بسبب احتكارها من طرف فئة معينة توظف في الحفاظ على التوازن الفني - السياسي في المغرب، مستفيدة من الدعم العمومي.

وقال إن عدم وجود أفلام مستقلة عن توجهات الحكومة على غرار الأفلام الهندية وغياب صناعة سينمائية في المغرب هو ما يفسر استحواذ السينما الهندية والسينما الأميركية والمصرية على القاعات السينمائية في المغرب.

من جهته، يرى المخرج حسن بنجلون أن السينما الهندية تتضمن ما يناسب أحلام الجمهور المغربي وهو ما يفسر الإقبال عليها فكل شخص يجد نفسه في بطل الفيلم الهندي، مؤكدًا أن سر نجاح السينما الهندية هو اعتمادها على قصص تجذب الجمهور والتي تركز حول موضوع الحب، إضافة الى اعتمادها على الرقص الجماعي، نافيًا وجود أي فراغ في السينما المغربية مقدمًا مثال الفيلم المغربي quot;الطريق الى كابولquot; الذي حقق نجاحًا وشهرة كبيرة في القاعات السينمائية.

ويرى المخرج والممثل نوفل براوي من جهته أن نجاح السينما الهندية في المغرب يعود الى توزيعها الكبير في القاعات السينمائية المغربية، إضافة الى كونها سينما فرجوية وتتضمن أحاسيس كما أنها سينما كريمة مع المشاهد، إذ تتضمن 3 ساعات من التشويق والإثارة ومن الغناء والرقص بما فيها الأفلام الدرامية، كما أنها سهلة الإدراك من طرف المشاهد ولا تتطلب مجهودًا كبيرًا لمتابعة قصة الفيلم.