تباينت توقعات الفنانين العراقيين حول قيمة الدراما العراقية التي انتجت من اجل عرضها على شاشة شهر رمضان، فبين من يشير الى الكم الكبير لها الذي تقاسمته العديد من القنوات الفضائية، يؤكد البعض أن النوع هو الاهم وليس العدد، معربين عن ضرورة استغلال الربيع العربي لانتاج اعمال عربية مشتركة في بغداد.
بغداد: اكد فنانون عراقيون أن القنوات العراقية ستتنافس في ما بينها باعمالها الدرامية التي اختلفت مواضيعها لاسيما أن بعض القنوات استفادت من السنوات الماضية وصححت مسارها وقامت بانتاج اعمال يراد بها التنافس، وان لم يكن على مستوى عربي باعتبار أن الفروقات بين الانتاجات العراقية والعربية ما زالت كبيرة تقنيًا وفنيًا .
فقد قال الفنان كاظم القريشي: هذه السنة سنشاهد اعمالاً كثيرة، سنشاهد البيئة العراقية لأن اغلب الاعمال، إن لم تكن جميعهاباستثناء عمل واحد ربما، صورت داخل العراق، وهذا يعد انجازاً، اعتقد اننا سنشاهد اعمالاً مميزة ولكن ليس الجميع، ولكن لا اعتقد أن الدراما العراقية ستنافس العربية ابدًا ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، الدراما العراقية ما زالت تحبو امام الدراما العربية بسبب الامكانيات المادية، حيث هناك فرق شاسع بين أن ينتج عمل بستة ملايين دولار وبين أن ينتج عمل بـ 300 الف دولار.
واضاف: درامانا محلية ويمكن اننا سنشاهد مواضيع للمرة الاولىتطرق، ولكن من الممكن القول إنه سيكون هناكتنافس محلي، ولكن للاسف انا حين اشاهد الاعلانات عن الاعمال الرمضانية ارى أن القنوات العراقية تفضل العربي على المحلي، فهي لا تعلن عن مسلسل من انتاجها بقدر ما تعلن عن اعمال عربية، فخمس مرات للعربي مقابل مرة واحدة للعراقي، وللاسف أنها منتجة للعمل، وكيف يمكن أن نرتجي خيراً من الاعمال العراقية ونسعى الى أن تتنافس مع العربية مثلاً .
فيما قال الفنان سعد مجيد: اعتقد أن بعض الانتاجات لهذه السنة متردية قياسًا بالسنوات السابقة، يعني القناة الفضائية نفسها التي انتجت قبل ثلاث سنوات عملاً أو عملين جيدين، هذه السنة ستظهر اعمالها على شاشة رمضان وهي اقل مستوى.
واضاف: حتى ننافس الدراما العربية فنحن نحتاج الى تأسيس هيكلية كاملة لعمل الدراما، هذه قضية صناعة، نحن الى حد الان لم نمتلك 5% من هذه المسألة، فالفنيون لدينا انقطعوا عن العالم منذ سنوات وعن العمل وعن التطور، والان اذا ما جلبنا كاميرا متطورة فليس لدينا اكثر من ثلاثة مصورين يمكنهم العمل عليها، وهؤلاء تجدهم من الذين اشتغلوا في سوريا وتعلموا، ولكن من الممكن أن تنافس نفسها، وقد تكون هذه المنافسة لا تفلح، ومن الممكن ان تظل تراوح مكانها.
اما الفنان مهران عبد الجبار فقال: الدراما العراقية بدأت تتطور من سنة الى أخرى بسبب تقنية الكاميرا والاسلوب الاخراجي لبعض المخرجين العراقيين الذين تطوروا، وفي الوقت نفسه فوجئنا بانتاج قناة العراقية لعام 2012 على الرغم من أن مسلسل (حفر الباطن) قريب من مسلسل (سنوات النار) من ناحية الانفجارات والقطعات العسكرية وتقريبًا 90% من كادر العمل باستثناء المخرج عملوا فيه، فكان هناك استنساخ لبعض المشاهد، اجد أن هناك تطورًا واذا ما قارنا بين انتاجنا الدرامي لعام 2005 وعام 2012 سنجد تطوراً عالياً جداًفي تقنية الكاميرا وحركتها وباداء الممثلين، وهذا ما يجعلنا فرحين، وهذا يجعلني اقول للعراقية شكرًا على هذه الاعمال وان لم اعمل فيها فهناك توجه طيب لانتاج اعمال جيدة .
واضاف: كان من الممكن ان تقوم درامانا بمنافسة الدراما العراقية التي تمر حاليًا بانتكاسة بسبب الربيع العربي حيث لم تظهر لديهم اعمال ضخمة ،وكان من المفروض أن يعمل المنتجون المنفذون لاعمالنا العراقية، ونحن ليس لدينا منتجون حقيقيون لمحاولة ملء فراغ الانتاج العربي، وإن استطاعت قناة العراقية القيام بالانتاج المباشر فسوف تتطور اكثر.
وقال الفنان زياد الهلالي: اتوقع وجود اختلاف في المواضيع، ففي السنتين الاخيرتين أو الثلاث كان هناك توجه نحو السطحية في الاعمال، والغرض منها مجرد أن لا تترك اثرًا وتنسى بشكل سريع، ولكن الآن واقولها بكل ثقة إن قناة العراقية ستكون هي المميزة بين القنوات، والسبب أنها توجهت اخيرًا نحو اعمال ذات مضامين عميقة وواقعية حقيقية واعتقد أن هذا له علاقة بوعي الناس الذين استلموا مسؤولية ادارة القناة، وفي الوقت نفسه الواقع العام فرض على كل القنوات مراجعة نفسها وما قدمته خلال السنوات الماضية وحساب نسبة المشاهدة عندها، ليس من ناحية انها قدمت عدداً بل بما قدمت نوعاً مميزاً.
واضاف: اتوقع أن تكون المنافسة هذه السنة قوية، ويمكن الاشارة الى قناة الرشيد التي دخلت المنافسة وستقدم اعمالاً مميزة بعد أن بدأت السنة الماضية بترك بصمة لها، لأنها جديدة على الدراما، كما أن الشرقية ستكون ضمن دائرة المنافسة، ولابد أن نقول إن دراما هذا الموسم انجبت مخرجين جدداً سيكون لهم شأن جيد في السنوات اللاحقة، ولكن من المؤسف أن نشير الى أن القنوات العراقية تهمل الاعلان عن اعمالها الدرامية بشكل لائق ومكثف وهذه كارثة، بينما القنوات العربية بدأت منذ وقت طويل بالاعلانات التي تختلف بين شهر وآخر بحيث تشد المشاهد للعمل من دون أن تفضحه بينما نحن اذا ما اردنا أن نقدم اعلاناً نقدم كل التفاصيل بحيث يحترق المسلسل.
اما الصحافي الفني كاظم لازم فقال: اتوقع أن يكون هذا العام الحكم والفيصل هو جهاز (الريموت كونترول) هذا الجهاز الذي سيدخل هو الآخر في حيرة ايضاً، فهناك الى حد الآن اكثر من 34 مسلسلاً درامياً عراقياً وعربياً، على القنوات العراقية فقط، 34 مسلسلاً تبث في ليلة واحدة، ناهيك عن القنوات العربية التي يذهب اليها المشاهد العراقي، فكيف يستطيع المشاهد أن يتابع مسلسلاً واحداً، فهذا العام فيه وفرة وزحام ونحن كمشاهدين نتمنى أن تكون اعمال رمضان دراما حقيقية من دون اجندات سياسية .
هناك قضية مهمة، وهي أن الدراما العراقية امام فرصة كبيرة لانتاج اعمال درامية عربية مشتركة وأن يجعل القائمون على الثقافة العراقية بغداد استديو عربياً كبيراً، فأحداث الربيع العربي منحتنا فرصة كان من الممكن استغلالها بشكل جيد وأن نؤسس مدينة اعلامية لنؤسس دراما عربية.
التعليقات