منذ اللحظة التي انفجرت فيه العبوة اللاصقة وتركت شظاياها في اجزاء من جسده قبل اكثر من عام ونصف وهو بعيد عن الكاميرا والمايكروفون، اذ ما زال علاجه لم يكتمل، لكن في نفسه طموحات لم تزل خضراء وما زال يتوق الى تقديم برامج تكون قريبة من الناس وتتميز في حضورها.


بغداد: اعرب مقدم البرامج التلفزيوني والإذاعي العراقي، علاء محسن، أن غيابه القسري ترك أحزانًا كبيرة في نفسه، كاد أن يتحول إلى إحباط ولكن محبة الناس ساعدته في أن يتغلب عليه لاسيما انه يتذكر ان استهدافه كان بسبب انه قدم شيئًا مميزًا، وعبر عن وجعه الآخر بسبب الطارئين الذين اصبح لهم صوت مسموع عند بعض المسؤولين.

اين انت الآن بعد الغياب القسري ؟
حاليًا انا موجود في العراق وأتأمل واتابع القنوات الفضائية واتابع زملائي الاعلاميين، وصحيح انني بعيد عن الشاشة ولكنني قريب من خلال المتابعة، وفي بالي افكار مشاريع للتلفزيون بعد البرنامج الذي قدمته (الاتصال الساخن) والحمد لله والشكر ان النجاح الطيب الذي تحقق من خلال هذا البرنامج جعلني افكر بشكل جاد اكثر بتقديم برنامج آخر جديد في كل شيء وان شاء الله يرى النور قريبًا.

ما سر الغياب بعد الحماس ؟
الغياب كان بسبب الحادث الذي تعرضت له في 27 / 9 / 2010، وكان حادثًا مؤلمًا وصعبًا جدًا، الكثيرون قديفكرون بالابتعاد عن المجال الذي هو فيه بسبب الحادث ولكن الحادث ولّد عندي اصرارًا على ان ابقى وان اعمل واعود، والحمد لله وبفضل دعاء الناس والوالدين قمت بالسلامة، ولكن في الوقت نفسه هناك عتب، لم يكن في نيتي الحديث في هذا الموضوع ولا اعتب، ولكن ما يحز في النفس هو الذي يجعلني اعتب عتبًا كبيرًا على المسؤولين في البلد، فالبلد لا يقوم بالسياسي وحده، بل يقوم بالسياسي والاعلامي والمثقف والرياضي والعالم والكاتب، شاهدت امامي رموزًا كثيرة في البلد تعرضت الى حوادث ولكن ليس هنالك من احد يهتم بها، أو يسأل عنها، ويمكن ان تصل الحال الى ان يكون العلاج على الحساب الخاص، وهو ما يجعلك تتأملوتتساءل: لماذا كل هذا، لماذا هذه المدة التي تجاوزت السنة ونصف السنة ولميسأل عني احد.

ماذا تفسر هذا ؟
اعتقد انهم ضالعون في الامور السياسية ولكن الامور الاخرى لديهم فيها اخفاق شديد، نظرتهم للاعلام ونظرتهم للمثقف وللفنان فيها قصور، واكبر دليل هذا الحادث الذي تعرضت له، لست انا من لم يسأل عنه احد، هناك رموز كبيرة، اين امل المدرس مثلاً، هذا قصور كبير، والمفروض ان يصار الى اهتمام اكبر ورعاية .

هل سبب لك هذا نوعًا من الاحباط ؟
في فترة ما تولد عندي احباط كبير جدًا ولكن محبة الناس ازالت كل هذا الاحباط، حينما اذهب الى بعض المؤسسات للمراجعة في مسائل خاصة وأجد الاستقبال الطيب والترحاب، اقول الحمد لله، اذن رسالتنا كانت صحيحة، انا كنت اوجه الرسالة للمسؤولين من اجل الاهتمام بقدر ما بالاعلاميين، فهل ما قدمناه قليلاً، استهدفونا للكلمة الصادقة والمعبرة ،إذاالا تستحق السؤال والاهتمام والمتابعة، ومع ذلك اقول الحمدلله الذي نجاني.

القناة التي كنت تعمل لديها حينها ما موقفها ؟
على المستوى الشخصي كانوا رائعين جدًا ولكن على المستوى الرسمي ليس كذلك ابدًا، فقد زارني زملائي في شبكة الاعلام العراقي اما رسميًا فقالوا (علاء ليس تابعًا لنا) لانه خرج من الشبكة قبل شهر، واعتقد انهم مقصرون، فلو انهم قرأوا البيان الذي اصدرته الجهة المعتدية لعرفوا لماذا استهدفوني بالعبوة اللاصقة.

هل ربما لان البرنامج يشاكس المسؤولين او يحاسبهم فكانوا لا يحبونه ولا يحبونك ؟
البرنامج لا يحاسب المسؤولين، بل انه كان عبارة عن حلقة تضامنية، حلقة استرخاء للمسؤول، ليسمع المسؤول بشكل مباشر المواطنين وفي بعض الاحيان كان المواطن يشكو من مسؤول معين يجلس بجانب الوزير لكنه لا يثير حفيظته، هذا البرنامج هو اول برنامج في الاعلام العراقي ترتبط به اكثر من عشر محطات فضائية في بث مشترك، وبحد ذاته هذا شيء كبير، الان هناك من يبحث عن التضامن وخطاب الشرف، وكانت هذه تجربة رائدة ورائعة جدًا، وكنا نريد ان ان نبحث عن قواسم مشتركة كي نجتمع بها تحت خيمة الاعلام العراقي الجميل وفي الوقت نفسه نرتقي

ما آخر ما قدمت من برامج ؟
كان الاتصال الساخن في قناة العراقية، وكانت هنالك فكرة اعيد بها برنامج (ستديو 10) وتمت مغادرتي لشبكة الاعلام العراقي في الشهر الثامن عام 2010 والحادث في التاسع .

اسباب مغادرتك للعراقية التي كان عملك واضحًا فيها ؟
الطارئون في الاعلام كثيرون للأسف الشديد، وهذه مشكلتنا، وما كانوا ينظرون الى المنجز الذي نقدمه للاعلام العراقي، كانوا يلتفتون الى امور ضيقة، مثلاً الاعلامي القديم معناه ان كان يعمل في النظام السابق، فكيف عاد ونال حضوراً، وهذه امور تافهة، وكان استياء شديد من الزملاء، عمومًا ليس عتبي على انني غادرت الشبكة، بل عتبي لانني عندما استهدفت كنت اعمل في قناة (العراقية) وبيان الجهة التي استهدفتني كان يشير بقوله (التابع لقناة العراقية) .

تنقلت بين اكثر من قناة، اي قناة استهوتك اكثر ؟
قناة (السومرية) ، قدمت فيها برامج جميلة مثل برنامج (من المسؤول) وبرنامج (ملفات) وما زلت اتذكر احد الملفات حيث قدمت فيه موضوعًا رائعًا عن المحبة العراقية ايام الاقتتال الطائفي عام 2006، وحقيقة ان البرنامج شكل ظاهرة وحضورًا وصار قضية رأي عام ، حيث قدمنا اكثر من عشرين حلقة عن هذه المحبة، وطرحنا تساؤلات مثل ما بنا نحن العراقيين؟ لماذا صار بنا ما صار، وهذا الملف تحديدًا جال كل محافظات العراق من كردستان الى الجنوب الى الشرق والغرب منه، وهذه محطة اعتز بها في عملي بقناة السومرية.

هل تشتاق الى الاذاعة ؟
اشتاق لها جدًا، وتقدمت لي عروضًا في الفترة الاخيرة، وجاءني عرض من اذاعة ديموزي، واشكر صديقي ابراهيم الساعدي على عرضه، ومن بعض القنوات الفضائية ولكنها في الحقيقة ما كانت تلبي طموحي، فأنا لا اعرف اعمل تحت اجندة سياسية معينة، انا شغلي مستقل وأحب ان اكون مستقلاً، ثم ان الوقت غير مناسب حاليًا لان مرحلة علاجي ما زالت متواصلة، فالى ان اكتسب الشفاء التام من الممكن ان اعود .

هل يمكن ان ينجح برنامج (ستديو 10) في اذاعة غير الاذاعة الام؟
الفكرة ان البرنامج عرف باشخاص وباسمائه، يعني عندما تقول ستديو 10 تقول امل المدرس، وللعلم هذه المرأة الفاضلة قدمت برامج كثيرة وحتى عندما فكرنا باعادته بأن يكون اذاعيًا وتلفزيونيًا، وكانت السيدة امل المدرس غائبة عن هذه الاعادة، كانت صورة امل المدرس حاضرة واسمها كان ينزل لان له علاقة بالناس ولا يمكن ان تسمع برنامج من دون رموزه وشخوصه الحقيقيين، فالفكرة ليست اعادته في الاذاعة الام او غيرها بقدر ما برموزه وشخوصه .

ما الذي يختلج في داخلك الان وتتمنى ان تصرح به ؟
هناك حديث لاحد الزملاء قام بتشبيه وضعنا الحالي مثل لاعب كرة القدم المطلوب منه اللعب شوطين، للاسف الشديد لعبنا الشوط الاول وكان الهواء ضدنا، كنا نأمل ان يكون الهواء معنا ولكن في الشوط الثاني تغير الهواء وصار ضدنا، فهذه هي الحقيقة .

هل من فكرة جديدة للعودة ؟
حاليًا افكر ببرنامج تلفزيوني اخطط له بعناية وبتركيز عالٍ، اريده ان يكون اضافة جديدة لمسيرتي الاعلامية.