بعد غياب عامين عن إطلاق الأعمال الفنِّيَّة صدر ألبوم quot;أسعد وحدةquot; للفنانة اللبنانيَّة، أليسا، فهل جاء على قدر التَّوقعات، وأين نقاط ضعفه وقوَّته.


بيروت: بعد غيابها لمدَّة عامين عن إطلاق أي عمل فني جديد، أصدرت الفنانة اللبنانيَّة الشَّابَّة، أليسا، ألبومها الجديد quot;أسعد وحدةquot; الذي يضمُّ 14 عملًا غنائيًّا منوَّعًا بين المصري واللبناني، حيث تعاونت مع عددٍ من الكتَّاب والملحنين الغنائيين اللبنانيين والعرب، وسبقت الإصدار حملة سريعة لترويج الألبوم خصوصًا بعد تسريبه قبل حوالي الأسبوع من الموعد المحدَّد لإصداره لتعود وتكثَّف الحملة بعد ذلك، وعملت أليسا على ألبومها لفترةٍ طويلةٍ، كما سافرت إلى كبادوكيا التركيَّة لتصوير غلافه.

والأغاني هي متفائلة، هيلف ويرجعلي، روحتله، في عيونك، أسعد وحدة، تعبت منك، فاكر، لو أقولك، كرهتك أنا، إغمرني، قلبي حاسس بيك، ساعات، قالولي العيد للراحلة سلوى القطريب، ولولا الملامة للراحلة وردة.

والألبوم نجح في الوصول إلى المرتبة الأولى في العديد من فروع الفيرجن ميغاستور في العالم العربي بعيد إصداره، كما لاقى العديد من ردود الفعل الإيجابيَّة والسلبيَّة على مواقع التَّواصل الإجتماعي quot;فايسبوكquot; وquot;تويترquot;، حيث رأى البعض أنَّ أليسا نجحت في إختياراتها محافظةً على النهج الرومانسي الَّتي عرفت من خلاله ومقدِّمةً جرعات من الأغاني العاطفيَّة والمعبِّرة من حيث الكلمات واللحن، في حين وجد البعض الآخر أنَّ الألبوم يضخ الحزن والتشاؤم في القلوب وأنَّ أليسا لم تخطُ إلى الأمام من خلاله، في حين أنَّ الغلاف أتى عكس التَّوقعات وأقل من الضجَّة الإعلاميَّة الَّتي روَّجت له.

quot;إيلافquot; إستطلعت آراء بعض النُّقاد الفنيين حول مستوى الألبوم الفني مقارنةً بألبوماتها السَّابقة، وما إذا كانت أليسا نجحت في تجديد أغنية لولا الملامة وقالولي العيد، وإضافة إلى رأيهم بصورة الغلاف مقارنة بالضجَّة الَّتي أثيرت حولها، والحملة الإعلانيَّة المرافقة لإصدار الألبوم وتنزيله على الأي تيونز.

ربيع فرَّان: الألبوم كان بحاجة لدراسةٍ أعمق وألحان أهم
وفي قراءته للألبوم بدأ الصِّحافي اللبناني، ربيع فرَّان، مع صورة غلاف الألبوم التي وجد أنَّ أليسا لم توفَّق بها، مشيرًا إلى أنَّه لم يكن هناك من داعٍ للسفر إلى تركيا، خصوصًا أنَّ في لبنان الكثير من المناطق المشابهة للمنطقة الَّتي صوِّر فيها الغلاف وحتَّى أجمل منها، وقال فرَّان: quot;أليسا متعلِّقة بكل ما هو أجنبي، ولا أدري ما إذا كان هذا الأمر يناسب الجمهور العربيquot;، وأضاف: quot;النَّاس تحب صور الـPortrait وليس تلك الَّتي تظهر الجسم كاملاً مع خلفيَّة وراءهاquot;.

لينتقل بعدها إلى الألبوم وأغانيه حيث وجد فرَّان في معرض حديثه لـquot;إيلافquot; أنَّه مفترق طرق خطير في حياة أليسا الفنِّيَّة، مشيرًا إلى أنَّ ألبومي quot;تصدق بمينquot; وquot;بستناكquot; كانا زبدة الزبدة ومن أروع ما قدَّمت أليسا على مستوى الكلمة والتَّوزيع الموسيقي، وأنَّهما أعليا أليسا إلى رفِّ النجوميَّة والنجاح، غير أنَّ الألبوم الأخير صدر في ظروفٍ عربيَّةٍ ولبنانيَّة غير مؤاتية لا على الصَّعيد الأمني ولا السِّياسي، ورأى أنَّ الألبوم لم يأخذ المستمع إلى عالم ملوَّن مثل الألبومات الصادرة في السنوات الأخيرة.

وقال ربيع فرَّان: quot;سياسة إصدار الأغاني المنفردة باتت أفضل من إصدار ألبوم كامل، وأليسا أصدرت ألبومًا مؤلَّفًا من 14 أغنية، ولم أرَ فيه أيَّة بوادر للنجاح المفترض أن تحصده أعمال أليسا منذ الأسبوع الأوَّل، وكلُّ ما وصل إليه الألبوم حتَّى الآن هو بفضل إسم أليسا وليس لأنَّه يحمل قيمة فنِّيَّة، ولا أستغرب وصف النَّاقد الكبير عبد الغني طليس له بألبوم النقquot;.

أمَّا عن تجديدها أغنية للراحلة وردة وأخرى لسلوى القطريب، وجد الصِّحافي اللبناني، أنَّ من أكثر الأخطاء المرتكبة هو إعادة أليسا الغناء للعمالقة وخصوصًا وردة الَّتي رأى أنَّها مدرسة صعبة لا تجيد أليسا أصولها وغناءها، وأضاف: quot;وكذلك التوزيع الموسيقي للأغنية لم يكن جميلاً، ومن المستغرب أن تسجِّل أليسا للعمالقة، لأنَّها شوَّهت بهذه الخطوة الأغنية، وفشلت بامتحان إسمه وردة، وأيضًا الأمر نفسه ينطبق على سلوى القطريب الَّتي لم تذكِّرنا بها من خلال أغنيتهاquot;.

وفي ما يتعلَّق بالدعاية، قال إنَّه لم يكن هناك من حاجة أو داعٍ للدعاية الكبيرة الَّتي أقيمت له، وتنزيله على الـ I-Tunes، إنَّما كان بحاجة لدراسةٍ موسيقيَّة أعمق، وألحانٍ أجدد، وتوزيعٍ أهم، مستغربًا غياب الموزِّع جان ماري رياشي عن العمل، مشيرًا إلى أنَّ أليسا تحاول السَّيطرة على كافَّة تفاصيل العمل بدلاً من توزيع المهام على المحترفين، وهو الأمر الذي يسيء لها على الصَّعيد الفني.

نهايةً قال فرَّان: quot;أسعد وحدة ليس أسعد ألبوم لأليسا، توقيت إصداره كان خاطئًا لأنَّ الشَّجن الذي يحمله يصلح لإصداره في الشِّتاء لا الصَّيف، إضافةً إلى العامل السِّياسي والأمني الذي لم يصب في صالحه، كما رأى أنَّ عليها التَّركيز على الأغاني المنفردة إسوةً بغيرها من النجوم بدل إصدار ألبوم من 14 أغنية، والتَّركيز أكثر على الألحان والتوزيع.

محمد حجازي: الألبوم موفَّق ويحمل تطويرًا
وفي السياق نفسه، إختلف النَّاقد الفني، محمد حجازي، برأيه عمَّا عُرض بدايةً، ووجد أنَّ الألبوم جميل ومكمِّل للنمط الغنائي الذي عملت عليه أليسا منذ بدايتها مع وجود تطوُّر ملحوظ في عملها من خلال إعادة نموذج خاص من الأغاني الَّتي تميِّزها، مشيرًا إلى أنَّها تقرأ النقد وتأخذ به، ورأى أنَّ كلمات الأغنيات وألحانها كانت ممتازة وتعطي مجالاً لصوتها أكبر، مؤكِّدًا أنَّ الملحنين قدَّموا ما يخدم صوتها ولا يأكل منه.

أمَّا في ما يخصُّ الغلاف، فرأى أنَّها لم تكن موفقة به، لأنَّها تمتلك وجهًا جميلاً يمكنها إستغلاله والتَّركيز عليه، بدل التركيز على صور تظهر الجسم كاملاً.

وفي ما يتعلَّق بتجديدها أغنية لولا الملامة وقالولي العيد، وجد حجازي أنَّ ما قامت به أليسا هو تكريمٌ من نجمة إلى نجمة من الزمن الماضي بطريقتها الخاصَّة، وأكَّد في حديثه لـquot;إيلافquot; أنَّ الأغاني المجدَّدة صدرت بنفسٍ جديدٍ ومميَّز، وأنَّ أليسا لم تتكئ لا على وردة ولا على سلوى القطريب لتصعد، وذلك لأنَّها موجودةً أصلاً ولديها مكانتها على السَّاحة الفنِّيَّة وبين النجوم، وأنَّها بغنائها لهما وجَّهت تحية وتكريم لفنانتين راحلتين لهما تاريخهما الفني، وأضاف: quot;أنا أحترم غناءها لهذا النمط، لأنَّها غنَّت كما تحس وتشعر وبطريقتها الَّتي ميَّزت من خلالها ما قدَّمته هي مع ما حفظه الجمهور من صوت المطربتين وإعتاد عليهquot;.

ونهايةً وجد حجازي أنَّ لأليسا علاقة وأحساسًا مميزين مع الكلمة، وطريقة وأسلوبًا خاصين، طورتها جميعًا من خلال هذا العمل الموفق لها، كما أنَّها لم تغيِّر خطَّها، عكس غيرها من الفنانين الذين ينجحون ببعض الأغاني ولا يعودون مهتمين بنجاح غيرها، فهيما زالت تشعر بالأغاني بطريقة صحيحة تثبت أنَّها نجمة لها إستمراريتها.