quot;شر البلية ما يضحكquot;... هذا باختصار الأسلوب الذي تعاطى بموجبه المواطنون اللبنانيون على مواقع التواصل الإجتماعي إزاء العاصفة الَّتي تلقي بظلالها عليهم. ولكن كيف تفاعل الفنَّانون، قدوة المجتمع، في ظلِّ ما يشهده بلدهم؟


بيروت: في ظلِّ ما يعيشه لبنان من انقسامات وخلافات سياسيَّة حول عدَّة مواضيع أمنيَّة وانتخابيَّة وغيرها، وفي ظلِّ ما تشهده السَّاحة الفنيَّة من مشادات وخلافات، وحدها العاصفة استطاعت أن توحِّد اللبنانيين عمومًا والفنَّانين خصوصًا على مواقع التَّواصل الإجتماعي من خلال موجة النكات الَّتي اشتدَّ أزرها مع اشتداد العاصفة.

نعم quot;شرُّ البلية ما يضحكquot; لقد صحَّ هذا المثل... فأمام ما يواجهه المواطنون والقاطنون في لبنان إزاء هذه العاصفة الَّتي ألقت بظلالها عليهم وعلى اللاجئين السوريين في أرضهم، برزت موجة السُّخرية والضحك على ما خلَّفته العاصفة واضحة من خلال ما كتبه روَّاد شبكة التَّواصل الإجتماعي. والعاصفة الَّتي خرجت عن السَّيطرة أثبتت عدم جهوزيَّة الدَّولة مسبقًا لمواجهة الأمور الطَّارئة إضافة إلى المسؤوليَّة الَّتي تقع على عاتقهم وتتجسِّد بعدم وعيهم لمحاسبة ممثِّليهم إلَّا من خلال الكلام فقط، والسَّير خلفهم كالنِّعاج عندما تدّق ساعة الإنتخابات.

وفيما حاولت الدولة التَّصرُّف بعد وقوع المصيبة دون أن تحصل على النَّتيجة المرجوَّة، كذلك عمد فنَّانو لبنان إلى التَّعبير عن آرائهم بما يحصل. وجاءت أغلب التَّغريدات الَّتي كتبوها على quot;تويترquot; سطحيَّة تعبِّر عن تمنياتهم لمحبِّيهم بأخذ الحيطة والحذر على الرُّغم من أنَّ بعضهم سفراء للنوايا الحسنة، كما يقع على عاتقهم جميعًا العمل في سبيل مساعدة النَّاس أو على الأقلّ شدَّ أزرهم باعتبارهم قدوة في المجتمع، بينما تمايز الفنَّان راغب علامة عن الجميع موجِّهًا رسائل إتَّصفت بالإنسانيَّة أوَّلاً والسياسيَّة ثانيًا.

وعبَّر راغب من خلال تغريداته على تويتر عن رأيه الصَّريح، وهو المعروف عنه وضوحه وكتب: quot;في هذا الجو العاصف والماطر، هناك ناس ماتوا من الماء وناس لا تصلهم الماء وهذه من عجائب الدنيا، ويأتي ذلك على الرُّغم من كلِّ الضرائب الَّتي يأخذونها منَّاquot;، وذلك في إشارة واضحة إلى ضحايا العاصفة والأمطار الَّتي غمرت الشَّوارع وسوَّت الأرض بالسَّماء، في مقابل انقطاع المياه عن العديد من المنازل على مدار السَّنة، على الرُّغم من الضرائب المفروضة والَّتي من المفترض الإستفادة منها لأعمال التَّنمية والإنماء.

كما تذكَّر راغب كلَّ النَّازحين السُّوريين، وتساءل عن ذنب أولئك وخصوصًا الأطفال والنِّساء في ما يحصل وأين سيحتمون من البرد والثَّلج.

أمَّا الفنَّانة ميريام فارس فقد طلبت من معجبيها أن يأخذوا الحيطة والحذر في ظلِّ هذه الأجواء العاصفة، وأضافت ممازحة من جو النِّكات الَّتي انتشرت على مواقع التَّواصل: quot;هذه نعمة من الله، لأوَّل مرَّة طايفة في كلِّ لبنان وليس عدَّة طوائفquot;.

في حين توجَّهت الفنَّانة إليسا إلى محبِّيها وتمنَّت عليهم أن يحذروا في تنقلاتهم، مشيرة إلى أنَّها ألغت كلَّ مشاريعها على أن تبقى في البيت. وكذلك فعلت الفنَّانة هيفاء وهبي الَّتي أشارت إلى بقائها في المنزل خلال هذه العاصفة.

فيما رأت الفنَّانة نانسي عجرم أنَّ الطَّقس مناسب للبقاء في المنزل طوال اليوم، داعية الجميع إلى الحذر. فيما عبَّرت الفنَّانة نوال الزغبي عن كرهها لهذا الطَّقس، وفضَّلت البقاء في المنزل بسبب إغلاق كلِّ الطرق وممارسة الرِّياضة.

بينما حلَّت الشَّاعريَّة على الفنَّانة نجوى كرم الَّتي لم تجد أشرف من بياض الثَّلج الذي بقيت تتأمَّل تساقطه من نافذة منزلها قائلة: quot;كيف أنام؟ أنا جالسة بجوار الشبَّاك والثَّلج يغزل غزلاًquot;.