تشهد مشاركات السوريين في برامج اكتشاف المواهب الكثير من ردود الفعل المتفاوتة، ولكن الجامع بينها السعي لمعرفة انتماء كل منهم السياسي.
الرياض: منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري قبل أكثر من عامين، لم يسلم أي حضور سوري في الشأن العام من التسييس، سواء كان هذا الحضور ثقافيا أو فنيا أو رياضيا أو اقتصاديا، فالمشاركات السورية في المهرجانات السينمائية تشهد دعوات للمقاطعة والمباريات الرياضية التي تضم فرقاً سورية تتضمن انقساما جماهيريا، أما نجوم الغناء والدراما فكانوا الأكثر عرضة للنقد والهجوم من أطراف مختلفة.
وفي هذا الإطار، تأتي حاليا مشاركة الموهبتين السوريتين عبد الكريم حمدان وفرح يوسف في نسخة هذا العام من برنامج آراب آيدول الذي تبثه محطة mbc رغم السعي الدؤوب من قبل المشتركين إلى تجنب الحديث في السياسة سواء عبر التلميح أو عبر التصريح، وهو أمر نجحت به بذكاء المشتركة السورية في برنامج ذي فويس نور عرقسوسي العام الماضي.
منذ أن برزت موهبة حمدان حتى بدأت التكهنات تطفو على السطح بخصوص توجهه السياسي، وخاصة أنه ابن مدينة حلب التي تشهد اشتباكات متواصلة بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة، إلا أن حمدان حاول بكل جهده أن يبتعد عن السياسة وحذر غير مرة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كل متابعيه من كتابة التعليقات ذات المضمون السياسي، وأكد أنه فنان لا علاقة له بالسياسة، إلا أن تحذيراته وتأكيداته ذهبت أدراج الرياح، فسرعان ما أدت شائعة انضواء أخيه ضمن مقاتلي الجيش الحر المعارض للنظام السوري حتى بدأت صفحات مؤيدة بكتابة بيانات تحذره فيها من حمل علم المعارضة السورية أو إبداء أي موقف سياسي وبلغ الحدة في البيانات درجة التهديد بالقتل.
من جهتها، فضلت المشتركة السورية الأخرى فرح يوسف التركيز على مشوارها في البرنامج دون أي إشارات سياسية، على الرغم من أنها محسوبة على الموالين للسلطات السورية، وهو موقف لم يكن كافيا بعد أن وجهت تحية إلى مواطنتها الفنانة السورية أصالة، الأمر الذي فتح عليها باب تخوين وهجوم واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أنصار النظام.
لتسييس موقف الموهبتين السوريتين جانب آخر، إذ إن شركة سيرياتل للاتصالات أرسلت في غير مرة رسائل نصية لمشتركيها تدعوهم للتصويت لفرح يوسف دون أن ترسل مثيلاتها لتدعو للتصويت لعبد الكريم حمدان، وكأن الأخير قادم من بلد آخر ولا يمثل سورية في هذا البرنامج العربي.
وبعيدا عن المواقف الحادة تجاه يوسف وحمدان، يواصل سوريون كثر متابعة البرنامج أسبوعيا لمشاهدة ابني بلديهما، تقول فرح (23 عاماً) وهي طالبة في كلية الآداب في جامعة دمشق إنها تصوت أسبوعيا لكلا المشتركين quot;لأنهما يمثلان سورية شاء من شاء وأبى من أبىquot;، كما تقول لإيلاف، وتضيف: quot;أتمنى أن يصل كلاهما إلى الحلقة النهائية وأن يفوز حمدان باللقبquot;.
من جانبه يشدد أيمن (32 عاما) على أنه يكتفي بمشاهدة المنافسات الأسبوعية دون أن يشارك بالتصويت، ويعرب الصيدلاني عن تعاطفه مع فرح يوسف لأنه يعشق الأصوات الأنثوية أكثر، ويتمنى لها أن تصل إلى اللقب لتعوض خسارة مواطناتها رويدة عطية ووعد البحري اللواتي خسرن المنافسة النهائية في برنامج سوبر ستار قبل سنوات على شاشة تلفزيون المستقبل.
بدوره يلفت أحمد، وهو مواطن سوري يقيم في الإمارات العربية المتحدة، إلى أنه أصبح يجد في متابعة فرح وعبد الكريم أسبوعيا فرصة للهرب من أخبار المجازر والقتل في بلاده ويقول إن quot;الطرب الذي يقدمانه هو فسحة واستراحة قبل أن أعود إلى إدماني على الأخبارquot;، ويردف: quot;لست مع الدعوات الرامية إلى مقاطعة فرح يوسف بسبب موقفها المؤيد للنظامquot;.
أم علاء (36 عاما) والنازحة إلى دمشق من ريفها الملتهب، تبدي استغرابها لدى سؤالنا إياها عن مشتركي آراب أيدول، وتتساءل: quot;هل هناك من يملك الوقت لمثل هذا البرنامج والبلد تتعرض للدمار؟quot;.
التعليقات