من مطرب مغمور عرف الشهرة بسبب رواج أغانيه التي تدعو للأمل، والإنسانية، والسلام في الميدان خلال ثورة 25 يناير، فصار صوتاً لها، إلى مشارك في تظاهرات لا تخلو من ظواهر مسلحة لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي، فخيب حمزه نمرة آمال محبيه، وخسر رصيداً شعبياً كبيراً، بسبب إنحيازه بشكل واضح لا لبس فيه إلى جماعة الاخوان المسلمين.


القاهرة: رغم أن أغانيه تدعو للتفاؤل، والأمل، والسلام، إلا أن المصريين لم يتعرفوا على حمزه نمرة إلا بعد ثورة 25 يناير، وتحديداً عندما ذكر وائل غنيم إسمه في لقائه الشهير مع الإعلامية منى الشاذلي فور إطلاق سراحه، قائلاً بأنه كان يردد أغنيته quot;إحلم معاياquot; طيلة أيام حبسه في أمن الدولة خلال الثورة.

بدايات خجولة

إهتمام نمرة بالفن بدأ في سن مبكرة بمسقط رأسه في الاسكندرية في عام 1999 حيث التحق بفريق quot;الحب والسلامquot; بقيادة الموسيقي quot;نبيل البقليquot;، وتعلم على يده التأليف الموسيقي والتلحين، حيث عمل كمغنِّ وعازف جيتار، مما أكسبه خبرة جيدة على المستوى الفني.

نجم مرحلي
بدأ يعرف في الاوساط الموسيقية على نطاق محدود مع إطلالته عبر إذاعة نجوم إف إم مع الاعلامي احمد يونس قبل الثورة، ومشاركته المتكررة في برنامج quot;على القهوةquot;، حيث عرف بأغانيه الملتزمة، وقدم شريطهالأولquot;إحلم معاياquot; ولم يحقق وقتها نجاحاً يذكر، فيما كان الإعتقاد السائد لدى كثيرين أنه ليس مصري الجنسية، لحين مشاركته في ثورة يناير، فكان من الأصوات المحبوبة في الميدان، وبدأت وسائل الإعلام بالتركيز عليه، بإعتباره نجماً من نجوم المرحلة، وفناناً يمثل الخط الثوري الحالم بعالم أفضل.

شكوك في توجهه الإسلامي
حقق ألبومه الثاني quot;إنسانquot; نجاحاً كبيراً حين طرحه بعد الثورة، منافساً مبيعات ألبومات نجوم كبار على الساحة. ورغم أنه لم يدعم جماعة الإخوان المسلمين إلا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، وقسمت المصريين فريقين الاول يدعم جماعة الاخوان المسلمين ممثلة في الرئيس المعزول محمد مرسي نكاية في نظام مبارك الذي كان يمثله الفريق احمد شفيق بعدما خرج جميع مرشحي الثورة من الجولة الاولى.

إلا أن البعض اتهم الفنان الشاب بأنه ذو توجه اسلامي بعد تأييده للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة، لكنه كان حريصاً على نفي ذلك نفياً قاطعاً.

صدمة كبيرة
عندما أعلن عن مشاركته في التظاهرات التي لم تخلُ من عنف، ونظمتها جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة الماضي، كانت الصدمة كبيرة على محبي الفنان الشاب، حيث أسفرت هذه التظاهراتعن مقتل اكثر من 170 شخصاً في مختلف المحافظات، وهي المشاركة التي قوبلت بهجوم حاد من جمهوره عبر صفحته على تويتر.

وكتب نمرةرداً على منتقديه قال فيه: quot;أنا عارف كويس جداً إن قول الحق له تمن، وعمر التمن ما كان قلوب ودباديب في الهواquot;. مضيفًا: quot;أي وطن هذا الذي نعيش فيه، أي ظلم هذا الذي نراه ولا نستطيع تغييره، أو حتى التعبير عن رفضنا له؟ مكتئب اكتئاب ربنا وحده هو اللي عالم بيهquot;.

وفي وقت يشتد فيه الإستقطاب في الشارع المصري يخصم موقف نمرة هذا من رصيده الشعبي بشكل كبير حيث أن غالبية المصريين تشعر بطعنة كبيرة من العنف والدم الذي سال بسبب الإرهاب الذي تمارسه الجماعة على الشعب المصري في مختلف محافظات مصر.

ورغم أن عدداً محدوداً جداً من الفنانين أبدوا تأييدهم للرئيس المعزول مرسي، امثال احمد عيد، وعمرو عبدالجليل إلا أنهم التزموا الصمت منذ الأربعاء الماضي الذي نفذت فيه الجماعة اكبر عمليات تخريب تشهدها مصر منذ عشرات السنين، فيما حاولت ايلاف الاتصال بهم لمعرفة تعليقهم على الاحداث إلا أن ارقام هواتفهم كانت مغلقة.