أعاد المسلسل التلفزيوني "الخواسر"، الذي يُعرَض على القناة الثانية (دوزيم)، اللغط حول استهداف اللغة العربية في المغرب. فالمسلسل هو عبارة عن محاكاة ساخرة للمسلسلات التاريخية، وخليط ما بين الدارج بالعامية واللغة العربية الفصحى.


الرباط: أعاد المسلسل التلفزيوني "الخواسر"، الذي يُعرَض على القناة الثانية (دوزيم)، اللغط حول استهداف اللغة العربية في المغرب. فالمسلسل هو عبارة عن محاكاة ساخرة للمسلسلات التاريخية، وخليط ما بين الدارج بالعامية واللغة العربية الفصحى

مواجهة مكشوفة:
تجدد الجدل في المغرب حول الإساءة للغة "الضاد". والسبب في ذلك هو مزج مسلسل كوميدي يُعرض في رمضان بين الفصحى والعامية الدارجة. ويتعلق الأمر بـ "الخواسر"، الذي يحاكي المسلسلات التاريخية، إذ تحيل ملابس أبطاله على قرون خلت، غير أنهم يتحدثون بالدراجة ممزوجة باللغة العربية.

وسارع "الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية" لمهاجمة القناة الثانية مع عرض الحلقات الأولى للسلسة الكوميدية، مشيراً، في بيانٍ أصدره في هذا الشأن، إلى أن (دوزيم) قد انتقلت إلى مرحلة "المواجهة المكشوفة ضد اللغة العربية"، من خلال "الخواسر" الذي اختير موضوعه وسيناريوه لـ "الإستهزاء باللغة الرسمية للمغرب". وأكد أن ما يقع الآن من خلال عرض السلسلة هو "انتقال نحو الحرب المطلقة والشاملة على اللغة العربية الرسمية للمغرب والمغاربة".

سلوك مشين:
بدوره، رئيس&"الإئتلاف" الدكتور فؤاد أبو علي، قال في تصريحٍ حاص لـ"إيلاف":&"لقد سجلنا ملاحظاتنا كما سجلها النقاد والمتابعين على هذه السلسلة التي ليس لها مضمون، ولا سيناريو ولا حتى هدف التسلية الذي قُدِّمَت به، بل هدفها الوحيد هو الإستهزاء من لغة الضاد واحتقارها وإضحاك الناس عليها". وأضاف: "لقد&عبّرنا، باعتبارنا ائتلافا يضم طيفاً واسعاً من الفعاليات الأكاديمية والمدنية والسياسية، عن رفضنا لهذا السلوك المشين، واحتفظنا بحقنا في متابعة هذه القناة. وما زلنا في انتظار جواب وزير الإتصال بعد أن وُجِّه له سؤالاً شفوياً من طرف فريق برلماني. إضافةً إلى أننا لاحظنا استهجاناً متعاظماً من قبل عموم الشعب المغربي للمسلسل واحتقاره له في الكتابات الإعلامية والمتخصصة، ما يعني أن السحر انقلب على الساحر، فغدا العمل الذي رام منه أصحابه الإستهزاء بلغة الدستور هو نفسه محطة للاستهزاء والإحتقار".

وتحدث عن أحداث ومحطات اعتبرها مؤشرات على "الانقلاب على اللغة العربية" في المغرب مشيراً لأنه&"بعد التعديل الدستوري استبشر المغاربة، أو حلموا، بالحسم في الإشكالية اللغوية التي أرقتهم منذ الإستقلال من خلال إقرار لغتين رسميتين وتكفل الدولة بنص الدستور بحماية العربية وتنمية استعمالها. لكن منذ المصادقة على الدستور بدأت الحروب المعلنة والخفية ضد العربية تارة باسم التلهيج وأخرى باسم الأمازيغية ووصل الأمر ذروته مع نقاشات المجلس الأعلى للتعليم الذي خرج بتقرير إنقلابي يفرض الفرنسية عبر ما سمّاه التنويع التربوي أي التدريس بلغات متعددة". وأضاف "هذا اعتبرناه انقلابا دستورياً لأنه فرض لغة للتعليم بدون رغبة المغاربة الذين ارتضوا العربية والأمازيغية. لذا قلنا بأن أي قرار يخالف نص الدستور لن يمثل غير صاحبه. وإذا أضفنا الحروب الإعلامية المتتالية يمكن الجزم بأننا نعيش انقلاباً دستوريا مكتمل الأركان على اللغة الدستورية الأولى".

نسب المشاهدة:
وكانت القناة الثانية قد أكدت، استناداً إلى إحصائيات "ماروك متري" لقياس نسب المشاهدة، أن "الخواسر" احتل الرتبة الرابعة ضمن البرامج الخمسة الأكثر مشاهدة في (دوزيم)، إذ يتابع السلسلة أكثر من خمسة ملايين مشاهد في اليوم. وأوضحت في موقعها الرسمي أن "اللغة المستعملة في السلسة لم يسبق أن استعملت على شاشة التلفاز. وهي خليط ما بين الدارجة – العامية – واللغة العربية الفصحى"، كما أنها "عبارة عن محاكاة ساخرة للمسلسلات التاريخية".

&