تفقد حبكة القصة الأساسية للرواية العالمية الشهيرة "العرّاب The God Father" التي كتبها ماريو برونو أعمدتها الأساسية في "العرّابين"، بحيث استغل كل منهما شهرة القصة والفيلم في الترويج لنفسه دون الوفاء&لأصل العمل، علماً أن "نادي الشرق" استحق الثناء بنقاط قوته، فيما طالت الإنتقادات&أداء الفنان عاصي الحلاني الذي&فاجأ الجميع بتصريحه أن لا قيمة لرأي المنتقدين إن لم يكونوا أخصائيين في النقد الفني متجاهلاً الرأي العام.


&& بيروت:&ينطلق البحث بين العرّابين باقتسابهما وانفصالهما وتمايزهما وتنافسهما&منذ انطلاقة فكرة إسقاطهما على الواقع السوري من خلال عملين جمعا الأبطال من عدة جنسيات عربية. إلا أن حبكة القصة الأساسية للرواية العالمية الشهيرة لماريو برونو& The God Father التي تحولت لفيلم شهير تفقد أعمدتها في "العرّابين" حيث تتجزأ في الأول وتنفصل عن ذاتها في الثاني. فيبدو واضحاً، أنه بين الكاتبين حازم سليمان ورافي وهبي والمخرجين المثنى صبح وحاتم علي&وشركتي الإنتاج&"سما الفن وكلاكيت" قد انفصل العرّاب عن القصة الأم وكأنه مولود من أم بلا أب. ففي حين حافظ "العرّاب" على بعض التطابق بالشخصيات والأدوار والسيناريو، لم يبقَ في "نادي الشرق" إلا فكرة المافيوزية، علماً أن أبطال "الثاني" يتغنون بانفصال القصة المقتبسة عن الأساسية باعتبار الأمر حرفية عالية من الكاتب.

وفي جو التنافس الإعلامي والدعائي للعملين قبل عرضهما، كان لافتاً استعراض مكامن قوتهما. ففي حين تم الترويج لـ"العرّاب- نادي الشرق"&من خلال فكرة المافيوزية وفخامة الإنتاج عبر مشاركة سيارات أستون مارتن الفاخرة التي شاركت بأفلام جيمس بوند، حاول "العرّاب" الاستفادة من نجومية الفنان عاصي حلاني لمشاركته في هذا العمل كممثل دراما بتجربته الأولى. لكن السؤال يطرح نفسه: هل أفاد "الحلاني" بحضوره مسلسل "العرّاب" ورفع نسبة متابعيه؟ أم أن الأمر انعكس سلباً على نجوميته لكثرة الانتقادات التي طالت أدائه والتي وصفته بالضعيف، في حين اكتفى المدافعون عنه بالقول :إنها تجربته الأولى،&وعليه يمكن القول بأنه&يؤدي دوره جيداً، لكن أحداً لم يشهد بتميّزه في الأداء..!

أما المفارقة،&فكانت في تصريح&"الحلاني" الأخير الذي قال فيه أنه لا قيمة للتعليقات على أدائه إلا من النقاد الفنيين، شارحاً أنه لا يقيم وزناً لمجمل الآراء..! وهنا نتوقف لبرهة لنسأل: هل يعتمد نجاح ممثل وفشله فقط على رأي النقاد الفنيين؟! ماذا عن الجمهور العريض المتابع؟ ماذا عن الرأي العام الذي يجب أن ينطلق منه رأي النقاد بالدرجة الأولى؟! في طبيعة الحال، إن النجاح الحقيقي لأي ممثل بدورٍ ما هو العنصر الجاذب للمشاهدين تلقائياً دون دعاية شخصية. لأن المشاهد هو الناقد الفطري لنجاح الأعمال أو فشلها، وإن كان عاجزاً عن تفنيد مكامن الضعف ونقاط القوة كما يفعل الناقد الفني المختص بمتابعة الأعمال. فمن المؤسف أن يضرب نجم بحجم عاصي الحلاني آراء شريحة كبيرة من منتقديه بعرض& اللامبالاة باعتباره أن لا قيمة لرأيهم فيه كممثل! فهل يمثِّل فقط للنقاد؟&وماذا لو اعتمد في بيع أسطواناته وحفلاته فقط على رأي النقاد؟! وهنا&لا بد من أن نتحدث بموضوعية. فإقدام الحلاني على خطوة التمثيل في عملٍ ضخم يعد خطوة جريئة تحسب له، ولا شك أن ملامحه القاسية قد ساعدته في تأدية دوره الذي نقدر اجتهاده لأدائه، لكن الحق يقال بعيداً عن المجاملات، هذا العمل لم يضف "للحلاني" كما أنه بمشاركته لم يضف للعمل شيئاً. فهو مع اعترافنا بنجوميته فارساً في الغناء، نجد أن نجوميته كممثل تتحجم بوجوده مع المخضرمين رفيق علي أحمد&وعبد المنعم العمايري وسلوم حداد الذين رفعوا بتميّز حضورهم من رصيد&العرّاب.

وعليه، فإنه&بنتيجة&المقاربة بين&العرّابين،&يتفوّق "نادي الشرق" على العرّاب لناحية أداء الأبطال بحيث لا يمكن مقارنة أداء "الحلاني" بمستوى أداء جمال سليمان، كما أنه يتميّز بتنوع الحضور الفني مع&باسم ياخور وباسل خياط &وبروز القوة النسائية فيه بحضور أمل بوشوشة ودانا مارديني،&إضافةً إلى البذخ في الإنتاج وبحبكة السيناريو التي تحاكي الواقع السوري المعاصر، رغم أن البعض يأخذ عليه وقوعه بفخ الإطالة والحوارات المملة تفصيلياً حول الداخل السوري.&علماً أن ما يجمع بين العملين هو استغلالهما لشهرة الرواية الأصلية والفيلم The God Fatherفي ترويجهما&للمسلسلين دون الوفاء للقصة والعمل على أصله، بحيث أن المُشاهد الذي جذبه عنوانهما ليتعرّف على قصة العرّاب الأساسية وجد نفسه مغشوشاً بسيناريو مختلف في كليهما..!

وفيما&لا تزال فكرة&إنتاج الجزء الثاني من "نادي الشرق"&مشروعاً قيد الدرس، يتردد أن القيمين على "العرّاب" قد حسموا أمرهم بمتابعة إنتاج جزء ثاني منه. فهل سيتابعان&رحلة&الإنفصال أم سيلتحمان بالرواية الأصلية، وهل سيكملان بالنجوم ذاتهم أم سيدخلان&الوجوه الجديدة؟ وهل سيُعرضان مجدداً في السباق الرمضاني&كعملين متنافسين، أم&سينفصلان في المكان والزمان؟ والأهم، هل سيتلقى&"الحلاني" النصح الصادق من&أصدقائه النقاد الفنيين إما بتحسين أدائه في التمثيل أو العودة لملعبه في الغناء؟ أم أنه سيستمر برهانه على بعض المجاملات&ضارباً بعرض الحائط احترامه للرأي العام؟!
&