طال انتظار المشاهدين لعنصر المفاجأة في حلقات مسلسل 24 قيراط حتى تحققت أمنيتهم حين شارف على الإنتهاء! فحلقة الأمس كانت الوحيدة التي حملت عنصر الإثارة، وفي حين تميّز&أصحاب الأدوار الثانية بأدائهم، ظُلِمَ أبطال العمل بسيناريو ضعيف.


&& بيروت: طال انتظار المشاهدين لعنصر المفاجأة في حلقات مسلسل 24 قيراط حتى تحققت أمنيتهم حين شارف على الإنتهاء! فحلقة الأمس كانت الوحيدة التي حملت عنصر الإثارة بعد الحلقة التي تمت فيها محاولة اغتيال البطل في بداية عرضه.

والحقيقة أنه رغم الدعاية القوية التي سبقت ورافقت عرض العمل فهو لم يشفِ& غليل المشاهدين التواقين للإبهار الذي اعتادوا عليه من أبطال العمل وخاصةً عابد فهد وسيرين عبد النور. ليطل هذا العمل بجوهره بوزنٍ لم يقارب الــ24 قيراط قياساً بقيمة هذا المعيار في المجوهرات، وذلك على الأرجح يعود لذوبان خبرة أبطاله بحبكة السيناريو الضعيف!

لقد أحب المشاهد الثنائي عابد فهد وسيرين عبد النور بأعمالٍ سابقة حملت التشويق والإبداع كدورهما في "لعبة الموت"، كما أحبهما منفصلين في عدة أعمال حيث كان نجاحهما مدوياً وسط سباق المواسم الدرامية، كما أن ماغي أبو غصن قد أجادت أدوارها مسبقاً بشكلٍ أفضل، إلا أن هذا المسلسل لم ينصف أبطاله بالمطلق، لا بل ظلمهم بأدوارٍ لم تكن مقنعة.

"فهد"& بدا عالقاً بضعف المضمون الذي لم يسعفه ليصل للإبهار. وهناك سؤال ملح يطرح نفسه على كاتب العمل: من قال أن من يفقد ذاكرته يتحول لإنسان "غبي ومضحك"؟ هل من مبرر طبي أو إجتماعي؟ وهل يعقل أن يتحول رجل العصابة من المافيوزية إلى الغباء والبساطة بمجرد تعرضه لحادث؟ ماذا أراد الكاتب أن يقول في نصه؟ فإن كان قصده إيقاظ الطفل في الإنسان بعيداً عن الشرور التي يكتسبها عبر الزمن عندما يفقد ذاكرته، فلا يسعنا إلا القول بأن هذا النص راويةً حالمة تكاد تُشبه "روايات عبير العاطفية"!

مفارقة أخرى ، هي الدور الظالم لنجومية سيرين عبد النور، ليس لأنها لم تتقن الأداء، بل لأن الدور لم يفجر طاقتها التمثيلية ولم يعطها ملعباً لتقدم ما يرضي جمهورها، مع الإشارة لأن مساحة مشاهدها لم تكن بحجم دور البطولة، حيث كانت إطلالاتها قليلة نسبةً لغير أدوار لعبت فيها البطولة. فقد اعتاد المتابع على سيرين العاشقة المتمردة، حيث يكرهها أو يتعاطف معها بشدة. فملامحها تتعزز بهذه الأدوار الفاعلة حيث تغني المشاهد حين يكون النص غنياً، ولا يليق بها دوراً عابراً لم يعطها فرصة& كبطلة رُوِّج للمسلسل على اسمها!

أما ماغي أبو غصن، فالمؤسف أنها حاولت أن تكون مؤثرة، لكنها لم تترك أثراً يضيف لاسمها هي أيضاً. وعلى ما يبدو فإن خضوعها لعدة عملية تجميل والمبالغة في البوتوكس قد أفقدها القدرة على التعبير في ملامح وجهها التي تبدو جامدة رغم تأثرها.

وفيما شارف العمل على الإنتهاء، وبعد أن تصاعدت وتيرة حبكته في الحلقات الأخيرة، يمكننا بكل ثقة أن نقول أنه أنصف الممثلين في الأدوار الثانية أكثر من أبطال العمل. فاللافت في هذا المسلسل هو إبداع الممثل طلال الجردي الذي قدم دوره بحرفيةٍ عالية ودون تصنع أو مبالغة، كما أجاد باسم مغنية دوره بإتقان رغم أن عدسات المشاهدين قد ضبطه بخطأ إخراجي وهو يتحدث على الهاتف بينما كان يحمله من جهةٍ معاكسة!

بدورها، تقلا شمعون تميزت بأداء شخصيتها كعادتها، لكنها في "دور الأم" في مسلسل "روبي" كانت أكثر تميّزاً، كما في غيره من الأدوار، وذلك بسبب مساحة الدور الذي لم يكن منصفاً بحقها أيضاً.

في المفايوزية، برز أداء الفنانة ديمة قندلفت التي أبدعت بدور المرأة اللعوب والقاسية، كما برع مجدي مشموشي بأدائه العفوي المعتاد. لكن، فيفيان أنطونيوس الفنانة التي عودت متابعيها على أدوار جريئة ومؤثرة، قد سجلت مفاجأة سلبية. وذلك لقبولها بدورٍ هامشي بعد أن سبق لها أن لعبت أدوار البطولة، حيث كان دورها ضعيفاً وغير مؤثر البتة، ويمكن القول أنها في هذا الدور قد خذلت محبيها! إلا أن المفاجأة كانت بحضور الفنان المخضرم فادي إبراهيم في بضعة حلقات حيث برع بخبرته بإضافة نكهةً خاصة لدور العصابة رغم مشاهده المحدودة.

في المحصلة، يبدو واضحاً أن مسلسل 24قيراط لم يقدم للمشاهدين مادةً جديدة، ولم يبهرهم لا بنصه ولا بأداء أبطاله، وذلك لغياب الحبكة والتشويق، وبسبب سوء توزيع الأدوار في غالبيتها، فالتأفف سيد الموقف لدى الرأي العام الذي يردد بغالبيته أن المسلسل قد خذله بعد أن انتظر الإبهار أقله من حضور "عبد النور وفهد" معاً.

&

&