"إيلاف- المغرب" من الدار البيضاء: تتميز الممثلة المغربية آمال الأطرش بحرفية ومهنية عالية في الأداء. و تمتلك موهبة فنية ملفتة استطاعت بفضلها أن تحتل قلوب الجمهور المغربي دون استئذان، بحيث عودت الناس على متابعتها في أعمالٍ تتسم بالجودة والصدق، وهما شعاران لازماها منذ بدايات ظهورها على الساحة الفنية بالبلاد.
شاركت في عدة أفلام وسيتكومات، ولاقت شهرةً واسعة في سيتكوم "لالة فاطمة" بدور"عويشة"،"عائشة" خادمة ساذجة و بسيطة تتميز بالتلقائية وعدم التصنع، وتتلخص أحلامها في العيش باستقرار إلى جانب فتى أحلامها المسمى"القفل" والذي يعمل في محل لبيع المواد الغذائية.
ولقد كشفت مؤخراً للجمهور المغربي العريض عن عشقها وولعها بمجال الفن التشكيلي، من خلال مشاركتها في معرض جماعي يشمل أسماء مغربية وأجنبية، تم تنظيمه بمدينة أصيلة المغربية تحت شعار"معرض الربيعات"، من 7 إلى 25 يوليو الحالي، و ذلك في إطار موسمها الثقافي الدولي ال 39.
ايلاف المغرب" التقت الأطرش في "أصيلة" وكان معها الحوار التالي حول تفاصيل أخرى من مسيرتها الفنية و ما تحضره من جديد لجمهورها:
*تعرف الجمهور خلال منتدى أصيلة على الجانب الفني الاخر لديك ، والمتعلق بممارستك للفن التشكيلي، من خلال مشاركتك في معرض"ربيعيات"، كيف بدأ عشقك لمجال الريشة والألوان وما هو السر وراء هذا التوجه؟
-الفن التشكيلي ليس بالموهبة الحديثة العهد أو المستجدة في مساري الفني، فقد كان دائماً حاضراً لدي وبقوة، فالأشخاص القريبون مني والصحفيون الذين يعرفونني عن قرب يدركون أنني أمتلك موهبة في الرسم، إلى جانب عملي في مجال التمثيل وعالم السينما بالمغرب الذي أبحرت فيه، كل ما في الأمر أن الأضواء تكون مسلطة بشكل أكبر على من يمارسون التمثيل.
في المقابل، كنت أريد التروي وتخصيص وقت أطول قبل أن أقوم بعرض أعمالي لعموم المتتبعين، و أعتقد أن الوقت قد حان للقيام بذلك.
*كيف تقيمين مشاركتك في معرض "الربيعيات" لهذه السنة، والمنظم في إطار الاحتفال بموسم أصيلة الثقافي الدولي؟
- "ربيعيات أصيلة" قام باحتضان موهبتي الفنية في الميدان التشكيلي، و فتح لي المجال لإبرازها ومعانقة فنانين تشكيليين مغاربة ومن مختلف دول العالم، وأتمنى الإستمرار في"ربيعات" الكتوقع أنه سينطلق إلى أماكن ودول أخرى.
*أين تجد آمال الأطرش نفسها بشكلٍ أكبر: التمثيل أم الفن التشكيلي، وأيهما يستهويك بالدرجة الأولى؟
-لا يوجد فرق يذكر بينهما، لأن السينما تشمل جميع الفنون، بما فيها الديكور و اختلاف الألوان، أحس بأريحية في المجال التشكيلي، و حينما أكون لوحدي، أعيش مع اللوحة الفنية، وأحاول من خلالها التعبير عن المشاعر التي تخالجني والمواقف التي عشتها و واكبتها.
*الملاحظ أن أعمالك على صعيد التمثيل قليلة إن لم نقل نادرة في الآونة الأخيرة، لماذا تغيبين عن الساحة الفنية بالمغرب، وهل لهذا الغياب ما يبرره؟
- مسألة غياب الممثلين المغاربة عن الأعمال وعدم إطلالتهم على الجمهور اعتدناها منذ مدة ليست بالبسيطة، حيث نعتاد على مشاهدتهم ومتابعة اعمالهم، وفجأة ينقطعون عن الظهور على القنوات التلفزيونية، و هذا ما يدفعني صراحة للتساؤل: هل الأمر يعود للفنانين، أي أننا لم نتخذ قراراً يمكننا من إعادة النظر في جودة الأعمال المقدمة؟ أم أن المشكل يقتصر على قطاع الإنتاج، والذي يتصف بوجود أناس يحتكرون المجال، ويساهمون بطريقةٍ أو بأخرى في الإضرار بصورة الفنان، والذي يفتقد لوجود قيمة مضافة، حتى يحافظ على مكانته وحب المعجبين له.
تابعت: شخصيا، لا أحبذ المشاركة في أعمال فنية فقط من أجل الظهور، ما يهمني بالأساس أن يكون الجمهور مقتنعا بما أقدمه ولو على قلته. أتمنى أن أظل حاضرة لكن بمنتوج فني يرتقي بالذوق العام ،ويحسب لي في مشواري. أتعامل مع الأعمال التلفزيونية بنفس الطريقة التي أداعب فيها اللوحة الفنية، والتي أحرص من خلالها على وجود صدق في المشاعر، لأنه إذا غاب الصدق والوفاء وحس المسؤولية في العمل، سيختفي الفن والفرجة، خاصة وأن الجمهور المغربي ذكي، ولديه القدرة على التمييز بين الأعمال المتميزة والرديئة.
من جهة ثانية، هناك فنانون آخرون يجدون أنفسهم مجبرين على قبول أعمال معينة، لأنهم لا يملكون موردا آخر للرزق غير المجال الفني الذي يشتغلون به.
*هل لديك مشاريع مستقبلية فيما يتعلق بمجال الفن التشكيلي؟
- هناك معارض مرتقبة في القريب، و أنا بصدد التحضير لأحدها، في نفس السياق، فتحت ورشة للفنون التشكيلية في مدينة الدار البيضاء، و أفكر جديا في إقامة معارض داخل ربوع المملكة و في الخارج أيضا.ً
*بعد التمثيل والفن التشكيلي، هل بالإمكان أن نرى آمال الأطرش في أشكال فنية أخرى كالتأليف المسرحي، الإخراج أو المجال الإنتاجي؟
- لما لا؟ الفكرة واردة، ويمكن أن أمارس الإخراج يوما ما، و أجرب الوقوف وراء الكاميرا لكن على المدى البعيد.
*كيف تقيمين واقع الفن بالمغرب، هل لديك رؤية تفاؤلية بهذا الشأن؟
- كما سبق وأشرت سابقا، الفنان مطالب بالصدق لأنه أولاً وأخيراً يقدم فناً نبيلاً موجهاً لعموم الجماهير، و هو ما يفرض عليه الدقة في الإختيار.
*تعرف عليك الجمهور المغربي من خلال أدائك للأدوار الكوميدية، هل يمكن أن نراك في دور تراجيدي مستقبلا؟
- سبق لي أن قدمت اعمالاً تراجيدية في المسرح, لكني لم أساهم في عملٍ فني بدور تراجيدي كبير بعد. أرتاح في الكوميديا بشكلٍ أكبر، و أجد فيها ذاتي. علما أنها تتميز بالصعوبة في الأداء، عكس بقية الأصناف الفنية الأخرى، فمسألة نشر الابتسامة على محيا الجمهور ليست بالأمر السهل على الإطلاق.
*إختارت ممثلات مغربيات السفر خارج البلاد والاستقرار في دول المهجر، ما رأيك في هذا الأمر؟
-الهجرة تشكل محطة مهمة في حياة الإنسان الذي يسافر، يدرس ويطلع على ثقافات وتجارب أخرى ليعود بها ويساهم في تنمية محيطه، و حينما يقدم فنانون أو رياضيون مغاربة على السفر خارج حدود الوطن باتجاه وجهات مختلفة، فهم بذلك يصبحون سفراء لبلدهم في الدول التي يقيمون بها، و هو ما يمثل مسؤولية كبيرة يحملونها على عاتقهم.
صورة تذكارية مع المشاركين في المعرض |
التعليقات