إيلاف من بيروت: بعد غياب سبع سنوات طرحت الفنانة الكبيرة فيروز ألبوماً يحمل عنوان (ببالي) عبر المتاجر الإلكترونية ومنصات الموسيقى على الإنترنت، قبل طرحه بالأسواق في أقراص مدمجة، وذلك على عكس ما أشيع أخيراً، عن احتمال تأجيل طرح الألبوم إلى الشهر المقبل، حيث صدر حتى قبل الموعد المحدد بساعات. 

يذكر أن العمل الجديد يضم 10 أغنيات، طرحت ثلاث منها خلال الأشهر القليلة الماضية وهي: "لمين" و"يمكن" و"أنا وياك"عبر صفحة فيروز الرسمية على الفيسبوك في ذكرى رحيل عاصي الرحباني في يونيو حزيران الماضي وهي أعمال معربة محولة من الغربي إلى اللهجة اللبنانية جرى اقتباسها من أغنيات ذاعت عبر التاريخ الحديث لمغنين وملحنين كبار أمثال جون لينون، وتينو روسي، وجليبرت بيكو، وجان كلود باسكال، وكونسويلو فيلاسكيز. وتولى التوزيع الموسيقي البريطاني ستيف سيدويل.

ومن بين الأغنيات الجديدة التي يتضمنها الألبوم أغنية بعنوان (حكايات كتير) تختزل أمس فيروز ويومها وتكاد تشكل وصفاً دقيقاً لعمر فني مر بمراحل وسكن بأخرى. 

وتقول كلماتها: ”سافرت وبرمت كتير/ غناني غنيت بكل المسارح/ صحيح بالآخر فليت/ وصدى صوتي ساكن المطارح/ وجوه الناس صارت ممحية/ ذكرى وحنين كأنو مبارح/ وحب الناس اللي كانوا هون لون حياتي/ مرات كتير خفت وبكيت/ ما قدرت فل لهيك بقيت/ ندم لشو ما بعمرو فاد/ قصص بتروح وما بتنعاد/ قصص وخبار شو كانوا كتار/ ملوا حياتي“.

وهذه الأغنية مأخوذة من أغنية فرانك سيناترا الشهيرة (I did it My Way) كحال بقية الأغنيات التسع والتي جرى اقتباسها لحنا وكلمات من أغان عالمية معروفة بإشراف ابنتها المخرجة ريما عاصي الرحباني.

وكان آخر ألبوم لفيروز صدر في 2010 من ألحان وتأليف ابنها زياد الرحباني أما آخر ظهور علني لها فكان في نهاية 2011 حين أحيت مجموعة حفلات على مسرح البلاتيا في جونية في ساحل كسروان.

جدل

وكما جرت العادة مع كل إصدار حديث لأيقونة الفن اللبناني تنقسم الآراء حول جودة العمل ونوعية الأغاني. وكما لام البعض على فيروز غناء كلمات إبنها زياد الرحباني العبثية أحياناً والواقعية المليئة بالمفردات اليومية لأبناء بيروت في أحيان أخر، لام عليها البعض هذه المرة غناء كلمات وصفت بـ "الركيكة" لإبنتها ريما الرحباني، رغم أنها تعتبر الى حد ما ترجمة أو تعريب وفي للأصل الأجنبي.

في النهاية .. تبقى فيروز عنواناً للتجدد والإختلاف في تجاربها الفنية، لاترضى أن تكون حبيسة لون أو شكل غنائي ... تقدم ما تشعر به دون تردد في شجاعة تحسب لها ... ففنانة أخرى بقيمتها الفنية ربما كانت ستبقى أسيرة لتاريخها ... يقف بها الزمن ولا تسير معه.

أما تجاربها الفنية المنتقدة، فقد أثبت التاريخ أن الإعتراض يتحول لعشق مع مرور الزمن ... وبعد أن كانت أعمالها مع زياد توصف بأنها مغامرات غير محسوبة لا ترقى لمستوى أعمالها مع الأخوين رحباني، باتت اليوم تشكل جزءاً من وجدان الأجيال الحديثة التي توارثت حب فيروز عن الآباء والأجداد. 
ببالي ... عطاء جديد لسيدة الغناء اللبناني التي جاوزت الثمانين، خطوة تستحق الإحتفاء قبل أي شيء آخر.