"إيلاف" من القاهرة:&يُعتبر المسرحي الراحل سمير خفاجي أحد رواد ومؤسسي المسرح ليس فقط بأعماله الإنتاجية ولكن بمعاشرته ورصده الدقيق لأحوال المسرح على مدار عقود والتي وثقها في كتابه "أوراق من عمري" الذي اصدره قبل رحيله بمساعدة الفنان القدير محمد أبو داود.
وتواصل إيلاف عبر عدة أجزاء حكايات المسرح المصري كما روها سمير خفاجي في مذكراته، ليسجل تأريخاً لمرحلة مهمة في مسيرة المسرح المصري ويتحدث فيها عن علاقته بالنجوم والمواقف التي حدثت وأغربها ذاكراً لوقائع بأسماء أصحابها.

&

الحلقات السابقة من مذكرات سمير خفاجي
الحلقة الأولى: سمير خفاجي يؤرِّخ المسرح المصري في أربعينات القرن الماضي
الحلقة الثانية: سمير خفاجي العاشق لصوت "أم كلثوم": هكذا رحل نجيب الريحاني!
الحلقة الثالثة: سمير خفاجي يوثٍّق انطلاقة فؤاد المهندس وعلاقته بـ"الريحاني"
الحلقة الرابعة: سمير خفاجي: بشارة واكيم مات حزناً من الجمهور!

&


رفض لفؤاد المهندس
نعود الي العرض الذي اقترحته على الأستاذ بديع خيري بتكوين فرقة من شباب الجامعة، على أساس أن يربّي جيلاً من الممثلين يمكن أن يحلّ مكان الجيل الرائد في حال&غاب أو اعتذر أحدهم. علماً أنهم كانوا مستعدين للعمل في سبيل الهواية، ولا تهمهم المادة. وقلت أيضاً أن السيدات تحية كاريوكا ولولا صدقي على استعداد للتعاون معنا.

وقيل في هذا أن السيدتين ميمي وزوز&شكيب قد اعترضتا على الاستعانة بسيدات من خارج الفرقة خصوصا أنهن نجمات وأسمائهن لامعة. وسألت السيدة أمينة شكيب وقلت لها: سمعت أنك من معارضي تكوين فرقة من الشباب.. فقالت: بالعكس، أنا في مصلحتي كده، هو أنا عندي ابن عاوزة اعمله بطل للفرقة!

&



المهم أنني بعد الموافقة المبدئية من الأستاذ بديع، لم أصدق نفسي وشعرت أننا على بداية الطريق الصحيح وطرت أزف الخبر لفؤاد المهندس وبقية الفريق وأن حلما على وشك التحقيق.&فقريبا سنعمل في "فرقة دائة واي فرقة"!.. كبرى&الفرق التي تقدم الكوميديا في مصر. وبتنا جميعا نحلم ونرسم مشاريع المستقبل الباسم، وبعد عدة أيام فاجأني الاستاذ بديع بالموافقة على المشروع.&فقلت بثقة وفخر: طبعا في مقدمتهم فؤاد المهندس.. ما كدت أنطق بالإسم حتى انتفض الرجل واقفاً كأن أصابته حية أو لدغته عقرب! وقال إلا هذا.. لا يمكن مستحيل أن أوافق..! فتعجبت وأجبت في ذهول: ليه؟ ده فؤاد ممثل جيد جدا.. فقال: أعلم ولا اعتراض لدي على موهبته. وقال جملة مازالت في الذاكرة محفورة ولم أدري لماذا قالها وما معناها.. (ده زي أنور وجدي الإيد اللي هتتمدله هيعضها)..! قلت له يا استاذ بديع فؤاد المهندس رجل طيب جداً ومن أصل كريم.. وقال هذا الموضوع ليس له مجال في المناقشة.. وأنا ارشح حسين عبدالنبي ولأول مرة في حياتي أكون فيلن (شرير)، وتأتيني الشجاعة فأقول للأستاذ بديع: حسين عبدالنبي بيقول عليك حرامي.. خرجت الكلمة من شفتاي وكيف أواجه الاستاذ بهذه الوقاحة؟.. امتقع وجه الرجل وقال: بتقول ايه.. بقول إنك أخدت رواية (ابن مين بسلامته) من أحمد حلمي وكتبت عليها اسمك، وبالأمارة دفعتله فيها 30 جنيه.. فقال: "يا بني أنا ليس عندي متسع من الوقت كي اترجم مسرحيات.&إن الذين يعرفون لغات قادرون على أن يترجمون مسرحيات كثيرون.. فهذه مقدرة لغوية.. ولكن أن تعيد صياغتها وتصبها في قالب مصري دون أن يشعر المتفرج بأي غرابة فتلك الصعوبة، أنا لا أغير الأسماء بحيث يكون جون هو برعي إنني أعيد صياغة المسرحية وأخلق مواقف جديدة وأضع الإيفيه الحراق.. أنا ممكن أترجم الرواية في 48 ساعة ولكن أظل أعمل شهوراً حتى تظهر للجمهور بالصورة التي ترضيني".
&حاولت بشتى الطرق إقناع الأستاذ بديع بتغيير رأيه.. لكن دون جدوى.. وانهارات الأحلام.. وضاع المشروع.. وعدنا&لنقطة البداية. ظللت فترة طويلة عن سبب هذا الموقف المتشدد من الاستاذ بديع تجاه فؤاد المهندس.. وبعدها التقيت صدفة في الكواليس بالفنانة ميمي شكيب وقالت لي: طبعا مش عاوز فؤاد عشان ابنه.&

بعدها عرفت أن السبب هو أن بعد وفاة نجيب الريحاني ذهب فؤاد مع مجموعة من أعضاء فريق التجارة إلى&الأستاذ بديع وقالوا له أنه بما أن الفرقة لا تعمل في فصل الصيف حيث كان نجيب الريحاني معتاداً السفر&خارج البلاد صيفاً، فهم يطلبون من الأستاذ بديع أن يؤجر لهم المسرح ويعطيهم مسرحيات الفرقة، وكذلك الممثلات كي يقوموا بتقديم الموسم. كان الاستاذ بديع يجلس في غرفة السيدة زوزو شكيب في المسرح حينما قدم له فؤاد المهندس هذا العرض.. صعق الرجل ولم يستطع النطق لدقائق ثم قال: (إنت عاوز تخطف اللقمة من بوقي).. في هذه اللحظة دخل الغرفة الاستاذ سراج منير.. فقال له الاستاذ بديع: تعالى&شوف يا سراج الأساتذة بتقول إيه!..هنا تدارك فؤاد الخطأ الذي تسبب فيه زملاؤه وقال: (آسف يا أستاذ بديع أنا غلطان).. لكن سراج طردهم.. ولم يكن فؤاد قد اخبرني عن هذا الموقف مطلقا.

&

&

ورغم ذلك لم أيأس وحاولت مرات عديدة مع الأستاذ بديع لأصلح الموقف بلا جدوي حتى علمت من فؤاد انه يخرج لفريق التمثيل بجامعة عين شمس إحدى مسرحيات الريحاني التي يقوم ببطولتها محمد عوض، وكان من ضمن الفريق سعيد عبدالغني.. وقبل العرض قلت للاستاذ بديع إن فريق الجامعة يقدم إحدى مسرحياته فهل تمانع في أن تحضر وتشجعهم، ولم أقل له أن فؤاد المهندس هو مخرج العرض فرحب بالفكرة.. وفي يوم العرض ذهبت معه إلي مسرح جامعة عين شمس، وكان مرض السكر قد استحفل معه، حتى أن أصابع قدميه تآكلت.. فكان يتوكأ على عصا، وكان لا يستطيع ان يلبس حذاء فكان يلبس بنتوفلي (شبشب).. جلسنا في الصف الاول وبعد العرض سالته عن رأيه،&فقال والله الأولاد هايلين، قلت له أنه إذا صعد إليهم وقال لهم هذا الكلام سيرفع من روحهم المعنوية.. فقال معنديش مانع.. ولما كان مرض السكر قد تمكن منه حتى انه تعذر عليه الخروج من المسرح للذهاب إلي الكواليس لأن المسرح كان به سلمين على جانب خشبة المسرح فاقترحت عليه أن يظل في معقده حتى يخرج الجمهور ويستطيع الصعود إلي المسرح من هذه السلالم الصغير.&
خرج الجمهور وقبل أن يصعد إلي السلم فوجئت بالستار يرفع ويظهر فؤاد المهندس مهللا وقال اهلا اهلا سي بديع.. امتقع وجه الرجل ونظر لي وقال إنت جايبني هنا عشان تحرجني.. واستدر خارجا من المسرح وفؤاد مذهول لا يدري كيف يتصرف.&
وكانت نتيجة هذا الحادث بالنسبة لي مؤلمة إذ أن الأستاذ بديع قاطعني ورفض مقابلتي واتخذ موقفا مني لمدة تزيد عن سنة.. تعرفت في هذه الفترة على الأستاذ أحمد شكري.. وكان يكتب للإذاعة برنامج ناجح جداً يسمي (يوميات أمشير).. فكتب لنا مسرحية اسمها (ما كان من الأول) وهي مسرحية كوميدية ترجمها عن الألمانية اسمها (كل المدينة تتحدث)، والي قدمتها فيما بعد في أول الاحتراف في فرقة ساعة لقلبك المسرحية وأعدت صياغتها مع الأستاذ أحمد شكري وقدمتها في مسارح التلفزيون باسم (حالة حب) واقتبستها السينما بعد ذلك باسم (إشاعة حب) واقتبسها الاستاذ بديع باسم (الرجالة ما يعرفوش يكدبوا).. استعنت في هذه المسرحية بالسيدات لولا صدقي وزوز ماضي ورفيعة الشال وقدمتها على مسرح الأزبكية لمدة ثلاث ليال في حفلات الماتينيه.. ولاقت من جمهور الجامعة إقبالا ملحوظا.&
حريق القاهرة..&

في 26 يناير 1952 حدث حريق القاهرة وحرقت أغلب المحلات وكذلك جميع الملاهي الليلية.. وكانت جثث القتلي تملأ الشوارع وأظلمت القاهرة وتكهرب الجو السياسي.. وكانت الوزارات تتغير كل شهر على الأكثر، والمسارح متوقفة وبالاختصار عاشت مصر فترة من أحلك الفترات، وفي 23 يوليو قامت الثورة وفي 26يوليو خرج الملك، مرت على الثورة 6 أشهر وفي يناير سنة 1953 أقيمت حفلات في المعرض احتفالا بهذه المناسبة.. كان يشترك فيها جميع الفنانين من مغنيات وراقصات.. حتى الممثلين كانوا يشتركون في هذه المهرجانات.. فيوسف وهبي يقدم فاصلا كوميديا، وكان الجميع يشتركون في نهاية العرض بنشيد.&
انتهزت الفرصة وقدمنا إلى سكرتير عام الجامعة طلبا لكي نحتفل بإقامة مهرجانا فنيا في قاعة الإحتفالات الكبرى وكانت مغلقة لا تستعمل.. وأخذ الأستاذ رجاء العزبي الموافقة لهيئة النهضة الجامعية لإقامة مهرجان سينمائي، فقمت بالإتصال بالشركات الأجنبية التي كنت على صلة بها عبر&المجلة وبنيت مع مديري هذه الشركات تربطني بهم صلة.&وقررنا أن نصرف حصيلة هذه الحفلات&على الفرقة المسرحية.. واستعطت الحصول على عدد من روائع الأفلام الأجنبية.&وكان سعر التذكرة يتراوح بين قرشين ونصف وخمسة قروش. فاستطعنا أن نحصل على فيلم "لحن الخلود" من استوديو مصر عن طريق حسني بك نجيب. وكان يعرض في هذه الفترة بسينما استوديو مصر. وكان يحقق إيرادات خيالية وهو من بطولة فريد الأطرش وفاتن حمامة وماجدة ومديحة يسري وسراح منير...

عرضنا الفيلم في آخر أيام المهرجان وقدمناه في حفلتين وبيعت جميع التذاكر. لكننا فوجئنا في حفلة الماتينيه ولم تكن انتهت بالحرم الجامعي وليس به موضع لقدم، وخرجت حفلة الماتينيه وامتلأت حفلة السواريه بالجمهور.. ولكن الجمهور في الحرم الجامعي يتزايد،ما الذي حصل إن التذاكر المباعة قدر الكراسي.. امتلأت الطرقات بالجمهور ولا توجد أماكن لهم، والجمهور لا يزال في الحرم الجامعي والغريب أن كل هذا الجمهور معه تذاكر،بدأنا نرجع فلوس التذاكر للناس واتضح ان احد الطلبة قد زور التذاكر وزر ختم الضريبة وباع عدداً هائلاً من التذاكر وعرفنا أن الطالب قدم للمحاكمة وعليه حكم بالسجن وفصلاً نهائياً&من الجامعة.

&

&


&

الدلوعة..
في سنة 1953 بعد قيام الثورة وفي ذكري نجيب الريحاني الرابعة استأجرنا مسرح الهوسابير لتقديم مسرحية الدلوعة تخليدًا لذكري الريحاني في 9 يونيه وكانت فرقة الريحاني قد احتفلت بذاكره 8 يونيه، وفوجئنا بحضور مندوب عن رئيس الجمهورية محمد نجيب في ذلك الوقت، وطلب الرجل أن يلقي كلمة بهذه المناسبة، على أن يقدمه الأستاذ بديع خيري، تحرج الموقف إذ ان الاستاذ بديع غير موجود، ذهبت جريًا إلى مسرح الريحاني وهو بالقرب من مسرح الهوسابير، وقابلت الاستاذ بديع ورفض الحضور، وقال: (لازم تعرف إن مندوب الرئاسة قد حضر إليكم عن طريق الخطأ إذ كان من المفروض حضور حفل التأبين الذي أقامته فرقة الريحاني أمس)، واضطررنا للاعتذار بأن الأستاذ بديع قد أصابته وعكة صحية وقدمنا العرض وعلمت أن عادل خيري حضر العرض دون أن يعرف أحد وكذلك حضر العرض الأستاذ محمود ذو الفقار المخرج المعروف في ذلك الحين وكانت تربط فؤاد بآل ذو الفقار علاقة صداقة قوية، وكان فؤاد في هذه الفترة يقوم بأدوار ثانوية في السينما فحينما حضر الأستاذ محمود ذو الفقار العرض أعجب بفؤاد، فعرض عليه القيام ببطولة فيلم بنت الجيران، وكان قد اعتذر عنه الاستاذ إسماعيل ياسين، مضى فؤاد عقداً مع أفلام ذو الفقار وكان بدايتها هذا الفيلم، ولم يلاق&الفيلم نجاحاً ملحوظاً.&فأسند إليه دوراً أصغر في الفيلم التالي، وكان باسم (الأرض الطيبة) وبعد ذلك دورين صغيرين جداً في فيلمي (غلطة العمر) و(عيون سهرانة) الذي قام ببطولته صلاح ذوالفقار أول عهده بالتمثيل.

كان في دفعتي في كلية الحقوق السيدة المطربة فايدة كامل والسيدة آمال بكيرالصحفية، وبرلنتي العشري التي تزوجت بعد ذلك المنتج حسن رمزي.. وأنجبا هدى رمزي الممثلة والمنتج محمد حسن رمزي، كذلك كان بليغ حمدي في الكلية أيضا، وكان يسبقنا في نفس الكلية الفنان الراحل عادل خيري نجل الكاتب الكبير بديع خيري.. بينما كان الكاتب الكبير يوف عوف مؤسس فرقة ساعة لقلبك معنا في الجامعة بكلية الزراعة.

&

&

&

نجيب الريحاني لم يكن يقدم موسما صيفيا في مدينة الأسكندرية اللهم إلا الأسبوع الذي يقدمه كل عام على مسرح محمد على (سيد درويش حاليا) لكن الاستاذ بديع قرر أن يقيم مواسم صيفية في مدينة الإسكندرية على مسرح كان يسمى مسرح النجمة بالشاطيء. وذلك قبل أن يبني مسرح الريحاني بكامب شيراز.. ولم أتمكن من مشاهدة أي عرض من هذه العروض التي قُدمت في الإسكندرية، وعادت الفرقة من الإسكندرية وقدمت موسماً صغيراً على مسرح الأزبكية الصيفي. ولما كانت هناك صداقة قوية تربطني بالأستاذ عباس فارس وزينات صدقي، فما أن اعلن موسم الفرقة بمسرح الأزبكية حتى هرعت لمقابلة الأصدقاء. وبمجرد أن دخلت كواليس المسرح حتى سألت الاستاذ سراج منير عن زينات صدقي. فقال: "لقد كرشناها.."! فقلت: "كرشتم السيدة التي حينما أعلن الأستاذ بديع خيري عن استمرار فرقة الريحاني في تقديمها وعرض على&زينات العمل اشترطت أن تتقاضى نصف مرتبها، فلما قال لها الأستاذ بديع كيف؟.. فقالت لقد كانت الإعلانات تكتب نجيب الريحاني وفرقته يعني راح النص.. مات.. يبقي آخاد نص مرتب.. السيدة التي حينما أخذ يوسف الريحاني شقيق الأستاذ نجيب اكسسوارات المسرح أحضرت عفش منزلها، حتى يحل محل الاكسسوار الناقص.. هذه السيدة الفنانة الملتزمة التي لا يسمع لها صوت في المسرح، وكانت لا ترى إلا وهي تؤدي دورها على المسرح أو في حجرتها لا تختلط بأحد.."

ذهبت إليها وكانت تقيم بجوار الريحاني في شارع جلال، فعلمت منها أنه قد حدثت مشادة بينها وبين الشقيقتين ميمي وزوز شكيب.. لقد كانت زينات في فترة سابقة تعمل كراقصة في فرقة &بديعة مصابني وكانت تفتح مع الزبائن، فلما عملت في بداية عهدها في فرقة الريحاني ظلت لفترة تعمل كراقصة أيضا، وفي هذا كانت تقول إن مواسم فرقة الريحاني قصيرة وهي مسؤولة عن أسرة كبيرة، شقيقتها وأولادها فكان لابد أن تعمل حتى تستطيع أن تعيش، إلي أن كان ذات يوم حضرت إلي المسرح ويبدو أنها كانت منهكة.. فلما صعدت إلي المسرح لأداء دورها فؤجي الريحاني بها تقول حوار الفصل الثاني في الفصل الأول.. فثار عليها الأستاذ فقلت له: حرمت يا أستاذ.. ومن هذا اليوم اعتزلت الرقص خارج فرقة الريحاني وخاصة حياة الليل وزبائنه، وكانت السيدتين ميمي وزوزو شكيب من أسرة كبيرة وكانتا من أوائل أبناء العائلات التي أحترفت التمثيل.. فكانت كلما قرأتا في صفحة الوفيات عن موت أحد الباشوات حتى ترتديان ثياب الحداد، لأن الباشا الفلاني قريبهم قد مات، وكانت تمثلان هما والاستاذ سراج منير مركز قوي في الفرقة، فهما بطلتا الفرقة والأستاذ سراج ممثل ومخرج الفرقة وكانت تعايران زينات صدقي بما فيها كلما مرت في الكواليس إلى أن طفح الكيل ذات يوم، فانفجرت زينات، وقالت أنا ما عملتش بمزاجي.. أنا عملت كده عشان محتاجة مش زي غيري مش محتاج وبيعمل كده.

قالت زينات ما قدرتش استحمل..رحت ماسكة زوزو من شعرها وكان شعرها طويل جدا ولفيته على إيدي وقلعت الشبشب وعكمتها ضرب اسكندراني من اللي يوجع وما يبانش.. واحترمت نفسي ولميت هدومي وسبت المسرح، فما كان منهم إلا أن قدموا بلاغاً في القسم ضدها، فلما حضرت أمام ضابط القسم الذي وجه لها تهمة أنها بضربها لزوزو شكيب التي ادعت انها كانت حامل وسقط حملها بسبب هذا الضرب فقالت: (يا ولية حرام عليكي بقالك 20 سنة ما حملتيش في نملة جاية دلوقتي تقولي أنك حامل).. ولما قالها الضابط إنها تعدت على سراج منير بالسب والقذف قالت له: (إنت راجل ....).. فما كان منها إلا أن ردت بتلقائية: اسمع يا حضرة الضابط انا اسمي زينات.. لما تقولي يا زينات هزعل؟.. وخرجت زينات من فرقة الريحاني إلى الابد وكل المحاولات التي بذلت لكي تعود إلي الفرقة فشلت.. إذ كانت تقول الفرق التي أخرج منها لا أعود إليها أبدا.ً&