ليتل ريتشارد في 2005
Reuters

توفي المغني ليتل ريتشارد، أحد ابرز رواد موسيقى الروك آند رول، عن عمر يناهز 87 عاما، وذلك بحسب ما قاله ابنه داني بينيمان لمجلة رولينغ ستون.

ونقلت المجلة عنه قوله إن سبب وفاة والده غير معروف.

ومن أشهر أغاني ليتل ريتشارد "غود غولي مس مولي"، والتي كانت على رأس قائمة أكثر الأغاني رواجا في بريطانيا في عام 1958، فضلا عن أغنيات رائجة أخرى مثل "توتي فروتي"، التي باعت أكثر من مليون اسطوانة و"لونغ تول سالي" التي سجلها لاحقا فريق الخنافس "البيتلز".

وكان المغني، الذي ولد في ولاية جورجيا الأمريكية باسم ريتشارد واين بينيمان، من بين الرعيل الأول لمجموعة من من المغنين الذين علقت صورهم في قاعة مشاهير الروك آند رول في عام 1986.

وحقق هذا النجم، الذي اشتهر بإنتاجه الغزير، وبصوته الأجش وصيحاته العالية وملابسه اللامعة، أكبر نجاحات له في خمسينات القرن الماضي.

وفي تأبين ليتل ريتشارد، قال نايل رودغرز المؤسس المشارك لشركة شيك إن وفاته تعني "خسارة عملاق حقيقي".

وكان ليتل ريتشارد ينتمي لأسرة كبيرة تضم 12 طفلا كان أحدهم، وقال إنه بدأ في الغناء لأنه أراد التميز عن أشقائه.

وقال لراديو 4 في بي بي سي عام 1998: "كنت أكبر رأس بينهم، ومازلت أكبر رأس، وقد فعلت ما فعلته، لأنني أردت لفت الانتباه، وعندما بدأت أعزف على البيانو وأصرخ وأغني نجحت في لفت الانتباه".

منح ليتل ريتشارد موسيقى الروك بعضا من أجمل أغانيها
EPA
منح ليتل ريتشارد موسيقى الروك بعضا من أجمل أغانيها

ولد ريتشارد في ماكون بجورجيا، في 5 ديسمبر/كانون الأول 1932. ونشأ في هذه الولاية الواقعة جنوب الولايات المتحدة، واستوعب إيقاعات الترانيم وتأثيرات نيو أورليانز، ومزجها بعزفه الرائع على البيانو.

كان والده واعظا، كما كان يدير أيضا ناديا ليليا، وكانت والدته معمدانية متدينة.

وقد قال لمجلة رولينغ ستون عام 1970: "لقد ولدت في منطقة فقيرة حيث باع والدي الويسكي، الويسكي الذي كان يباع بطريقة غير شرعية".

غادر المغني المنزل في سن المراهقة بعد خلافات مع والده، الذي لم يدعم موسيقاه في البداية.

وقال المغني فيما بعد: "أراد أبي أن أنجب 7 أبناء، وقد أفسدت ذلك، لأنني مثلي".

على الرغم من أنه كان مثليا علنا لسنوات عديدة، إلا أنه كانت لريتشارد أيضا علاقات مع النساء. وقد تزوج إرنستين هارفين، وهو إنجيلية أيضا، وفي وقت لاحق تبنى ابنا.

وشمل انجرافه للملذات حفلات تعاطي المخدرات والخمر والجنس، والتي كان يصحب معه إليها الكتاب المقدس.

بيد أن وفاة أحد أشقائه جراء تناول الكوكايين، قادته الى العودة الدين وانتهى أخير إلى العمل كقس في السبعينيات.

وتحدث أعضاء فريق رولينغ ستونز، الذين قدموا عروضا له، باحترام عن براعته على المسرح.

وقال ميك جاغر ذات مرة: "قاد ليتل ريتشارد المسرح بأكمله إلى حالة جنون كامل، ولا توجد عبارة واحدة يمكن أن تصف تأثيره على الجمهور".

أثر ليتل ريتشارد بجيل من الموسيقيين جاء بعده
PA Media
أثر ليتل ريتشارد بجيل من الموسيقيين جاء بعده

قوة الطبيعة

بقلم إيان يونغز، مراسل بي بي سي للفنون والترفيه

عازف مفعم بالطاقة، وشخصية ملتهبة، ومغنٍ صاخب، الأمر برمته حول قوة الطبيعة حيث لم تشهد الموسيقى الشعبية مثل ليتل ريتشارد قبل أن يخرج من نيو أورليانز في منتصف خمسينيات القرن الماضي.

وإذا لم يكن هناك ليتل ريتشارد، لكان جزءا رئيسيا من الحمض النووي مفقودا من أعمال فريق الخنافس "البيتلز"، وبوب ديلان، وديفيد بووي، وجيمي هندريكس، فقد كان أيقونة بالنسبة لهم جميعا.

ومع مغنين من أمثال تشاك بيري وإلفيس بريسلي، كان ليتل ريتشارد أحد الرواد الذين مزجوا موسيقى البلوز والترانيم مما أدى إلى تطور موسيقى الروك أند رول في الستينيات.

لقد كان نفحة هواء نقي في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، بصورته واقفا وهو يعزف على البيانو بشعره المشعث فيما يصدح صوته القوي بأغانٍ مثل "غود غولي مس مولي" و"توتي فروتي" و "لونغ تول سالي".