إيلاف من جدة: لليوم الخامس على التوالي، يتابع مهرجان البحر الأحمر السينمائي فعاليات دورته الثانية، بإقامة حوار مع المخرج الألماني التركي المعروف فاتح أكين، بالإضافة إلى عادل وبلال فلاح، بجانب عدد كبير من الأفلام.

جلسة حوارية لفاتح أكين
تحدث فاتح أكين عن مشواره الفني بداية من عام 1995 بفيلمه القصير "سينسين.. إنه أنت"، خلال الجلسة الحوارية المقامة له على هامش فعاليات المهرجان، وفاتح أكين هو مخرج موهوب وفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي في عام 2004 بفيلمه الرابع الكلاسيكي "وجهًا لِوجه" (2004) صوت مما يجعله آخر ألماني يفوز بجائزة الفيلم الأبرز في البلاد.

أنتج فاتح حتى الآن 11 فيلمًا طويلًا وفيلمين وثائقيين، وقدّم نفسه كواحد من أبرز المخرجين في أوروبا، بعد أن دشّن مسيرته بفيلم "صدمة حادّة وقصيرة"، وموضوعه مُستلهم من عنوانه؛ حيث يركز على أزمة الهوية التي يواجهها الشباب الألماني القادم من خلفيات عرقية مختلفة، وصولًا إلى فيلمه الكوميدي: "سباكة الذهب" (2022)، وهو عن عالم العصابات. ويُعرض في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي 2022، ضمن برنامج "اختيارات عالميّة".

جلسة حوارية لعادل وبلال فلاح
وشهد اليوم الخامس للمهرجان أيضًا جلسة حوارية لعادل وبلال فلاح، للحديث عن مشوارهما الفني، وفيلمهما “فتيان أشقياء للأبد” الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وفيلم “المتمرّد” (2022)، الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي، ويُعرض أيضًا في الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2022، ضمن برنامج “روائع العالم”، وهو عن قصّة إخوة يغامرون بالذهاب إلى سوريا التي تمزّقها تبعات الحرب؛ في إطارٍ حربيّ وموسيقيّ شيّق.

باقة منوعة من الأفلام تعرض للمرة الأولى

كما تستمر عروض الأفلام، ومنها العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للفيلم الكوري الارتقاء، للمخرج والمؤلف هونغ سانغ سو، وخلاله يصطحب المُخرج السينمائي بيونغسو ابنته المصمّمة الداخليّة الطموحة في رحلة إلى مبنى من تصميم وملكيّة صديقته القديمة الرائدة في المجال. ومع جولتهم داخل المبنى؛ تنسجم الإبنة مع المصمّمة الخبيرة على نحو كبير، إلا أن سلسلة من القفزات السرديّة السحريّة تغيّر من طبيعة الزمان والمكان معًا، في صورةٍ خيالية وشيّقة.

ومن أنغولا عُرض فيلم "السيدة في المتجر الصيني" لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو للمخرج والمؤلف إيري كلافر، وتدور أحداثه حول تاجر صيني؛ يقوم بإحضار شخصية بلاستيكية غريبة للسيدة العذراء، إلى أحد أحياء لواندا، يُنذر حضورها بالمعجزات؛ حيث تحصل إحدى الأمّهات على السلام التي بحثت عنه طويلاً، ويغيّر أحد الحلّاقين من عقيدته الدينية، وينطلق الطفل زويو في رحلة بحثه عن صديقه المفقود. ضمن فيلم يستعين بالرمزيّة ليحكي قصّة أفريقيا الحديثة.

كما عرض فيلم "الأخيرة" إنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا والسعودية، وهو فيلم إخراج: دامیان ونوري، عديلة بن ديمراد، ويعد ذلك العرض الأول له في العالم العربي، وتدور أحداثه غداة تحالف الملك سليم التومي سنة 1516م مع القرصان المهيب عروج بربروس من أجل تحرير العاصمة الجزائر من الاحتلال الإسباني؛ يتوفّى الملك في ظروف غامضة؛ ويتقدّم القرصان من فوره للزواج من الملكة زفيرة أرملة الملك، ومع تسيّد القرصان بربروس لسدّة المشهد، يرسي خطّته المسبقة بتجريد الملك الراحل من كامل تركته وإرثه، مستعينًا بجيشه الوفيّ، لتجد الملكة زفيرة نفسها أمام تحدٍّ عصيب، في إطار قصصي ملحميّ وشاعري يستلهم التراث المسرحي، برؤيةٍ إخراجية مبتكرة. الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر.

ولأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تم عرض فيلم "سلام"، إخراج: هدى بن يمينة، آن سيسيه، ميلاني (ديامس)، ويسلّط الفيلم الضوء على حياة ديامس، إحدى أكثر الفنانات نجاحًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بفرنسا، باعتبارها الفنانة التي حقّقت أرقامًا وأرباحًا جنونيةً. ومع قرارها المفاجئ بالانسحاب من المجال العامّ في ذروة نجاحها عام 2008، نكتشف أن قرارها جاء من خلفية اعتناقها للإسلام وتفرّغها لإدارة جمعية خيرية ترعى الأيتام. يتطرّق الفيلم إلى جوانب متعددة من حياتها تُسائِل من خلالها الصحة العقلية والهوية الإسلامية وتبعات الشهرة، ضمن قصة من إخراجها بالشراكة مع المخرجتين هدى بن يمينة وآن سيسي، وهو من إنتاج فرنسا.
كما عرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيلم "المعيش"، للمخرج أوليفر هيرمانوس، وتدور أحداثه حول موظف حكومي مخضرم يستقبل خبر إصابته بالسرطان، فيقرر الاستقالة من عمله والانتقال إلى الساحل في محاولة لتعويض سنين عمره الضائعة بين أوراق العمل وجدران المكتب. وفيما يهبّ نسيم البحر الخاطف، يباغته شريط حياته كاملاً ويدفعه لاتخاذ قرارات جديدة يعمّها التفاؤل. ضمن فيلمٍ مقتبس من تحفة أكيرا كيراساوا اليابانية إيكيرو (1952).
وأخيرًا شهد اليوم عرض فيلم "حرقة"، لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو إخراج تونس وفرنسا والسعودية، وإخراج لطفي ناثان، وهو مُخرج أفلام ورسّام. حصل فيلمه الوثائقي الطويل الأول "أولاد الساعة 12" على جائزة "الفنانين الناشئين" من شبكة إتش بي أو، كما شارك في أكثر من 50 مهرجانًا، مثل مهرجان ساوث باي ساوث ويست, وصندانس. في عام 2015 كان عضوًا في برنامج إقامة المخرجين التابع لمؤسسة سينيريتش.