تواجه نجمة هوليوود، الممثلة غوينيث بالترو، المحاكمة بسبب حادث تزلج وقع عام 2016 في ولاية يوتا. ورفع الدعوى القضائية طبيب عيون متقاعد يدعي أنه تعرض لإصابات خطيرة في الحادث.
ويقول تيري ساندرسون، 76 عاماً، إن انتباه بالترو كان مشتتاً، وأنها تسببت في الحادث. ويسعى ساندرسون للحصول على تعويض قدره 300 ألف دولار.
وتنفي بالترو (50 عاماً) التهمة، وقد رفعت دعوى مضادة مطالبة بدفع دولار واحد، إضافة إلى أتعاب المحاماة.
وتعتمد القضية المدنية على شهادات شخصياتها المتعددة. فمن هم أطراف هذه القضية؟
تيري ساندرسون
رفع ساندرسون دعوى قضائية ضد بالترو لأول مرة في عام 2019، بعد ثلاث سنوات من الحادث.
ويتهم طبيب العيون المتقاعد، الذي يقول أنه لم يصب قط طوال 30 عاماً كان يمارس فيها التزلج، الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار بأنها "متهورة" سارعت نحوه من الخلف على منحدر في منتجع دير فالي الأنيق في غرب ولاية يوتا.
ويزعم محامو ساندرسون، الذي كان يبلغ من العمر 69 عاماً في ذلك الوقت، أن بالترو كانت مشتتة الانتباه بسبب أطفالها وسقطت فوقه، ثم تركته "ملقى على الجليد" من دون طلب المساعدة.
وادعى ساندرسون أن حادث فبراير/شباط 2016 أدى إلى فقدانه الوعي، وأنه تعرض لإصابة دماغية وكسور في أربعة ضلوع، إضافة إلى "فقدان الاستمتاع بالحياة القلق النفسي والتشوه".
وفي البداية سعى ساندرسون للحصول على تعويض قدره 3.1 مليون دولار بسبب ما يعتبره "حادث تصادم فر مرتكبه"، لكن هذه الدعوى رُفضت في مايو/أيار الماضي.
غوينيث بالترو
ترفض بالترو، نجمة السينما التي أصبحت أيضاً مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، رواية المدعي للأحداث وتزعم أنه اصطدم مباشرة بها من الخلف.
واعتلت بالترو المنصة الجمعة، وشهدت أنها كانت تتزلج على منحدر، عندما رأت زوجاً من الزلاجات يظهر بين زلاجتيها، وسمعت أصوات "احتكاك غريبة" وشعرت بجسد يضغط عليها من الخلف.
وكان انطباعها الأول أنها تعرضت لاعتداء جنسي، على حد قولها، مدعية أنهما سقطا على الأرض معاً، وتشابكت الزلاجات، وكادا أن يكونا "متعانقين من الخلف".
وأخبرت بالترو المحكمة أنها صاحت بكلمات نابية على ساندرسون ولم تسأله عما إذا كان على ما يرام لأنها شعرت "بالأذى والانتهاك". وأدى الحادث إلى إصابة بالترو بألم في الركبة ولكن من دون إصابات أخرى.
ويقول محاموها إن ساندرسون رفع دعواه لأنها من المشاهير. كما يلقون باللوم في الحادث جزئياً على العديد من الحالات الطبية الموجودة مسبقاً التي يعاني منها ساندرسون، بما في ذلك فقدان السمع والبصر الناتج عن السكتة الدماغية.
عائلة ساندرسون
شهدت اثنتان من بنات ساندرسون، وهما بولي ساندرسون غراشام وشاي هيراث، الأسبوع الماضي أن والدهما تغير بشكل كبير بعد الحادث.
وقالت بولي ساندرسون غراشام إن الرجل الذي كان ذات يوم "منفتحاً" و"اجتماعياً" أصبح الآن "مضطربًا" و "يُحبط بسهولة".
وروت وهي تبكي حادثة معينة كان فيها منزعجاً للغاية لدرجة أنها "توقعت أن يسيل لعابه خارج فمه" وأدركت أنه أصيب بـ "خلل فادح".
ولكنها قالت أيضاً إن والدها أصبح "مهووساً" بالحصول على اعتذار من بالترو.
ويوم الجمعة، استجوب محامو بالترو هيراث بشأن رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة مع والدها. وقال المحامون إن رسالة بريد إلكتروني من والدها كانت بعنوان "أنا مشهور... بأي ثمن؟"، وقال فيها ساندرسون إنه أمر "رائع" أنه اصطدم بشخصية مشهورة.
وقالت هيراث إن ساندرسون "لم يعد يشعر بالثقة والأمان" و"لم يعد يثق في دماغه"، مضيفة أن حفيدته لم تعد تريد أن تكون بالقرب منه لأنه أصبح يكثر الإساءات اللفظية والسباب.
وقالت "هذا ليس والدي. هذه نسخة بديلة من والدي".
عائلة بالترو
سيقوم الدفاع باستدعاء ابني بالترو، أبل ، 18 عاماً، ومزيس، 16 عاماً، وزوجها، براد فالتشوك، للشهادة هذا الأسبوع.
واستمعت المحكمة إلى أن بالترو نظمت رحلة التزلج حتى يتمكن أبناءها من "الاندماج" مع فالتشوك، المنتج التلفزيوني والكاتب الذي تزوجته في عام 2018، وأنها دفعت أكثر من تسعة آلاف دولار لدروس التزلج الخاصة في المنتجع في ذلك اليوم.
وزعم محامو ساندرسون أن موزيس، الذي كان في التاسعة من عمره آنذاك، صاح "أمي، أمي، انظري إلي" ووجهت والدته رأسها إلى الجانب لتنظر إليه قبل وقوع الحادث.
أطباء ساندرسون
استدعى محامو ساندرسون أربعة أطباء للحضور كشهود خبراء لدعم قضية موكلهم.
وقالت الدكتورة ألينا فونغ، أخصائية علم النفس العصبي، إن ساندرسون كان "يعاني من أعراض الارتجاج لمدة عام ونصف" عندما رأته لأول مرة في مايو/أيار 2017.
وزعمت أن الأعراض تضمنت "تغيرات مزاجية وشخصية، وألم وكذلك صداع"، وأن تلك الأعراض "غيرت حياته تماماً".
وقال الدكتور سام غولدستين، وهو اختصاصي علم نفس عصبي آخر، إن الصعوبات التي لاحظها لدى ساندرسون كانت "من ذلك النوع من الأشياء التي تفهمها بشكل أفضل إذا تابعت شخصاً عن كثب مدة أسبوعين".
وصفه الدكتور ويندل غيببي، أخصائي الأشعة العصبية الذي راجع السجل الطبي لساندرسون، بأنه رجل ذكي فقد "القدرة على التصرف" بشكل واضح.
وأضاف أن "التغيير المفاجئ في أداء [ساندرسون] وسلوكه وقدرته على التفاعل مع الناس لم يكن شيئًا ناجماً عن ظروفه السابقة".
شاهد العيان
تم التقاط التصادم بواسطة كاميرا غو برو، لكن لم يتم العثور على اللقطات أو تضمينها كدليل في المحاكمة.
ووصف فريق بالترو القانوني اللقطات بأنها "أهم دليل" للمحاكمة، مشيراً إلى أنها ستثبت أن بالترو كانت في نقطة من المنحدر أسفل ساندرسون، وأن بالترو، وفقاً لقواعد السلوك في التزلج، كان لها الحق في المرور أولا.
ولم تتضح أسباب اختفاء اللقطات، إن وجدت، ولكن كان هناك شاهد عيان واحد على الأقل على الحادث.
وقال كريغ رامون، 58 عاماً، وهو أحد معارف ساندرسون، للمحكمة الثلاثاء أنهم كانوا يتزلجون معاً عندما سمع صرخة ورأى بالترو "تصطدم بساندرسون مباشرة في ظهره".
وشهد رامون أن الحادث أطاح بصديقه "على الأرض ووجهه لأسفل، ويداه مفرودتان، وكانت غوينيث فوقه"، لكن بالترو ابتعدت عنه واندفعت من مكان الحادث بينما كان ساندرسون منبطحاً فاقد الوعي.
التعليقات