إيلاف من تورتنو: تنطلق اليوم فعاليات الدورة 48 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، والتي تشكل أهمية كبرى هذا العام بالنسبة للسينمائيين السعوديين بسبب مشاركة ثلاث أفلام فيه اثنان في قسم الإكتشافات ( مندوب الليل ، هجان ) وفيلم في عروض منتصف الليل وهو فيلم (ناقة) .

المهرجان الذي دشن رسمياً عام 1976 ليكون واحد من أهم مهرجانات السينما العالمية تشهد فعالياته حضور عدد كبير من صناع الأفلام العالمية سواء لمتابعة عروض أفلامهم الأولى أو للمشاركة في الفعاليات المختلفة.

المعروف عن مدينة السينما الكندية تورتنو أنها تشهد انعقاد نحو 60 مهرجان سنوي مما يجعلها بمثابة مدينة للسينما ليس في كندا فقط ولكن في العالم بسبب احتضانها لعرض العديد من الأفلام والفعاليات السينمائية الهامة، فيما جاء تدشين مهرجان تورنتو ليكون المهرجان السينمائي الأبرز في المدينة والذي كان يعرف باسم "مهرجان المهرجانات".

يتميز موعد مهرجان تورنتو بالثبات في تواريخ الانعقاد من جانب منظميه، فتقام فعاليات الافتتاح يوم الخميس الذي يلي احتفال المدينة بعيد العمال في الأثنين الأول من شهر سبتمبر ويستمر لمدة 10 أيام، فيما جرى تأسيس المهرجان على يد الثلاثي بيل مارشال، هينك فان دير كولك وداستي كوهل فان الذين عملوا على جلب أفضل الأفلام من مهرجانات العالم لتعرض في تورنتو.

جرى تحديد موعد المهرجان بشكل ثابت بداية من الدورة الثانية، بينما انعقدت دورته الأولى من 18 إلى 24 أكتوبر 1976، وتم بلورة المهرجان وفعالياته خلال الدورات التالية مع الندوات والجانب التجاري وهي الإضافات التي حدثت في النسختين الثالثة والرابعة.

الهدف الرئيسي من إقامة المهرجان كان سعي القائمين عليه لرؤية تورنتو كمركز سينمائي منفصل عن هوليود والاستوديوهات الأميركية التي كانت تهيمن على صناعة السينما، وهو ما تحدث به دير كولك في حوار سابق لصحيفة ناشيونال بوست مؤكداً على أن هدفهم كان تعزيز صناعة الأفلام الروائية الطويلة في كندا التي لم تكن تقدم هذه النوعية من الأفلام ومن ثم كان إقامة المهرجان بمثابة تحرك لوضع السينما الكندية على الخريطة العالمية.

واجه المهرجان في سنواته الأولى مشكلات عدة بعدما سحبت العديد من استوديوهات عروضها السينمائية معتقدة بأن الجمهور الكندي سيكون متحفظ على محتوى هذه العروض، بينما شهدت الدورة الأولى عرض 140 فيلم من 30 دولة بحضور 35 ألف شخص، لينطلق المهرجان ويبدأ في التوسع عام بعد الآخر، ليعيد صناع السينما الأميركية نظرتهم لأهمية المهرجان مع الشعبية المتزايدة التي بدأ يحققها عالميا.

لم تكن الساحة خالية أمام مهرجان تورنتو على صعيد المنافسة لكنه خاض منافسة قوية مع مهرجان مونتريال حيث تنافس المهرجان حتى منتصف التسعينات تقريباً على الأفلام والنجوم لكن مع مرور الوقت تمكن مهرجان تورنتو من تجاوز مهرجان مونتريال من حيث التأثير والمكانة.

اعتمد مهرجان تورنتو السينمائي لسنوات في برمجته على عرض الأفلام التي تعرض في مهرجانات آخرى حول العالم قبل أن يتحول تدريجياً في التسعينات لوجهة مفضلة للعروض الأولى لعدد من الأفلام، فيما يتميز بتحوله لنقطة رئيسية تتنافس فيها الأفلام المرشحة للأوسكار.

تعزيز مكانة المهرجان عالمياً خلقت توسع كبير لمنظمي المهرجان الذي بات يوظف نحو 300 شخص سنوياً من خلال 33 قسم متنوع، ليصبح اليوم من أهم المهرجانات السينمائية حول العالم.