وافق البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، على قانون يمنح الحكومة سلطة حظر بث القنوات التلفزيونية، بما في ذلك قناة الجزيرة، وهي الشبكة التي تملكها قطر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه "سيتحرك على الفور" لإغلاق المكتب المحلي للشبكة.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء هذه الخطوة.
ومازال موظفو الجزيرة المتمركزون في القطاع من بين المراسلين الوحيدين القادرين على تغطية الحرب على الأرض، بعد منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة.
وقد وافق الكنيست على مشروع قانون يسمح بحظر الشبكات الأجنبية التي تعد تهديدا للأمن القومي "مؤقتا". وأقرّ بأغلبية 70 صوتا مقابل 10 أصوات.
وسيكون الحظر ساريا لمدة 45 يوما في المرة الواحدة، وهي مدة قابلة للتجديد. وسيظل القانون ساري المفعول حتى تموز (يوليو) أو حتى نهاية القتال في غزة.
قناة الجزيرة
كانت قناة الجزيرة قد بدأت بثها لأول مرة في عام 1996، وهزت المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط عبر بث انتقادات للحكومات والحكام في المنطقة.
واعترضت بعض الحكومات في المنطقة على تغطية الشبكة. وأغلقت أو حجبت في دول من بينها السعودية والأردن ومصر.
وتقول الجزيرة إنها كانت أول قناة عربية تستضيف على الهواء سياسيين ومعلقين إسرائيليين.
ماذا قالت إسرائيل؟
قال نتانياهو على موقع "إكس": "لن تبث قناة الجزيرة بعد الآن من إسرائيل"، واصفا الشبكة بأنها "قناة إرهابية".
واتّهم نتانياهو قناة الجزيرة بأنها "جهاز دعاية لحماس"، وبأنها "شاركت بشكل نشط في مجزرة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
وظل مسؤولون إسرائيليون يتهمون الشبكة لسنوات بالتحيز تجاه إسرائيل. لكن انتقاداتهم لبث الجزيرة تكثفت بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وتقول السلطات إن للشبكة علاقات وثيقة مع حماس، وهذا ما تنفيه الجزيرة بشدة.
ماذا قالت الجزيرة؟
قالت الجزيرة في بيان لها: "لم يجد نتانياهو أي مبررات يقدمها للعالم لاعتداءاته المستمرة على الجزيرة وحرية الصحافة سوى تقديم أكاذيب جديدة وافتراءات تحريضية على الشبكة وحقوق موظفيها".
وأضافت أنها "تدين هذه التصريحات، التي لا تجد لها إلا وصفا واحدا وهو أنها كذبة خطيرة ومثيرة للسخرية".
وقالت إنها "تحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية سلامة موظفيها ومقار شبكتها في العالم بعد تحريضه، وهذا الاتهام الباطل بطريقة مشينة".
واتهمت القناة إسرائيل باستهداف موظفيها عمدا.
ووضعت الجزيرة تصريحات نتانياهو "ضمن سلسلة من التعديات الإسرائيلية الممنهجة لإسكاتها، ومن ذلك اغتيال مراسلتها شيرين أبو عاقلة، وقتل صحفييها سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة والاستهداف المتعمد لعدد من صحفيي الجزيرة وأفراد أسرهم واعتقال وترهيب مراسليها في الميدان".
وجُرح مدير مكتب الحزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح في ضربة إسرائيلية في كانون الأول (ديسمبر)، قُتل فيها مصور للشبكة.
وتنفي إسرائيل استهداف الصحفيين.
- وائل الدحدوح.. تفاعل واسع مع مراسل الجزيرة بعد مقتل نجله حمزة وزميله بقصف إسرائيلي
- وائل الدحدوح: رحلة علاج "جبل غزة" تتصدّر مواقع التواصل
هل يتأثر دور قطر في المفاوضات؟
وتتوسط قطر، حيث يقع المقر الرئيسي لقناة الجزيرة، في المحادثات بين إسرائيل وحماس بشأن الصراع المستمر منذ ستة أشهر تقريبا. وأدت المفاوضات السابقة التي توسطت فيها قطر إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح 105 رهائن إسرائيليين.
ولم يتضح بعد إن كانت الخطوة الإسرائيلية ستؤثر على مسار محادثات وقف إطلاق النار.
وكانت إسرائيل قد منعت في السابق قناة لبنانية أصغر، هي قناة الميادين، من العمل في البلاد.
وقالت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، عندما سئلت عن الحظر المقترح: "إذا كان هذا صحيحا، فإنه سيكون خطوة مثيرة للقلق"، مضيفة نحن "نؤمن بحرية الصحافة".
وكانت الحرب قد اندلعت عقب اقتحام مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، وقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، بحسب الإحصائيات الإسرائيلية.
ولا يزال حوالي 130 من الرهائن في الأسر، ويُفترض أن 34 منهم على الأقل في عداد الموتى.
وقتل أكثر من 32,800 فلسطيني، وأصيب 75 ألفا في غزة بعد أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية، بحسب ما تقوله وزارة الصحة في غزة. وتقول الوزارة إن 70 في المئة من القتلى من النساء والأطفال.
التعليقات